بحضور البابا تواضروس.. تدشين كنيسة الأنبا إبرام فى دير العزب بالفيوم (صور)    جامعة عين شمس تستقبل وفدا من وزراء التعليم الأفارقة    تدخل برلماني لحل أزمة مصاريف المدارس الخاصة    رئيس جامعة المنوفية يهنئ المحافظ والأهالي بالعيد القومى 118 للمحافظة    ارتفاع البلطي وانخفاض الجمبري.. أسعار السمك بسوق العبور اليوم الاثنين    وزير التعليم العالي يشارك في مائدة مستديرة عن «فجوة مهارات الأمن السيبراني»    صعود مؤشرات البورصة بمنتصف تعاملات جلسة الإثنين وسط تداولات ضعيفة    وزير السياحة يطمئن على أوضاع السياح الألمان والنمساويين بمصر بعد إفلاس شركة FTI    وزيرة الهجرة تستقبل الرئيس التنفيذي للغرفة الألمانية العربية للتجارة لبحث التعاون    المصيلحي: سعر السكر على البطاقات 12.60 جنيه.. والحكومة رفضت الزيادة| خاص    قيادي ب"فتح":التفاوض الجاد هو السبيل للوصول لحلول وسط لمجمل القضية الفلسطينية    الاحتلال الإسرائيلى يعتقل 30 فلسطينيا من الضفة الغربية    البرلمان الأوروبى: نسبة المشاركة فى الانتخابات الأوروبية تسجل نحو 51%    خادم الحرمين الشريفين يأمر باستضافة 1000 حاج من ذوي ضحايا غزة    استطلاع: أكثر من نصف مؤيدى بايدن يدعمونه للولاية الثانية بدافع معارضة ترامب فقط    تشاهدون اليوم.. مصر تلتقى غينيا بيساو وغانا تستضيف جمهورية إفريقيا الوسطى    المنتخب الأوليمبي يواصل تدريباته استعدادا لمباراة كوت ديفوار الثانية    أبو الوفا: اقتربنا من إنهاء أزمة مستحقات فيتوريا    لمدة ساعة ونصف.. بدء امتحان مادة التربية الوطنية للثانوية العامة 2    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يشيد بإسهامات ندوة الحج العملية لخدمة ضيوف الرحمن    سرقا هاتفه وتعديا عليه بالضرب.. المشدد 3 سنوات لسائقين تسببا في إصابة شخص بالقليوبية    الاسم "محمد" واللقب "أصغر حاج".. مكة تسجل أول حالة ولادة بموسم الحج 2024    الفنان أيمن قنديل أمام لجنة الأورمان بالدقي للاطمئنان على نجله    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    عمرو دياب يلجأ للنيابة العامة وقرار بإخلاء سبيل الشاب الذي تعرض للصفع    رئيس تحرير الأخبار: مؤتمر غزة الدولى محاولة لإيقاظ الضمير العالمي لوقف الحرب    أمين «الفتوى» يكشف فضل وثواب العشر الأوائل من ذي الحجة    في موسم امتحانات الثانوية العامة 2024.. أفضل الأدعية رددها الآن للتسهيل في المذاكرة    المصرية لخبراء الاستثمار: الالتزام بتطبيق قانون المنافسة يجذب المستثمرين    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من مجموعة جنوب إفريقيا للتنمية «SADC»    كل ما تريد معرفته عن تشكيل وموعد الإعلان عن الحكومة الجديدة 2024    أخبار الأهلي : ميدو: مصطفى شوبير هيلعب أساسي على الشناوي و"هو ماسك سيجار"    الحكم في طعن «شيري هانم وابنتها زمردة» على سجنهما 5 سنوات| اليوم    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحي مهدد بالإيقاف لأربع سنوات حال إثبات مخالفته للقواعد    منتخب الارجنتين يفوز على الإكوادور بهدف وحيد بمباراة ودية تحضيراً لبطولة كوبا امريكا    بعد غيابها العام الماضي.. ياسمين عبد العزيز تعود لدراما رمضان في 2025    لميس الحديدي تعلن عن إصابتها بالسرطان    استشارى نفسى يقدم نصائح للآباء لدعم الأبناء خلال امتحانات الثانوية العامة    جالانت يتجاهل جانتس بعد استقالته من الحكومة.. ما رأي نتنياهو؟    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال الإسرائيلى تعتقل 30 فلسطينيا بالضفة الغربية لترتفع الحصيلة ل 9155 منذ 7 أكتوبر    مناسك (4).. يوم التروية والاستعداد لأداء ركن الحج الأعظم    هل الغش في الامتحان يبطل الصوم؟.. «الإفتاء» توضح    حياة كريمة .. جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    الخشت: قافلة الجيزة الطبية استكمال لجهود الجامعة ومشاركتها للتحالف الوطني    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    ممنوعات يجب تجنبها مع طلاب الثانوية العامة طوال فترة الامتحانات    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    أول إجراء من وزارة الرياضة بشأن أزمة «الدروس الخصوصية» في صالة حسن مصطفى    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    5 معلومات عن زوجة أمير طعيمة الجديدة.. ممثلة صاعدة وخبيرة مظهر    تعرف على ما يُستحب عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم    الفلسطيني أمير العملة يتوج بذهبية بطولة العالم بلعبة "المواي تاي"    ضياء رشوان: الرئيس السيسي يضع عينيه على المستقبل    تركي آل الشيخ يعلن مفاجأة عن فيلم ولاد رزق ويوجه رسالة لعمرو أديب    ضياء رشوان ل قصواء الخلالي: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسُحقنا    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    ضياء السيد: عدم وجود ظهير أيسر في منتخب مصر «كارثة»    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملف.. نزيف خسائر مربي المواشي المحلية مستمر.. عشوائية القرارات.. عدم التنسيق بين الأجهزة.. وارتفاع أسعار الأعلاف.. السبب
نشر في الأهالي يوم 29 - 10 - 2019

شارك في الملف..الإسكندرية: أحمد سلامة ودينا صمائويل..الفيوم: حسن أحمد..المنوفية: عادل شحتينو..كفر الشيخ: منتصر النجار..أسيوط: سويفي رشدي..القليوبية: رشا عبدالله
**تفعيل القوانين التى تحرم ذبح العجول الأقل من 300 كجم.. قيام الدولة بشراء العجول البلدية من المربين اختياريًا بأسعار محددة تسمى”أسعار الضمأن”

تواصل أسعار المواشي الحية انخفاضها منذ عيد الأضحى، رغم ارتفاع أسعار الأعلاف وتشير التقارير الرسمية إلي انخفاضها بنسبة 15% الي 20% . فيما يؤكد المربون ومنتجو المواشي أن الأسعار انخفضت بنسبة 50% فسعر العجل كان يتراوح ما بين 30 إلي 35 ألف جنيه انخفض إلي 15 و17 ألف جنيه فقط بمتوسط 45 جنيها للكيلو قائم. كما يتراوح سعر البقر ما بين 12 إلي 13 ألف بسعر 38 جنيها للكيلو قائم .. مما أنهك الفلاح ماديا خاصة أصحاب المزارع البلدية الصغيرة، وأدي إلي تراكم الديون، حيث يعتمد اغلب المربين في توفير الأعلاف علي نظام تسديد قيمة الأعلاف بعد اكتمال دورة الإنتاج وبيع الرؤوس وتسديد ثمنها للتاجر.
ويتضرر المربون من الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم وأحجموا عن تجديد دورات الإنتاج حاليا لحين استقرار الأسعار، فلم تحقق الدورات الأخيرة تكلفة التربية وخرج المربي بخسارة أدي لتراكم الديون علي اغلبهم وأصبحوا مهددين بالحبس بعد عجزهم عن سداد ثمن الأعلاف.
ورغم انخفاض أسعار المواشي البلدية في كل المحافظات فإن سوق اللحوم لم يشهد تحسنا في الأسعار، ولم يواكب ذلك الركود انخفاض في أسعار اللحوم ومازالت مرتفعة عند الجزارين ويتراوح سعر الكيلو ما بين 130 الي 150 في المناطق الشعبية و180 و190 جنيه للكيلو بالمناطق الراقية.
وترجع أسباب انخفاض أسعار المواشي إلي الاستيراد بكميات كبيرة خلال الفترة الماضية سواء للمذبوح أو للمواشي الحية، مع بداية العام 2019، فقد أعلنت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، في يناير الماضي عن استيراد 66 ألف رأس ماشية، و130 ألف طن لحوم، منها استيراد 45 ألف طن من اللحوم المجمدة والمبردة.
ومن بين الأسباب التي أدت إلي ركود أسواق المواشي الحية لجوء عدد كبير من المربين لبيع مواشيهم بسبب ارتفاع تكلفة التربية بصفة عامة، حيث ارتفعت أسعار الأعلاف بصورة جنونية وأسعار الرعاية البيطرية الخاصة، حيث ارتفعت أسعار الأدوية بصورة كبيرة، وكذا أسعار الأمصال وانتشار حمي الوادي المتصدع والجلد العقدي بشكل كبير.
كما دخلت بعض القطاعات منافسا قوي للمربي الصغير في هذا المجال وأحدثت توسعا في مجال تربية الحيوانات مثل القوات المسلحة ووزارة التموين والداخلية مؤخرا…

القليوبية..ركود سوق الخميس
وفي القليوبية، عزف الفلاحون ومربو المواشي عن مهنتهم التي يتوارثونها بسبب غلاء الأعلاف والارتفاع الجنوني في قيمة إيجار الأراضي الزراعية التي كانت تزرع بالبرسيم والذرة، وتدخل كغذاء مساعد للحيوان مع الأعلاف الجافة حيث وصل سعر الفدان الي12000 جنيه، بالإضافة الي زيادة تكاليف الزراعة والأسمدة في ظل انخفاض أسعار المواشي واللحوم بالأسواق.
يقول محمود دعبس، تاجر مواشي، إن ارتفاع أسعار الأعلاف هدد صغار التجار والمزارعين بالإفلاس، مشيرا إلى أن سوق الخميس بطوخ أصابه الركود في الشهور الأخيرة لانخفاض أسعار المواشي مقارنة بالتكلفة العالية التي نتكبدها خلال فترة التثمين، حيث قمت بشراء عجل منذ سنة تقريبا بسعر 6000 جنيه ووصلت تكلفة تثمينه إلي 12000 جنيه وسعره التجار بسعر وعند بيعه لم يتجاوز سعره 1500 بخسارة 3 آلاف جنيه غير تعبي ومجهودي .
وأشار إلي أن سعر طن الذرة الصفراء وصل الي 4000 جنيه والفول الصويا 9000 جنيه وطن الردة 4500 جنيه بينما وصل سعر فدان التبن إلي 7500 جنيه والبرسيم الي 1200 جنيه.
يقول هادي عيد موسي، مزارع، كنت أقوم بتربية وتثمين المواشي منذ سنوات قبل الارتفاع الجنوني لأسعار الأعلاف التي منعتني والكثيرون من أهل القرية من التربية فالعائد لم يحقق تكاليف إنتاجه. لافتا إلي ارتفاع تكلفة إيجار الأراضي الزراعية وأسعار الأسمدة بالسوق السوداء إلي 250 للشيكارة جعل تربية المواشي مكلفة جدا ولا تدر عائدا علي المربين.وذكرت نورا محمد إبراهيم،أن سعر كيلو اللحوم يتراوح بين 100 و110 جنيهات للكيلو في القليوبية.
وأكدت فايزة علي أنه رغم الحديث عن انخفاض سعر المواشي فان ذلك علي أسعار اللحوم لدي الجزار ومازال هناك الكثير من الأسر تعجز ظروفهم المادية الصعبة عن شراء اللحوم في ظل ارتفاع أسعارها إضافة الإيجار السكني والأدوية وفواتير المياه والكهرباء ومصاريف المدارس وغيرها.
ويضيف الدكتور ناصر أبو سنة، مدير عام المجازر والصحة العامة بمديرية الطب البيطري بالقليوبية، أن أسعار المواشي انخفضت في الآونة الأخيرة بسبب تشجيع شباب الخريجين بتربية المواشي والبتلو وملء فراغات المزارع بتسهيل قروض ميسرة بفوائد بسيطة تصل الي 5 بالمائة فقط بضمان المشروع. مشيرا الي زيادة منافذ بيع اللحوم التي وفرتها وزارات القوات المسلحة والتموين والداخلية والزراعة ساهمت في انخفاض واستقرار المواشي.
من جانبه، أكد المهندس ماهر عبدالمعطي، مدير عام الإنتاج الحيواني بمديرية الزراعة بالقليوبية، أن سبب انخفاض أسعار المواشي في الأونة الأخيرة بنسبة تصل الي 20 بالمئة مقارنة بالعام الماضي ويرجع الي القرار رقم 773 و 368 لسنة2017 والخاص بإستخراج تراخيص التشغيل لمزارع المواشي والذي ظل متوقفا لسنوات. ولفت إلي أن ارتفاع أسعار الأعلاف يرجع الي استيراد 80% من المواد التي تدخل في صناعة الأعلاف مثل الذرة الصفراء وفول الصويا من الخارج. مشيرا إلي ضرورة استخدام الفلاحين للأعلاف البديلة توفيرا للنفقات من خلال تدوير المخلفات الزراعية، واستخدامها في علف الحيوان مثل قش الأرز والذرة بدلا من الأعلاف التي تتراوح أسعارها بين 4300 جنيه و4600 جنيه للطن.
كفر الشيخ..مطالب بتدخل الرئيس
وفي كفر الشيخ سادت حالة من الغضب والسخط الشديد بين مربى المواشي والفلاحين بسبب انخفاض أسعارها وزيادة سعر الأعلاف.
واتهم أحمد جوده، نقيب الفلاحين لوسط الدلتا، الحكومة وزارة الزراعة بتدمير الفلاحين على مستوى الجمهورية، وطالب بتدخل الرئيس السيسى لحل الأزمة ووفق نزيف الخسائر للفلاحين.وأكد أن الفلاح ليس له تأمين صحى علما بأن معظمهم مصاب بالوباء الكبدى جراء تلوث المياه وإصابة البعض منهم بالبلهارسيا والدولة لا تنظر إليهم.
وقال أحمد القلشانى، نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب الوفد بكفر الشيخ، إن وزارة الزراعة تسببت فى تدهور أحوال صغار المزارعين ومربى المواشى جراء عدم وضع خطة تحقق التوازن بين اكتفاء الأسواق من الإنتاج المحلى والاستيراد، مما أدى إلى تدنى أسعار المحلية. مشيرا إلي أن نسبة الارتفاع في أسعار الأعلاف تجاوز60% .
وأضاف أن أعداد عجول التسمين للمواشى المستوردة من التي طرحتها وزارة الزراعة أغرقت الأسواق، لافتا إلى أن النقص الذي تشهده السوق المصرية يتمثل فى اللحوم وليس الماشية الحية. مبينا أن قرار استيراد اللحوم الحية احدث عشوائية فى الأسواق وسبب خسائر فادحة للمنتج والمربي المصر محدود الموارد.
وأشار إلى أن تقليص زراعة القطن أثرت على إنتاج الأعلاف فمعظم الفلاحين والمزارعين كانوا يستخدمون بذرة القطن بعد عصرها في صناعة الكسب كمكون رئيسي في العلف الحيوانى، وطالب وزارة الزراعة بوقف استيراد عجول التسمين ورفع الجمارك عن مستلزمات الإنتاج الحيوانى من مصل ولقاح بجانب منح المزراعين والمربين قروض ميسرة لإنقاذ المزارعين والمربين من الخسائر، حيث ان أسعار الألبان انخفضت إلى 4 جنيهات للكيلو، مما أصبح يهدر حقوق الملايين من أسر صغار مربى المواشى بالضياع والتشرد.
وقال لطفى بهنسى، عضو جمعية الخريجين بمنطقة مطوبس، أن سماح وزارة الزراعة بتصدير مكونات الأعلاف من برسيم مجفف والسيلاج والتبن الى الخارج سبب ارتفاعا جنونيا للأعلاف، وأصبحت غير متوفرة بكثرة مما تسبب فى أزمات وخسائر كبيرة تعرض لها بعض مربى المواشى.
وقال عيد سالم، مزارع، كان الفلاح أيام زمان يقوم بتربية المواشى للإنفاق منها على زواج أبنائه وكانت تعود عليه بالخير بما تنتجه من سمن ولبن، ولكن اليوم المواشى تصرف مصاريف أكثر من ثمنها فعزف الفلاح عن تربيتها.
الفيوم.. خسائر فادحة لصغار المربين
وفى الفيوم رغم انخفاض أسعار الأبقار والماعز والأغنام الحية إلا أن أسعار اللحوم في اغلب المناطق لم تنخفض ولم تتأثر كثيرا بهذا الانخفاض ومازالت أسعار الأعلاف مرتفعة باستمرار، نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة والوقود وقد تركت آثارها السلبية على صغار وكبار ومتوسطى المربين.
يقول عيد صابر، تاجر ماشية، يحتوى علف المواشى على كثيرٍ من العناصر الغذائية، الهامة والحيوية لنمو الحيوانات، ومنها البروتين ويدخل بنسبة 20 % في صناعته، ووصل سعر الطن منه إلي 4500 جنيه، وارتفع أيضا سعر دقيق الحمص الفاخر بروتين 25%، والخاص بالاستخدام الحيوانى للمواشى و الأغنام و الدواجن والبط، وسعر الطن 5 آلاف جنيه.
ويكمل عبد الباقي فتح الباب، تاجر، أن مشكلة تدني أسعار المواشي الحية ومنتجاتها من ألبان وجلود مع ارتفاع تكلفة التربية من أعلاف ورعاية بيطرية، دفع الفلاحين للتخلي عنها بعد أن كان لا يخلو بيت مزارع من الماشية التي تعتبر سند الفلاح في معيشته ويعتمد عليها في تدبير أموره لافتا الي أن تدهور أسعار الماشية يزيد أعباء ملايين الأسر التي تعتمد عليها مصدر دخل .مطالبا بمواجهة مشكلة قلة الأطباء البيطريين، التي تزيد من تكلفة العلاج وترفع سقف المخاطر في حالة إصابة الماشية بأي مرض ويعرض المربي للخسارة.
وينبه د يوسف عمر، طبيب بيطري، إلى أن كل محتويات جسم الحيوانات يمكن الاستفادة منها فيتم استغلال باقى الأحشاء والأعضاء فى صناعة مساحيق تدخل فى العديد من الصناعات، بجانب إمكانية تصديرها للخارج والتى ستحقق بدورها عائدا كبيرا، يصل إلى مليارات الجنيهات.
وأن مخلفات الذبائح تنقسم إلى العديد من الأنواع، من أهمها الدم، العظام، الجلود، والأجزاء الداخلية، ومادة الجلوتين التى تدخل فى بعض العلاجات، حيث يتم تجميع العظام وتكسيرها وطحنها، واستخدامها كمصدر لتقوية العظام، لاعتبارها مصدرا غنيا بالكالسيوم وايضا مادة الجلاتين التى تدخل في الاستخدامات الطبية، وبعض مساحيق التجميل، وطلاء الأظافر. مطالبا الدولة بالتوسع في إنشاء مجازر حديثة لتعظيم الاستفادة الكاملة من مخلفات الذبح ويعود جزء من أرباحها لتوفير الأعلاف للمربين بأسعار بسيطة.
المنوفية..مطالب ب «أسعار الضمان»
وفي المنوفية، تعددت الأسباب الركود بين ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم استقرار الأسواق، بسبب سياسة الحكومة بالاتجاه نحو استيراد كميات كبيرة من اللحوم الحية والدواجن وزيادة المعروض عن الطلب .
ويلجأ المربي لبيع مواشيه المنتجة للألبان بسبب ارتفاع ثمن تكلفة التربية فشكارة النخالة 40 كجم ب 150جنيها لا تكفى أسبوعا وقيراط البرسيم ب 200 جنيه بمتوسط أكلة العجلة في اليوم ما بين20و30جنيها.
وأضاف د إيهاب الخولى، طبيب بيطرى، أن سعر مولود المواشي الذي يعد للعلف يتراوح بين1300و1500 جنيه الآن، وهي خسارة هائلة للفلاح الذي ظل يتحمل عبء تغذية الأم سنة كاملة، وهي معادلة لن تتساوى أطرافها الا بدعم الدولة للأعلاف .
مشيرا إلى أن الدولة كانت تقوم بصرف النخالة على الحيازة الزراعية والذي توقف منذ ما يقرب من 5 سنوات.
على جانب آخر، يرفض محمد علومة العربى، تاجر أعلاف، ربط أسعار الأعلاف بخسارة المربين، مؤكدا أن أسعار الأعلاف ومكوناتها ليست مرتفعة، فأسعار الأعلاف تشهد انخفاضا بالمقارنة لعام 2017 حيث كان طن الأعلاف يتعدى8000 جنيه وكان سعر الماشية الواحدة يصل إلى40 الف جنيه، واليوم لا يتعدى الطن5000 جنيه ووصل سعر الماشية إلى15000 جنيه.مبينا أن السبب الحقيقى وراء خسارة المزارعين والمربين وركود السوق هو استيراد كميات كبيرة من الماشية واللحوم والدواجن المجمدة مما أدى لكثرة المعروض عن الطلب.
أما د. إلهام محمد غنيم ، أستاذ رعاية الحيوان ورئيس قسم الإنتاج الحيواني بكلية الزراعة بشبين الكوم، أكدت تراجع أسعار اللحوم خلال الثلاث شهور الأخيرة، فسعر الكيلو جرام القائم يتراوح ما بين 50 إلى 52 مقابل 60 إلى 65 جنيها فى الفترة نفسها من العام الماضى.
وأرجعت أسباب الانخفاض إلي ارتفاع درجات الحرارة فى هذه الفترة من الزمن وخشية المربين من نفوق الحيوانات، خاصة مع ازدياد أوزانها بعد عملية التسمين خشية من خسارة الوزن علاوة على عدم قدرة المربى على التوقف عن التربية، طالما بدأ فيها شأنها فى ذلك شأن أى منتج زراعى.
وطالبت «إلهام» بتقنين عملية استيراد اللحوم أو الحيوانات الحية، وقدمت عددا من الحلول مقترحة منها التوسع فى زراعة محاصيل الأعلاف منع احتكار إستيراد الأعلاف وقصرها على جهة واحدة مثل جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، بشرط أن تقوم بتوفير الأعلاف للمربين بأسعار مقبولة، وتفعيل القوانين التى تحرم ذبح العجول الأقل من 300 كجم مع ضرورة تدخل الدولة للحفاظ على استقرار الأسعار والأسواق وحمايتها من التقلب من خلال.
كما طالبت قيام الدولة بشراء العجول البلدية من المربين اختياريا بأسعار محددة تسمى” أسعار الضمان، والتى تضمن للمربى تعويض الفرق بين التكلفة وسعر السوق لحماية المنتج من تقلبات الأسعار وأزمات السوق أو التعرض لأى كوارث مثل الإصابة بالأمراض كالحمى القلاعية وذلك أسوة بما يتم فى قيام الدولة بشراء محصول القمح من الفلاحين لتشجيعهم على زراعته، وشددت علي التحسين الوراثى للحيوانات المحلية حتى تواكب السلالات المتخصصة فى إنتاج اللحم وتطوير الخدمات البيطرية والتى تقدمها الهيئة العامة للخدمات البيطرية ورفع كفاءة وتحديث البنية التحتية للوحدات البيطرية على مستوى الجمهورية.
وحذرت من عواقب الوضع الحالى، حيث تتوقف ارتفاع أسعار اللحوم مرة أخرى فى غضون 4 إلى5 شهور عندما تقل اللحوم المستوردة ويقل أيضا المنتج من اللحوم البلدية.
الإسكندرية .. ركود الأسواق
شهدت أسواق بيع المواشى بالإسكندرية انخفاضا كبيرا خلال الشهر الحالي وصل إلى الذروة الأسبوع الماضى حيث انخفض سعر العجل إلى 10 آلاف جنيه فقط .يقول السيد متولى، أحد مربى المواشى فى قرية أبيس، أن معظم المربين أفلسوا، حيث تراجع سعر الرأس الماشية بنسبة 25% .
ويضيف أحمد محمود، صاحب مزرعة ماشية فى العامرية، إن سعر كيلو اللحم يتكلف حاليا 50 جنيها ويباع ب40 جنيها، وهى خسارة تصل إلى 20% ويتضمن التكلفة شراء العلف الذى يبلغ 5 جنيهات للكيلو، فضلا عن السوائل والعلائق الخضراء والتحصين وغيرها على مدار فترات التثمين.
وأرجع المهندس مصطفى المحمدى، عضو مجلس إدارة الجمعية الزراعية في قرية مصطفى إسماعيل بمنطقة بنجر السكر بالإسكندرية التابعة لحى العامرية وصاحب مزرعة للمواشى، فقد الركود في سوق الماشية لعدة أسباب، السبب الأول هو الاستيراد حيث استوردت مصر كميات كبيرة من اللحوم الحمراء، خصوصًا مع بداية العام 2019. والسبب الثاني هو لجوء عدد كبير من المربين للتخلص من مواشيهم بالبيع لارتفاع تكلفة التربية بصفة عامة.
مشيرا إلي أن دخول بعض المؤسسات للحد من الاستغلال والاحتكار وللتخفيف على المواطنين كطرح القوات المسلحة للحوم الحية والمجمدة، وكذا طرح وزارة التموين والنقابات والجمعيات الخيرية لحوم بالأسواق بسبب رئيسي في الانخفاض.
ويقول دكتور محمود خميس أبو زيد مدير، محطة البحوث الزراعية بالنوبارية، إن حوالى 50% من خامات الأعلاف ومدخلات الإنتاج الخاصة بتصنيع أعلاف عجول التسمين مستوردة من الخارج وتتأثر بسعر العملة والسوق العالمى، وهو ما يؤدى إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وظهور السوق السوداء.
وأشار إلى أن هذه الزيادة في المعروض تعود إلى عدة أسباب، أهمها القرار الوزاري القاضى بمنع ذبح البتلو وتسمين العجول إلى وزن 400 كجم على الأقل، والذي أدى إلى زيادة الناتج من اللحوم من نفس عدد الرؤوس التى كانت تذبح كبتلو إلى 5 أضعاف تقريبا بعد تسمينها، حيث كان يذبح البتلو على متوسط وزن 100 كجم تقريباً بنسبة تصافى أقل من 50%، أما بعد التسمين أصبح يذبح على وزن 400 كجم على الأقل، وبنسبة تصافى تصل إلى 60%.
أسيوط..ظلم الفلاح
وأكد حسين عبد المعطى، نقيب فلاحين بأسيوط، النقابة المستقلة، أن الفلاح ظلم هذا العام بسبب تدني أسعار المواشي ولم يجد تعويضا، مما اضطره للبيع من بأسعار منخفضة رغم ارتفاع أسعار العلف وأيضا إصابة الماشية بالأمراض المزمنة بالمقارنة عن العام السابق وارتفاع الأسعار مما أوقف حركة الشراء وانخفاض السعر.وقال محمد عمران، مربى ماشية، إن ثمن العجل من الماشية حوالى 7 آلاف جنيه لدخوله مرحلة التسمين ويستغرق 100 يوميا، ويحتاج إلى 30 ألف جنيه، قيمة الأعلاف والبروتين، لتصل تكلفة إنتاجه في المتوسط إلى 36 ألف جنيه، لكن يتم بيعه بنحو15 ألف فى المتوسط، وهي خسائر فادحة ونزيف لرؤوس أموال الفلاحين التي يعملون بها.
لافتا إلي أن تربية الثروة الحيوانية كانت أحد المصادر التي تدر دخلا للعديد من الشباب الذي يعاني من البطالة ويعمل في هذا المجال لتدبير احتياجات أسرته، كما يعتمد الفلاح اعتمادا كليا فى الزراعة على تربية الماشية لتحسين دخله واقتصاده الضرورى للعيش.
وأرجع محمد عبدالمالك، فلاح، الخسائر إلى غياب توعية الفلاح وعدم التنسيق مع قطاعات الدولة المختصة كوزارة الزراعة والتموين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.