قالوا صوت المرأة عورة وخروج المرأة حتي للدعوة سفور وتبرج ووجدت الله تعالي ينهي المرأة عن الخضوع بالقول ويبيح لها القول المعروف فيقول في سورة الأحزاب: "فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضى وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا" "32" وأفضل القول هو الدعوة إلي الله تعالي حيث يقول: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَي اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" "فصلت "33" ولم يفرق الله تعالي في أمره للمسلمين بتولي أمر الدعوة فجعل المرأة رفيقة الرجل وشريكته في ذلك الخير والأجر فقال تعالي: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضي يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزى حَكِيمى" "التوبة 71-72" بل ان أول داعية للإسلام كانت السيدة خديجة زوجة النبي ومن بعد وفاة الرسول كان لنسائه دور كبير في الدعوة والإرشاد والفتوي وفي كل فترة من فترات الدعوة كان للمرأة دور بارز وبمناسبة العام الهجري الجديد سنجد أن المرأة كانت مصاحبة للرجل في كل مراحل الهجرة والفرار بالدين ففي الهجرة إلي الحبشة كان عدد الرجال أحد عشر رجلاً وأربع نسوة في رواية. وفي أخري أن أول عشرة هاجروا إليها كان نصفهم من النساء. وتحملت المرأة في الهجرة صعوبة الرحلة ومشاق السفر وصعوبة مفارقة الأهل وترك الحياة الآمنة المستقرة المنعمة إلي المجهول والتقشف. وفي مرحلة هجرة النبي سنجد أن المرأة كانت موضع ثقة الرسول وعلي قدر المسئولية من تحمل الأمانة في القول والعمل فلم يعلم بهجرة الرسول -صلي الله عليه وسلم- إلا علي و أبو بكر وابنتاه أسماء و عائشة -رضي الله عنهم- ومن ذلك نستنتج أنه جعل أسماء وعائشة -رضي الله عنهما- محلَّ ثقته وسره ولم يخشَ منهما علي أمر الهجرة. وهو أعظم حدث في تاريخ الإسلام بدليل أنه لم يتحدث مع أبي بكر -رضي الله عنه- في أمر الهجرة إلا بعد معرفته بأنهما وحدهما الموجودتان عنده. وإلا لأخرجهما من البيت لينفرد بالسر هو و أبو بكر وحدهما. بل دفع الصديق بالراحلتين اللتين أعدَّهما للهجرة إلي أسماء وعائشة -رضي الله عنهما- فجهزتاهما . إذ صنعتا لهما سفرة في جراب وقطعت أسماء -رضي الله عنها- قطعة من نطاقها فربطت به علي فم الجراب. ولم يتوقف دور المرأة في الهجرة علي مجرد العلم وكتمان السر وتجهيز الراحلة.. بل نجدها قوية صبورة حمولة تستطيع مواجهة أعتي العتاة وتحفظ السر دون أن تهتز وذاك حين يقف نفر من قريش فيهم أبو جهل بن هشام علي باب أبي بكر -رضي الله عنه- فتخرج إليهم أسماء -رضي الله عنها-. وعندما يستفسرون عن أبيها تنكر معرفتها وتأبي أن تجيبهم إلي ما يريدون. وكان أبو جهل فاحشاً خبيثاً إذ يلطم خدها لطمة تطرح منها قرطها ولا تبالي. ومن الذي تكفل بتأمين الزاد للرحلة المباركة إلا اسماء بنت أبي بكر المرأة الصغيرة الحامل في شهورها الأخيرة فحملت الزاد وخرجت به إلي أطراف مكة وصعدت الجبل الذي يعجز الرجل العادي عن صعوده مرات ومرات دون أن تخاف أو تكل أو تمل.. فللمرأة قوة تظهر في الشدائد ولا ننسي دور أم منيع وأم سلمة وليلي بنت أبي حثمة العدوية في الهجرة حيث ساهمن في تهيئة جو ايجابي في المدينة قبل وصول النبي صلي الله عليه وسلم تمثل في نشر الدعوة وتسبب ذلك في دخول الكثيرين في الاسلام من أهل يثرب و الاستقبال العظيم الذي استقبله أهل يثرب للنبي فهل فعلت المرأة كل ذلك دون صوت ودون أن تخرج.. عفوا أيها السادة صوت المرأة ليس بعورة وخروجها في حدود الشرع ليس سفورا ولا تبرجا.. اتقوا الله في النساء.