امتلأت قاعة الأمانة العامة بمقر جامعة الدول العربية- يوم الأحد الماضي – بتصفيق الشباب العربي أكثر من مرة بعد ذكر اسم الزعيم جمال عبدالناصر، وحدث ذلك خاصة خلال الكلمة التي ألقاها الدكتور مفيد شهاب بصفته رئيس الهيئة الاستشارية لمجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، مثمنا الدور التاريخي الذي لعبه "ناصر" فى التنمية والتحرر، ليس فى مصر فقط بل وفى العالم أجمع، موضحًا أن "الزعيم" كان يلقى احتراما وتقديرا من غالبية شعوب العالم . وكانت بعض البلدان تستقبله استقبال الأنبياء حتى فى فترة "النكسة"، ملمحا بجبال من الإنجازات الكبرى التي تمت بالاعتماد على الذات فى التصنيع والتشغيل ومجانية الرعاية الصحية والتعليمية وتعزيز التعاونيات والإصلاح الزراعي وبناء سد مصر العالي أعظم مشروعات البنية الأساسية فى العالم فى القرن العشرين، والإمساك بمركز القيادة الإقليمية وبموقع دولي يحظى بالمهابة والاحترام والتقدير، والنهوض من كارثة 1967 دون الاستسلام لأهداف العدو، وإعادة بناء الجيش الذي خاض حرب الاستنزاف، وهي أنبل حروب مصر، والذي صار مؤهلا لخوض حرب أكتوبر بعد ذلك، وغيرها من الأمور.وعلق بعض الحضور بأن "شهاب" يرد ولو بشكل غير مباشر على الحملة المشبوهة الحالية لتشويه صورة "الزعيم".جاء ذلك فى مؤتمر إطلاق مبادرة الشاب النموذج التي أعدها مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة بهدف ترسيخ روح الولاء والانتماء للوطن، وذلك بمقر بجامعة الدول العربية..وأكد "شهاب" أهمية المبادرة لتحفيز الشباب الذين سيتولون قيادة أوطانهم فى المستقبل ، مشددا فى الوقت ذاته على ضرورة التنشئة الوطنية للنشء فى ظل المخاطر التي تعصف بالأمم وتهدد فكر وقيم أبنائها. تحفيز الشباب وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز أكد خلال كلمته التي وجهها للاحتفالية أهمية إطلاق المبادرة والتي سيكون لها أثر إيجابي فى تحفيز الشباب ومشاركتهم فى صنع مستقبل أوطانهم. وعن دعم الوزارة وتسخير إمكاناتها لخدمة الشباب العربي والنهوض بهم .من جانبه، أكد المستشار أول عبد المنعم الشاعري مدير إدارة الشباب والرياضة بالجامعة العربية مسئول الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب أهمية المبادرة باعتبار الشباب شريكا أساسيا فى المجتمع ولهم دور حيوي وفعال فى النهوض بمجتمعاتهم وصنع مستقبلها.وقال إن هذه المبادرة تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للشباب كما أنها تأتي والأمة العربية تمر بكثير من الصعاب والتحديات، ولذلك تعبر المبادرة عن رسائل وطنية للشباب العربي ليكون سفيرا لبلده ونموذجا يحتذى به، كما أنها ستسهم فى حماية الشباب من الفكر المتطرف ونبذ المغالاة. الفقر والبطالة من جهتها ، أكدت المستشار أول علياء غنام مدير إدارة منظمات المجتمع المدني بالجامعة العربية أن إطلاق هذه المبادرة بدعم من الجامعة العربية يؤكد الحرص على تعزيز وتقوية دور المجتمع المدني من أجل القضاء على الفقر والبطالة وتعزيز المشاركة السياسية للشباب فى النهوض بمجتمعاتهم. وقالت رئيس مجلس إدارة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة د.مشيرة أبوغالي، إن المبادرة تم إطلاقها تحت رعاية جامعة الدول العربية بمشاركة 300 من الشباب من 20 دولة عربية ، تحت شعار الطريق إلى الانتماء بالتعاون والتنظيم المشترك بين مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة والأمانة العامة لجامعة الدول العربية القطاع الاجتماعي- إدارة منظمات المجتمع المدني وإدارة الشباب والرياضة.وذكرت أن المبادرة تركز على الدور القيادي للشباب العربي الذين يمثلون نموذجا مشرفا بالوطن العربي لإعطائهم الفرصة لعرض تجاربهم الوطنية وتوجيه رسالة للشباب العربي حول الوطنية والانتماء وإبرازهم كنماذج للشباب ليحذوا حذوهم. تكريم وشهد الحفل الذي حضرته سفيرة النوايا الحسنة، ورئيسة لجنة المرأة بمجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة الكويتية د. سناء على العصفور، تكريم 27 شابا من 20 دولة بمنحهم أوسمة صممت خصيصًا للمبادرة . وفى النهاية قام الشباب المكرمون بعرض تجاربهم خلال الاحتفال ليتعرف عليها الشباب العربي بما يعد رسالة توجه من الشباب إلى الشباب بشكل مباشر بهدف استنفار الشباب العربي وتحفيز هممهم الوطنية نحو الانتماء والارتقاء يسلوكياتهم القومية والعربية. أهداف جدير بالذكر أن مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة هو منظمة مجتمع مدني يعمل بالتعاون مع إدارة الشباب بجامعة الدول العربية، و يهدف لدعم ومساندة الشباب العربي فى المجالات التنموية ويقدم التوعية والتثقيف للشباب العربي وتحفيزه على المشاركة فى التنمية المتكاملة بكل الدول العربية.