(إنها أعظم محطة للمد العمرانى فى مصر، وما تم تنفيذه على أراضيها حتى الآن يعتبر «إعجازًا» بكل المقاييس)، تلك هى رؤية المهندس أحمد صبور.. العضو المنتدب لشركة «الأهلى للتنمية العقارية- صبور» بشأن العاصمة الإدارية الجديدة، فهى من وجهة نظره مشروع عظيم جداً، يتمتع بموقع جغرافى متميز، ومخطط عمرانى على مستوى عال من الدقة يمتد على مساحة شاسعة تصل إلى 170 ألف فدان.. ودلل «صبور» على ذلك بأن معدلات الإنجاز فى مشروع العاصمة الجديدة فاق التوقعات، خاصة فيما يتعلق بالمرافق وشبكة الطرق، والمشروعات السكنية، وغيرها من الأعمال الأخرى، مؤكدا أنه من المستهدف أيضاً بدء العمل فى 5 جامعات بالعاصمة خلال العام الدراسى القادم، كما أن الفترة الحالية شهدت البدء فى أعمال إنشاء مجمع الوزارات الذى سيمثل إضافة كبرى للعاصمة أيضاً.. ويرى «صبور» أن عبقرية العاصمة الجديدة تأتى أيضاً من تمتعها بشبكة واسعة من الطرق والمواصلات تربطها بجميع المناطق، مثل طريق محمد بن زايد وخط السكة الحديد الجديد ومشروع القطار الكهربائى والمطارالدولى، مؤكداً أن كل ذلك يؤكد الفكر الصحيح لإدارة هذا المشروع العملاق، لأن نجاح أى مشروع مرهون بتوفير شبكة مواصلات مدروسة بشكل جيد جداً.. وكشف العضو المنتدب لشركة «الأهلى للتنمية العقارية- صبور» أن الشركة تستهدف الحصول على أرض خلال الطرح الجديد بالعاصمة على مساحة تصل إلى 1500 فدان، وذلك بنظام المشاركة مع الدولة، مشيرا الى ان شركته لديها 18 مشروعاً فى شرق القاهرة بإجمالى 20 ألف وحدة سكنية، وأضاف «صبور» أن شركة الأهلى للتنمية العقارية «صبور» تضع فى مقدمة أولوياتها التوجه نحو الاستثمار فى شرق القاهرة، ومناطق 6 أكتوبر والشيخ زايد، الساحل الشمالى الغربى والعين السخنة.. وفى الحوار التالى المزيد من التفاصيل: * فى البداية.. ما تقييمكم كمطور عقارى لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة؟ وما مدى انعكاسات هذا المشروع على الاقتصاد المصرى عموماً وعلى قطاع البناء والتشييد بشكل خاص؟ وما الذى ستضيفه العاصمة الإدارية لتجميل وجه القاهرة من وجهة نظركم؟ لاشك أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة مشروع عظيم جدا، ومن أبرز ما يميز هذا المشروع مساحته الشاسعة التى تصل إلى 170 ألف فدان، وموقعها الجغرافى المتميز على حدود مدينة بدر فى المنطقة بين طريقى القاهرة- السويس، والقاهرة- العين السخنة، مباشرة بعد القاهرة الجديدة ومدينة المستقبل ومدينتى، حيث يبعد المشروع حوالى 60 كم عن العين السخنة والسويس، وعن مناطق وسط القاهرة، هذا بالإضافة إلى تميز العاصمة الإدارية بمخطط على مستوى عال من الدقة، فيما يتعلق بالمرافق والبنية الأساسية والفكر التنفيذى. كما تتميز العاصمة الجديدة، بشبكة واسعة من المواصلات والطرق تعمل على ربطها بجميع المناطق، ويأتى فى مقدمة هذه الطرق طريق محمد بن زايد، كما سيتم ربط المشروع بخط سكة حديد جديد مع جميع شبكات سكك الحديد فى مصر، فضلا عن ربطه من خلال القطار الكهربائى بمدينة العاشر من رمضان وبلبيس، هذا بالإضافة إلى إنشاء مطار دولى بالعاصمة الإدارية على مساحة 16 كم، الأمر الذى يجعل من العاصمة امتدادا طبيعيا لشرق القاهرة، ويؤكد الفكر الصحيح لادارة هذا المشروع، لأن نجاح أى مشروع مرهون بتوفرشبكة مواصلات مدروسة جيداً.. هذا بالإضافة إلى أن نقل الوزارات والهيئات الحكومية لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة سيعمل على القضاء على مشكلة الازدحام المرورى بوسط العاصمة وداخل الأحياء الراقية، خصوصاً جاردن سيتى والمهندسين والدقى وغيرها من الأحياء الراقية التى تتكدس بالمواطنين نتيجة لوجود وزارة أو مصلحة حكومية أو سفارة أو قنصلية بها.. وأتوقع أن الفترة القادمة ستشهد امتداد محافظة القاهرة حتى السويس، وهناك العديد من المؤشرات التى تدل على ذلك، وهى إضافة توسعات جديدة لمحافظة القاهرة منها، على سبيل المثال، مدينتى والرحاب ومدينة المستقبل ومؤخراً العاصمة الإدارية الجديدة، ومن المتوقع حدوث المزيد من التوسع العمرانى فى شرق القاهرة خلال الفترة القادمة لتصل الى محافظة السويس، علماً بأنه قبل البدء فى تنفيذ مشروع العاصمة الجديدة كان من الصعب التوقع بهذا الامتداد العمرانى، ويرجع ذلك لكون العاصمة الجديدة هى أخطر محطة للمد العمرانى، وأرى أن الامتداد العمرانى هو الحل الحقيقى للعديد من المشكلات التى تمر بها مصر، حيث إنه بتنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة سيتم حل إحدى المشكلات الرئيسية والتى تتمثل فى ندرة الأراضى التى عانى منها المطورون العقاريون لسنوات طويلة، والآن وبطرح أراضى العاصمة الجديدة أصبحت الأراضى متوفرة، الامرالذى يسهم فى الخروج من حيز ال ٪7، وهى الرقعة الضيقة التى يتركز فيها العمران فى مصر والتوجه نحو التوسع العمرانى فى مناطق جديدة مما يقلل من التكدس السكانى، ولاشك أن ذلك يرجع لمشروع العاصمة الجديدة من جانب، وإلى الحكومة الحالية من جانب آخر والتى تتميز بالجراءة فى اتخاذ القرارات وتوفير الأراضى المطلوبة، مقارنة بغيرها من الحكومات الأخرى فى الفترات السابقة.. وأود التأكيد هنا أن العاصمة الإدارية يتم ادارتها من خلال شركة تتميز بقدرتها على اتخاذ القرارات وسرعة اصدار التراخيص، مما يجعل لديها القدرة على تحقيق انطلاقة حقيقية بعيداً عن النظام البيروقراطى الذى يعوق تحقيق التنمية، والدليل على ذلك أن المستثمر يتمكن من إنهاء التراخيص الخاصة بمشروعه فى فترة لا تتجاوز 3 أشهر مقارنة بغيرها من الجهات الأخرى التى قد تستغرق فترة إنهاء التراخيص لديها أكثر من عام، الأمر الذى يؤثر بصورة مباشرة فى تقييم المستثمر لمشروعه. * من وجهة نظركم.. ما أبرز أعمال التنفيذ فى العاصمة الإدارية الجديدة؟ ما نراه على أرض الواقع بالعاصمة الإدارية يعتبر إعجازًا بكل المقاييس، حيث إن أعمال التنفيذ بالمشروع لم تبدأ سوى من عام ونصف العام فقط، وعلى الرغم من ذلك تم الانتهاء من العديد من الأعمال بجودة عالية، والتى قد تستغرق فى الطبيعى عدة سنوات، ومن أبرز أعمال التنفيذ التى تمت بالعاصمة المرافق، وإنشاء الطرق، هذا بالإضافة الى الانتهاء من الوحدات السكنية التى تقيمها هيئة المجتمعات العمرانية، وفندق الماسة، وغيرها من الأعمال الأخرى، ومن المستهدف بدء العمل ب 5 جامعات بالعاصمة الجديدة خلال العام الدراسى القادم 2018، كما أن الفترة الحالية شهدت البدء فى أعمال إنشاء الوزارات التى سيتم نقلها الى العاصمة الجديدة والتى ستمثل إضافة كبيرة للمشروع. * هل ترغبون فى الحصول على أراض والاستثمار فى العاصمة الإدارية الجديدة؟ شركة «الأهلى- صبور» جادة جداً فى رغبتها بالاستثمار بالعاصمة الادارية الجديدة، حيث تستهدف الحصول على أرض خلال الطرح الجديد بمساحة كبيرة قد تصل إلى 1500 فدان، وذلك بنظام المشاركة. * وكيف ترون المخاطر المتوقع أن يواجهها المستثمرون فى العاصمة الإدارية الجديدة؟ فى الحقيقة إن المخاطر بالعاصمة الإدارية الجديدة من المتوقع أن تكون أقل بكثير عن غيرها من المدن الجديدة الأخرى، ويرجع ذلك لأن مشروع العاصمة تم التسويق له بشكل كبير ومتميز، هذا بالإضافة إلى شبكة الطرق والمواصلات التى تربطها بالقاهرة والمحافظات الأخرى، والتى جعلت العاصمة من المدن الجديدة المتميزة التى يسعى الجميع للاستثمار بها، علماً بأن الحفل الكبير الذى تم إقامته بفندق الماسة احدى الوسائل الجيدة فى الترويج لها. * هناك أقاويل أن قطاع المقاولات فى مصر لا يقوى على تنفيذ هذا الكم من الأعمال الإنشائية فى وقت واحد لاسيما أن المطورين الحاصلين على أراض بالعاصمة الإدارية مطلوب منهم الانتهاء من أعمال التطوير خلال فترة قصيرة جدًا؟ بالفعل.. سنواجه مشكلة فى قدرة شركات المقاولات على تنفيذ هذا الكم الكبير من المشروعات، لذا لابد من إحداث تطوير كبير لقطاع المقاولات من خلال إنشاء شركات جديدة، فضلا عن تنمية حجم أعمال الشركات القائمة، وذلك بمساندة الدولة، وفى ضوء ذلك عملت شركة الأهلى للتنمية العقارية، على التفكير فى هذا الامر بجدية وقررت إنشاء شركة مقاولات جديدة، وبالفعل تم البدء فى أعمال الإنشاءات حتى نتمكن من خلال هذه الشركة تنفيذ جميع مشروعاتنا فى الوقت المحدد. * حدثنا عن تجربتكم فى اختيار موقع مدينة المستقبل؟ وما القيمة المضافة التى أضافتها العاصمة الإدارية على المشروع وشجعتكم على شراء أرض بمساحة 578 فدانًا؟ فى الواقع أن شركة الأهلى- صبور، لديها قناعة تامة بالتوسع فى شرق القاهرة لأسباب عديدة، أحد هذه الاسباب هو اتصال شرق القاهرة بمحاور وطرق عدة تربطها بجميع المناطق مثل الطريق الدائرى وطريق السويس وطريق السخنة. وأود أن اؤكد هنا أن شركة الأهلى، دائمًا وأبداً لها السبق فى التوجه إلى المناطق البكر التى لم تطأها يد العمران، ولعل خير مثال على ذلك، حصولها على أرض بخليج نبق فى جنوبسيناء، والتى أقامت عليها مشروع عملاق استطاعت أن تسوقه بالكامل، كما أن الشركة ايضاً من أوائل الشركات التى توجهت للقاهرة الجديدة وغيرها من المناطق الاخرى.. وعموماً فإن الشركة تعتمد فى اختيار المواقع الجديدة لإقامة مشروعاتها على إجراء دراسات سوقية قبل البدء فى تنفيذ مشروعات جديدة، لأن لدينا قناعة دائماً بضرورة المغامرة، ولكن هذه المغامرة مدعومة بدراسات مستفيضة وقياسات متخصصة عن احتياجات السوق ومستقبلياته.. ومن هذا المنطق كانت رؤية شركة «الأهلى- صبور» لمدينة المستقبل بأنها أرض واعدة تتمتع باستشراقة غير مسبوقة، وذلك منذ عام 2008/2009، وبعد دراسة مستفيضة أسفرت عن بعض المؤشرات المهمة فى مقدمتها سرعة حركة التشييد والتعمير فى مدينة القاهرة الجديدة، وهو الأمر الذى دفعنا للتوجه لمنطقة أبعد وتمثل امتداداً طبيعاً للمدينة، وبالفعل اتجهنا إلى مدينة المستقبل مدعومين بثقة عملائنا وقانعين بأن البناء فى تلك المنطقة سيمنح المشترين الأوائل أعلى ربحية فى حالة كونه من فريق المستثمرين، كما يحصل المشترون من راغبى السكن على وحدات متميزة وبأسعار معقولة جدا مقارنة بأسعار القاهرة الجديدة، كما اعتمدت الشركة ايضا فى اتخاذ قرار التوجه نحو مدينة المستقبل على ثقتها الكبيرة بالدولة بأنها ستقوم بإعادة تخطيط المنطقة وإنشاء شبكة طرق، رغم أننا لم نكن نعلم أى شىء عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة فى ذلك الوقت. أما بالنسبة لمدينة المستقبل، فأود أن أشيد بالتخطيط المتفرد والموقع المتميز وأعمال البنية التحتية والطرق لمساحة ال 11 ألف فدان إجمالى مساحة المدينة، والتى اجتمعت مقوماتها الإيجابية لتؤهلها لتصبح مدينة عمرانية متكاملة الخدمات ومازال لدينا ثقة فى شركة المستقبل للتنمية العمرانية التى يترأسها المهندس عصام ناصف، لتستكمل أداء مهامها على أكمل وجه، خاصة أن الشركة كانت سبّاقة دائما فى خطة تنفيذ إدخال المرافق وبجودة عالية جدا، كما أن أى مشاكل تقابلنا كمطورين بشأن القرارات الوزارية أو التراخيص فدائما نجد المهندس عصام ناصف يساندنا فى إيجاد أى حلول عاجلة، وأتصور أن تجربة مدينة المستقبل خير دليل على نجاح المطور العام ليس فقط لإدارتها شديدة الحنكة والرشد، إنما أيضاً لثقتنا بطبيعة وتفهم وقوة المساهمين وفى مقدمتهم البنك الأهلى المصرى وبنك مصر وبنك الاستثمار القومى وشركة المقاولون العرب. * ماذا عن أحدث مشروعات الشركة بأرض مدينة المستقبل؟ أود التأكيد أن شركة «الأهلى- صبور» كانت أول مطور عقارى، يدرك حقيقة مزايا مدينة المستقبل، وكنا سبّاقين أيضاً فى اجتذاب أكبر شريحة من راغبى السكن بتلك المنطقة، وفى ضوء تلك النجاحات وتزايد الطلبات من العملاء على ذلك المكان الواعد، نجحنا فى توقيع عقد شراكة مع شركة المستقبل للتنمية العمرانية لتطوير مشروع عمرانى متكامل على مساحة 2.4 مليون متر مربع لإقامة مدينة سكنية متكاملة الخدمات تتمشى واحتياجات الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة، حيث يُعد هذا التعاقد بالشراكة مقابل الأرض، هو الأول من نوعه على أرض مدينة المستقبل.. وبنود عقد الشراكة بين الشركتين نصت على حصول شركة المستقبل على نسبة ٪38 من إجمالى إيرادات المشروع المزمع إقامته على تلك المساحة مقابل ٪62 لشركة الأهلى للتنمية العقارية- صبور، وذلك من إجمالى إيرادات متوقعة تبلغ 35 مليار جنيه، وهذا المشروع يأتى فى إطار رغبة الطرفين فى زيادة عدد المشروعات التى تشارك فيها شركة الأهلى للتنمية العقارية- صبور بمدينة المستقبل، حيث سبق لها الحصول على ثلاث قطع أرض، الأولى بمساحة 80 فدان لإقامة مشروع «جرين سكوير»، والثانية بمساحة 100 فدان لإقامة مشروع «لافينير» والثالثة بمساحة 100 فدان لإقامة مشروع «أريا»، وكانت المشروعات قد لاقت إقبالا غير مسبوق من عملاء السوق العقارى منذ إطلاقها، وذلك استنادا للسمعة الطيبة وجودة الحياة التى تتمتع بها مشروعات الأهلى- صبور. * كم عدد المشروعات التى عملتم على تطويرها فى منطقة شرق القاهرة؟ لدينا نحو 18 مشروعا فى شرق القاهرة، بإجمالى عدد وحدات 20 ألف وحدة سكنية وهذا إنجاز تم على مدار 15 عاماً، وفيما يتعلق بغرب القاهرة فيبلغ عدد المشروعات التى أقامتها شركة الأهلى بها 4 مشروعات فقط، وأؤكد أهمية التوجه مرة أخرى نحو الاستثمار فى الغرب خلال الفترة القادمة. * وهل أصبح هناك طلب على الاستثمار فى غرب القاهرة؟ بالفعل.. خلال الفترة الاخيرة أصبح هناك طلب كبير على الاستثمار فى غرب القاهرة، علماً بأن الفترة من عام 2000 وحتى عام 2005 شهدت إقبالاً كبيراً على الغرب، لاسيما فى مدينة 6 أكتوبر، ثم من بداية عام 2005 بدأ الطلب يتوجه نحو القاهرة الجديدة، ومؤخراً بدأ الطلب يتجه مرة أخرى إلى كلا من أكتوبر والشيخ زايد. ويرجع ارتفاع الطلب على تلك المناطق إلى انخفاض المعروض من الوحدات، الأمر الذى شجعنا للتفكير مرة اخرى للتوجه نحو الغرب، هذا بالإضافة الى تمتع تلك المناطق بشبكة طرق على مستوى عالى، هذا الى جانب توافر جميع الخدمات من مولات ومستشفيات ومبانى إدارية. فى النهاية.. ماذا عن أولويات شركة الأهلى للتنمية العقارية فى التوسع خلال الفترة القادمة؟ يأتى فى أولويات شركة الأهلى- صبور أولاً التوجه نحو الشرق، وثانياً التوسع فى أكتوبر والشيخ زايد، وثالثا الساحل الشمالى الغربى، ورابعًا وأخيراً العين السخنة