قتلى ولاجئون تتضاعف أعدادهم فى المخيمات البنجلادشية البورمية، حيث اضطر 270،000 شخص إلى الهجرة فى ملاجئ بنجلاديش المجاورة خلال الأسبوعين الماضيين، وهو الأمر الذي دفع كثيراً من دول العالم مؤخراً إلى التدخل المباشر وغير المباشر، وذلك عن طريق بيانات إدانة كان فى طليعتها مصر، والسعودية، والأممالمتحدة، دعت جميعها رئيسة الحكومة فى ميانمار باتخاذ إجراءات عاجلة من شأنها وقف الاضطهاد العنصري للمسلمين، وجاء إعلان تنظيم القاعدة عن خدماتها فى التوجه ومساعدة المسلمين فى بورما بمثابة جرس إنذار حذر الجميع من توسيع نطاق هذه الجرائم، خاصة فى ظل سعي التنظيمات الإرهابية لتوفير مبررات للحرب، ومع إعلان بابا الفاتيكان، تضامنه مع أقلية الروهنجا المسلمة، وزيارته لبنجلادش أكد عدد من الأزاهرة، أن هذه الزيادة تأثيرها محدود، خاصة أن هذه الأزمة بحاجة لتدخل دولي سريع، وليس تدخلا دينيا من قبل شيخ الأزهر، أو بابا الفاتيكان، كأكبر رموز دينية فى العالم. جائزة نوبل فى الوقت نفسه خرج عدد من الحائزين على جائزة نوبل برسالة إلى رئيسة وزراء ميانمار، من أجل مطالبتها بالتدخل لوقف المجازر التي تحدث لمسلمي الروهنجا، مؤكدين أن صدمتهم من تلك القسوة وعدم المبالاة تجاه ما يحدث وأن صمتها خذلان ستدفع ثمنه. وتضمنت الرسالة التذكير بقصة كفاح رئيسة الوزراء، وكيف أنها استطاعت منذ إطلاق سراحها النهائي فى عام 2010، أن تناضل من أجل الديمقراطية، موضحين أنها كانت أشبه بمنارة الأمل لبورما وللأسرة البشرية جمعاء، أما اليوم فهي تمثل صدمة وحزنا وانزعاجا مما يرتكب من قسوة ألحقتها بأقلية الروهنجا. وعلى الجانب الوطني، فقد وجهت الدعوة السلفية، رسالة إلى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بتنفيذ وعده بزيارة إلى مسلمي بورما، مطالبة الحكومة المصرية بطرد سفير "بورما"، وقطع جميع العلاقات معها، واشارت فى بيان لها، للمطالبة بوجود قوات حفظ سلام مكونة مِن الدول الإسلامية؛ لحماية المسلمين هناك، لعلهم إذا وجدوا مطالبات جادة مِن الدول الإسلامية أن يقبلوا هذه المطالب التي تمثِّل الحد الأدنى مِن الحماية اللازمة لهؤلاء المستضعفين. كما طالبت شيخ الأزهر بأن يفعِّل زيارته التي وعد بها لمسلمي بورما بعد تصاعد أعمال العنف ضدهم فى 2015م، وقد كانت لتصريحات وتحركات "الأزهر" حينها أثرها الطيب فى شعور المسلمين بأنهم ليسوا وحدهم، مشددة على ضرورة أن يمارس "الأزهر" ضغوطه على المجتمع الدولي باعتباره مؤسسة عالمية لها ثقلها فى كثيرٍ مِن الدول التي ترتبط بمصالحٍ سياسيةٍ، واقتصاديةٍ مع "حكومة بورما". تحلف دولى وهو الامر الذي جعل شيخ الأزهر، يصدر بيانا يؤكد فيه أن الأدانات لم تعد كافية.. وقال أن انطلاقا من المسئولية الدينية والإنسانية للأزهر الشريف، والتزامه برسالته العالمية، لا يُمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الانتهاكات اللاإنسانية، وسوف يقود الأزهر الشريف تحركات إنسانيةً على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف هذه المجازر التي يدفع ثمنها المواطنون المسلمون وحدهم فى ميانمار، ويطالب الأزهر الآن كل الهيئات والمنظَّمات الدولية وجمعياتِ حقوق الإنسان فى العالَم كُلِّه أن تقوم بواجبها فى اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق فى هذه الجرائم المنكرة، ولتعقُّب مرتكبيها وتقديمهم لمحكمة العدل الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب جزاء ما ارتكبوه من فظائع وحشية، قائلا: يجب على الجميع أن يضع فى الاعتبار أن مثل هذه الجرائم هي من أقوى الأسباب التي تشجع على ارتكاب جرائم الإرهاب، التي تعاني منها الإنسانية جمعاء. وطالب شيخ الأزهر بتحرك فوري من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة، وبخاصةٍ: مجلس الأمن، وقبل ذلك: من صُنَّاع القرار فى الدول العربية والإسلامية أن يبذلوا أقصى ما يستطيعون من ضغط سياسي واقتصادي يُعيد السلطات الحاكمة فى ميانمار إلى الرشد والصواب، والتوقُّف عن سياسة التمييز العنصري والديني بين المواطنين، وأوضح الطيب أن الأزهر يعلن أسفه للموقف المتناقض الذي يقفه من يحمل جائزة «نُوبل» للسلام بإحدى يديه، ويبارك باليد الأخرى كل الجرائم التي تضع «السلام» فى مهب الريح وتَجعل منه مجرد «لفظ» لا معنى له. تدخل سياسي ودولي بينما انتقد سامح عيد الباحث فى الشئون الإسلامية، البيان الذي أصدره شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب، ووصفه بالضعيف، قائلا إن الازمة لا علاقة لها بالاديان، خاصة وان التمييز عنصري ولا علاقة له بالأديان مطلقاً، مضيفاً أن زيارة بابا الفاتيكان لمسلمي الروهنجا ترفع عبء الطائفية عن الأزمة، خاصة وانها تؤكد أن القضية إنسانية يرفضها جميع الأديان، وطالب سامح الولاياتالمتحدة بضرورة إرسال لجان تقصي حقائق لمعرفة ما يدور بشأن المسلمين هناك، خاصة بعد إعلان بعض الجماعات الإسلامية انضمامهم وتأييدهم للمسلمين هناك، وهو الأمر الذي يزيد من حدة وتضخم الأزمة، مؤكداً إذا وصل الأمر لذلك سوف يعطي الحق للسلطات محاربة تلك الجماعات، موضحاً أن الأزمة تحتاج لتدخل دولي وسياسي وليس دينيا كما يظن البعض. الأزهر قوة ناعمة وقالت "ريهام عبد الله" استاذ اللغة الاوردية بمرصد الأزهر، إن اللقاء الذي عقده الأزهر فى السابق "بملتقى شباب بورما للحوار من أجل السلام" بحضور"احمد الطيب" شيخ الأزهر وعدد من شباب المجتمع البورمي من جميع الدِّيانات (البوذية والإسلام والمسيحية والهندوسية)، لوقف تعذيب المسلمين هناك، موضحة أن الأزهر دعا كثيراً لعقد حوارات ولقاءات مشتركة، منذ انشاء مرصد الأزهر، ولم تستجب حكومة ميانمار، خاصة أن الأمر كان أكثر تعقيدا لعدم اعتراف الجانب البورمي بالمشكلة. وأضافت أن الأزهر الشريف فى هذا اللقاء أكد تقوية النسيج الوطني فى مصر ودعم التعايش السلمي واحترام التعددية الدينية، والمذهبية، والثقافية، حتى يستفيد منها وفد ميانمار "بورما" فى التعايش بين المسلمين والبوذيين والمسيحيين والهندوس، وهو الامر الذي جعهلم يؤكدون فتح تحقيق موسع لتقصي الحقائق لمحاسبة من قام بتعذيب للمسلمين هناك، ولم يتجدد الأمر رغم محاولة الأزهر الوصول لحلول لإنهاء الازمة وتوقف هذه المجازر.. وتابعت "ريهام عبد الله" أن الأزهر يمثل القوة ناعمة وهذه ان الأزمات تحتاج لتدخل دولي وسياسي، خاصة بعد أن طالب الأزهر كثيراً لعقد حوارات مشتركة، ورفض جميع الاعتدءات باشكالها. جماعة عطالله وقال الدكتور مصطفى راشد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من أجل السلام، إن أزمة الروهنجا شأنها شأن كثير من البلدان الإسلامية التي تعاني من رغبة أقلية إرهابية فى التحكم والبحث عن مصالحها الخاصة، مشيراً إلى أن الوضع فى بورما ليس كما يروجه البعض من تطهير عرقي وديني، حيث هناك جماعات مسلحة تسمي مجموعة "عطالله" تستخدم السلاح ضد الدولة وتعرض حياة الأبرياء للقتل. وأشار راشد إلى أن الاتحاد منذ 3 أسابيع أرسل بعثة إلى بورما لمتابعة الوضع هناك، حيث التقوا ممثل الأممالمتحدة، ووزير الدفاع، وبعض من مسلمي الروهنجا بولاية راكان، موضحاً أن المسلمين يشكلون 8 ملايين من جملة السكان الذين يبلغون 55 مليوناً، وأنهم يتمتعون بمقومات التعايش كافة فمساجدهم لم تغلق كما أن رحلاتهم إلى الحج هذا العام لم تتوقف.. وبين أن وجود المجموعة الجهادية التي تزعم أنها جيش الإسلام بتلك الولاية حولها إلى منطقة صراع خاصة أنهم بحثوا عن تحويلها لولاية إسلامية، ما أدي إلى صدام مع الدولة، ورغم أنهم لا يشكلون سوي 7% من المسلمين هناك، تطورت الأمور من حرب شخصية إلى حرب عقائدية بعد تعديهم على أطفال ونساء بوذيين قابله الأمر باعتداء مماثل على المسلمين المسالمين الذين يشكلون 93% من المسلمين مسالمين يتم الاعتداء عليهم ما يستدعي التدخل لإنقاذهم، وهذا ما شدد عليه الاتحاد فى خطابه للأمين العام للأمم المتحدة. زيارة البابا وفى السياق ذاته وصف هشام الصوفي، الواعظ بالأزهر، ما يتعرض له المسلمون فى بورما بحرب إبادة جماعية وتطهير عرقي يقوده جيش البلاد بتفويض من السلطات، فى أحداث لم يسبق لها مثيل فى تاريخ الإنسانية، ما يجعلنا أمام وحوش بشرية تأكل لحوم البشر، مشيراً إلى أن تصريحات البابا فرنسيس حول زيارته يكشف عن المساعي الراغبة فى تحقيق السلام التي أطلقها الأزهر والفاتيكان.