مشهد يتكرر كل عام مع الظروف المناخية المتغيره، أزمة عاشها سكان القاهرة وبعض المدن الجديدة فى التجمع الخامس والقاهرة الجديدة وغيرها من المناطق التى شهدت هطول امطار غزيرة الاسبوع الماضي، والتى تسببت بذاتها فى تهالك الممتلكات العامة والخاصة، وقطع الكهرباء، فضلا عن التعطيل المروري الذي حدث نتيجة ارتفاع منسوب المياه وغرق الشوارع الامر الذي يرجع الى تعطيل روافع محطات الصرف. كما تعرض المسافرون على بعض الطرق التى تم إنشاؤها قريبا لمخاطر بالغة نتيجة لغرق هذه الطرق السريعه وارتفاع مستوى المياه. وارجع متخصصون، حدوث هذه الكوارث الى على عدم الاستعداد الجيد من قبل المسئولين لمثل تلك الظواهر المناخية، فضلا عن عدم التنسيق الجيد مع هيئة الارصاد لمعرفة حالة الطقس وإتخاذ الاحتياطات اللازمة،الامر الذي تسبب فى غضب شديد للمواطنين خاصة ساكنى الاحياء الجديدة التى من المفترض ان تكون ذات منشأت وطرق تم بناؤها على اساس هندسي وفنى متطورة لتكون واجهة حضرية مشرفة. طلب إحاطة ومن جانبه تقدم عدد من نواب البرلمان بطلبات إحاطة منهم النائب هيثم الحريري، وقال فى بيان له "عملاً بحكم المادة (134) من الدستور، و المادة (212) من اللائحة الداخلية للمجلس، أتقدم بطلب الإحاطة التالى بشأن انهيار بعض الخدمات وتجمعات مياه الأمطار وحصار أهالي القاهرة الجديدة، وبعض المسافرين على الطرق السريعة. وتساءل الحريري، فى بيانه، عن طبيعة التنسيق مع الأجهزة المعنية من هيئة ارصاد ومركز معلومات بشأن توقع العواصف والامطار ودرجة شدتها، بالاضافة الى الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها ومستوي تنفيذ تلك الإجراءات فى المدن التي تضررت من هذه الامطار. كما طالب بتفعيل الادوات الرقابية لنواب البرلمان وتشكيل لجنة تقصي حقائق لكي نطمئن المصريين على الأسباب الحقيقية لهذه المشكلة والتأكيد على مبدأ الثواب والعقاب. إدارة العمران وفى ذات السياق قال د.محمد صالحين " استاذ التصميم المتكامل ومدير برنامج العمران المتكامل والتصميم المستدام بجامعة عين شمس" ان معدل سقوط الامطار الذي حدث فى بعض مناطق ومدن العاصمة، يعد غير مسبوق ويحدث فى فترات متباعدة الامر الذي يضع المسئولية على الجهات المعنية فى ان تأخذ فى اعتبارها ذلك الامر اثناء التصميم والتخطيط للمدن الجديدة التى يتم إنشاؤها مستقبلا. واضاف ان التعامل فى حالة سقوط الامطار بهذا الشكل الغزير يجب ان يتم النظر اليه على اننا فى حالة طوارئ و الذي يستدعي ان يكون هناك نظام لإدارة العمران، بالاضافة الى توافر خدمات النجدة والمطافى فى شوارع العاصمة لمنع تفاقم الازمة ويتم السيطرة عليها. لافتاً الى انه لايوجد مخطط واضح من قبل الادارة فيما يتعلق بوضع بدائل لشبكة الطرق فى حال إنقطاعها، حيث تسببت الامطار فى تعطيل مروري وكان ذلك واضحاً فى شارع 90 وطريق السويس الامر الذي قد يؤدي لحدوث كوارث نحن فى غنى عنها. مؤكداً ان منظومة التعامل مع حالات الطواريء البيئية تعانى من فساد فنى واداري متمثل فى وجود مخالفات لم يتم تقنين وضعها نتيجة سوء تخطيط من الادارة بالاضافة الى السماح بتغيير نشاط بعض الاماكن المخصصة للجراجات والبدروم بما يضاعف من الكوارث. وطالب صالحين، بمراجعة العمران القائم من حيث أعمال الصيانة والمتابعة، فضلا عن مراجعة كود التصميم والتخطيط اى معايير ومواصفات البناء بما يواكب الظروف المناخية المختلفة. شبكات الطرق وقال د.محمد الصادق عوف " استاذ الطرق وعضو اللجنة الاستشارية للطرق بجامعة حلوان " ان بعض المسئولين بالاجهزة الحكومية ليس لديهم وعي بتأثير الامطار او السيول على الطرق وحمايتها، الامر الذي يرجع الى ضعف الميزانية الموجهة لحماية شبكات الطرق التى تتعرض لتهالك نتيجة ظروف مناخية متغيرة، فضلا عن غياب أعمال الصيانة اللازمة وذلك يؤثر سلباً على العمر الافتراضي للطريق. واضاف ان سبل حماية الطرق من الامطار والسيول يتمثل فى إنشاء عبارات مواسير بشكل عمودى على اتجاه الحركة لتجميع المياه وعبورها اسفل الطرق، الامر الذي لا يجعل الطريق مصدا للسيل بما يساهم فى حمايته، بالاضافة الى وضع بلوكات دبش على جانبي الطريق. مؤكداً أهمية توافر بالوعات صرف الامطار ووضعها فى الشوارع ذات المناطق المنخفضة نسبياً لسهولة تجميع مياه الامطار وصرفها. مطالباً البرلمان بمحاسبة المقصرين من بعض المسئولين لعدم الاستعداد الجيد لموسم الامطار والسيول، مشدداً على اهمية دور الاعلام فى توعية المواطنين بأخطار السيول والتأكيد على حذر البناء على مخرات السيول. سوء تخطيط وقال د.أسامة عبد المنعم "خبير التنمية المحلية " إن تغيير حالة الطقس خلال الأيام الماضية كشف عن سوء تخطيط البنية الأساسية فى المدن الجديدة وبعض الأماكن فى المحافظات، كما كشف عن عدم وضع خطط بديلة من المحافظين لمواجهة السيول. واضاف ان عدم مراعاة المعايير الصحيحة عند تصميم الطرق من وجود شبكة تصريف أمطار ومراعاة ارتفاع منسوب المياه، فضلا عن تأخر الجهات المعنية بشفط مياه الأمطار الامر الذي ترتب عليه غرق عدد من المنازل والشوارع. لافتاً الى أن فشل الإدارات المحلية داخل المدن الجديدة والمحافظات فى مواجهة السيول والأمطار كبد البلاد خسائر بمئات الملايين من الجنيهات. وأشار عبد المنعم، الى أنه رغم تكرار تعرض البلاد للأمطار الغزيرة المصحوبة بالسيول خلال فصل الشتاء المنصرم، ورغم التحذيرات التي أطلقها الخبراء العام الماضي من تعرض البلاد لكوارث حقيقة تهدد بانهيار البنية التحتية للبلاد وتعرض أرواح المواطنين للخطر وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، الا ان تقاعس المسئولين وإهمالهم الجسيم فى اتخاذ كل التدابير اللازمة لمواجهة تلك الكوارث ساهم فى تضاعف الخسائر التى تتعرض لها الدولة والمواطنون،مطالباً بمحاسبة رؤساء الأحياء المقصرين فى تجهيز مصارف الأمطار والاستعداد لمثل هذه الأمور. إدارة للأزمات وقال د.سمير عبد الوهاب " استاذ الادارة المحلية بكلية العلوم السياسية بجامعة القاهرة " ان المشكلة لدينا تكمن فى عدم وجود إدارة للأزمات، فضلا عن ان المسئولين فى الادارات المحلية ليس لديهم الوعي بتدارك الازمة قبل حدوثها لتفادي الخسائر.واضاف ان تكرار حدوث الازمات دليل على عدم اهتمام المسئولين وعدم الاستعداد الكافي، فضلا عن عدم متابعة أعمال الصيانة الدورية للشبكات، وعدم التنسيق مع هيئة الارصاد للتنبؤ بحالة الطقس.لافتاً الى وجود قري سياحية فى منطقة العين السخنة تعرضت للسيول والامطار وذلك يؤثر على السياحة ويضر بالمنظر الجمالي للمناطق السياحية.مشيراً الى ان معظم الدول الممطرة تعتبر موسم الامطار فرصة للحصول على المياه واستغلالها، مؤكداً اهمية الاستفادة من مياه الامطار فى الزراعة والاعمال الاخري. ومن جانبه اعلنت محافظة القاهره عن تجهيز غرفة الازمات والعمليات لمتابعة الموقف تحسباً من حدوث موجات من الامطار او السيول، و شدد محافظ القاهرة المهندس عاطف عبد الحميد، على رؤساء الاحياء بضرورة الانتشار السريع للمعدات وفرق الطوارئ والتواجد لمراقبة الشوارع ميدانياً لمواجهة أي طارئ أو تجمع مياه فى أي موقع من خلال التنسيق بين الاحياء وفروع شركة الصرف الصحى.ولفت المحافظ الي وجود خريطة كاملة للمواقع التي تتأثر بهطول الأمطار وتم توزيع كل الشفاطات والنافوري عليها أو تمركزها بالقرب منها لسهولة الوصول إلى المواقع المحددة.