عالم الفيروسات د. عادل وديع فلسطين لا يمر قرن من الزمان إلا ويضرب العالم وباء يحصد الأرواح بالآلاف وإن لم يكن بالملايين ، والغريب أن الدورة الفيروسية تستغرق مائة عام يتم خلالها التحور الجيني للفيروس بحيث يستعيد عافيته ويظهر في صورة جديدة تقاوم الأمصال التي قضت على سالفه ، فنجد أنه في عام 1720 ضرب العالم مرض الطاعون وقتل في زمن قصير 100 ألف شخص وتم السيطرة عليه لأنه مرض بكتيري وليس فيروسي ، وظهر في مدينة مارسيليا الفرنسية ، وأكتشف أن المرض ينتشر عن طريق البراغيث والفئران القابعة في السفن وتعزوا الموانئ ، وفي عام 1820 أجتاحت الكوليرا جنوب شرق أسيا ومنها إلى الهندوجنوب آسيا والشرق الأوسط ، وراح ضحيتها 100 ألف شخص أيضا ، وفي حوالي عام 1920 وأيضا بعد مائة عام اجتاح وباء الانفلونزا الأسبانية العالم وحصد أرواح 50 مليوناً من البشر ليختفي ويعود بعد ثلاثين عاماً في صورة فيروس الانفلونزا الأسيوية وانتشر في سنغافورة ، وهونج كونج والولايات المتحدةالأمريكية ، وبعد نصف قرن تهاجم أنفلونزا الخنازير العالم في عام 2009 وهذا الفيروس من أخطر الفيروسات التي تصيب الإنسان وانتشرت أيامها في العديد من دول العالم وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية في عام 2010 عن وفاة 18 ألف شخص جراء الوباء ، والفيروس المسبب لهذا المرض هو ” H1N1 الذي اعتبرته مصر الآن هو الفيروس المسبب للأنفلونزا الموسمية المنتشرة هذه الأيام ويتم الاشتباه في حدوثها فى حالات ارتفاع درجة حرارة المريض عدة أيام ، أو إذا حدثت مضاعفات وأهمها الالتهابات الرئوية . والآن يواجه العالم فيروس كورونا بعد مائة عام من حدوث الانفلونزا الأسيوية وانتشر بعد ظهوره في ووهان الصينية ، في أكثر من خمسين دولة ، ويصرح المسئولون في الصين أن الصين اتخذت تدابير استثنائية لاحتواء الفيروس من أجل شعبها وتهدية لبقية العالم ويقولون إن هذه الإجراءات تم تفعيلها من خلال النموذج السلطوي القائم في البلاد ، وقد سنت قوانين بمنع التجارة غير الر سمية في الحيوانات البرية بشكل عام والقضاء على عادة تناولها ، مع وضع أسس واضحة للاستهلاك الغذائي.