ما من يوم من حياة عشاق ومريدي الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي ومحبيه إلا ويكتشفون أن شيخهم كم كان عظيماً في مواقفه المتعددة التي كان لا يبغي بها إلا وجه الله الكريم. فلقد كان الشيخ الشعراوي ممن حرصوا طوال حياتهم علي أن يسنوا سُنة حسنة في الإسلام كاطعام الطعام متخذا شعاراً في هذا مستشهداً بالمقولة الصائبة في ذلك: "لقمة في بطن جائع أفضل عند الله من بناء جامع". ومن أهم سُننه رحمه الله التي سنها قبل وفاته قال حسن راتب لي يوم رحيل الإمام في 17/6/1998م إن الإمام الشعراوي كان يهتم بجميع من يتعاملون معه صغاراً كانوا أو كباراً لدرجة أنه كان رغم كبر سنه ومهاجمة المرض له إلا أنه كان يحرص علي مداعبة الجميع بما فيهم الأطفال وحين ذهبنا مع الشيخ لزيارة أحد محبيه في مدينة طنطا حيث كان مريضاً. فوجئنا بفضيلته يصلي ركعتين قبل الجلوس فظننا أن فضيلته يصلي صلاة العصر قصراً لكونه علي سفر وكنا قد صلينا الظهر ونحن في الطريق من القاهرة إلي طنطا. ولما حان موعد صلاة العصر وجدنا الشيخ يصلي العصر معنا. فتعجبت وتعجب كل من كان معنا في هذه الزيارة. فدفعني الفضول لأن أعرف سر صلاة الإمام لهاتين الركعتين؟ فرفض فضيلته الإجابة علي سؤالي في باديء الأمر. ولكنه أمام إلحاحي وإلحاح الآخرين جاء رد فضيلته أن الله تعالي قد أنعم عليه بهذه الخصلة الحميدة منذ صغره فقد اعتاد أن يصلي ركعتين في أي مكان أو منزل يذهب إليه بالداخل والخارج بنية الدعاء لأصحاب المنزل. رحم الله الشيخ الشعراوي رحمة واسعة وإلي لقاء آخر مع سر جديد من أسراره في العدد القادم إن شاء الله.