انطلاق فعاليات المؤتمر السنوى الثالث للدراسات العليا في العلوم التطبيقية بجامعة بنها    حجازي يبحث مع مدير التعليم بالبنك الدولي المشروعات المشتركة لتطوير المنظومة التعليمية    مجلس الوزراء يوافق على إنشاء «المجلس الوطنى للتعليم والبحث والابتكار»    «النقل»: وصول أول قطار كهربائي سريع إلى مصر أكتوبر المقبل    تخصيص أرض الممشى السياحيّ بين المتحف المصري الكبير وهضبة الأهرام    منها الاستخدام الخاطئ للريموت كنترول.. 6 أسباب وراء عدم تبريد التكييف    الأردن يرحب باعتراف النرويج وأيرلندا وإسبانيا بفلسطين: خطوة نحو حل الدولتين    فرنسا: الاعتراف بدولة فلسطين ليس من المحرمات ولا مجرد مسألة موقف سياسي    الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد قتلى العمليات الإسرائيلية في غزة إلى 35،709    عاجل.. الزمالك يكشف موعد دفع غرامة مساعد فيريرا    بتصويت الجماهير.. كول بالمر يفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لهذا الموسم    نجم برشلونة يحسم الجدل حول مستقبله مع «البلوجرانا»    الزمالك يكشف عن موعد صرف مكافأت الكونفدرالية    النيابة العامة تكشف تفاصيل حادث معدية أبو غالب في الجيزة    مصرع شخص في حادث تصادم بطريق نوى - شبين القناطر    السجن المشدد 6 سنوات للمتهم بتزوير محررات رسمية بالشروق    لتفادي أى طارئ.. «السكة الحديد» تعلن تخفيض سرعة القطارات على معظم الخطوط (تفاصيل)    استعدادات مثيرة لموعد إجازة عيد الأضحى 2024: بحث وتخطيط لأطول عطلة في العام    لمواليد برج الجوزاء.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    بينها فيلم رسوم متحركة.. شباك التذاكر يستقبل 3 أفلام جديدة هذا الأسبوع    السرب يحقق إيرادات قياسية في دور العرض.. 32 مليون جنيه خلال 3 أسابيع    "لعبة الخروج" و"أطياف حكاية".. فرق قصور الثقافة بجنوب الصعيد تواصل عروض الموسم المسرحي    الكشف على 600 حالة وإجراء 25 عملية في قافلة مجانية بمطروح    أحمد أيوب ل"هذا الصباح": ثبات موقف مصر تجاه فلسطين أقوى رد على أكاذيب إسرائيل    مصدر رفيع المستوى: ممارسة مصر للوساطة جاء بعد إلحاح متواصل للقيام بهذا الدور    موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بورسعيد    «جولدمان ساكس»: تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة لمصر ستصل إلى 33 مليار دولار    الشركات توقفت عن إنتاج ألف صنف دوائي والمرضى لا يجدون العلاج في زمن الانقلاب    "لحصد المزيد من البطولات".. ليفاندوفسكي يعلن البقاء في برشلونة الموسم القادم    العمل تنظم فعاليات "سلامتك تهمنا" بالمنشآت الحكومية في المنيا    المالية تدعم العاملين بالصناديق الخاصة بنصف مليار جنيه إضافية    المتحف القومي للحضارة يحتفل باليوم العالمي للمتاحف    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    انتقاما من والده.. حبس المتهمين بإجبار شاب على توقيع إيصالات أمانة بالمقطم    البنوك الرقمية تُحدث نقلة نوعية في القطاع المصرفي المصري    افتتاح ورشة "تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية" في شرم الشيخ    تريزيجيه جاهز للمشاركة في نهائي كأس تركيا    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    الأزهر يطلق صفحة مستقلة بفيس بوك لوحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى    بروتوكول تعاون بين نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين العرب و"الغردقة لسينما الشباب"    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة في مديريات الشئون الصحية ب6 محافظات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يتابع أعمال التطوير بالقطاعين الشرقي والشمالي    رابط التقديم للمدارس الحكومية والتجريبية 2024-2025 والأوراق المطلوبة    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    استعدادات مكثفة بموانئ البحر الأحمر لبدء موسم الحج البري    استمرار تراجع عدد وحدات الإسكان الاجتماعي في ألمانيا    طلاب جامعة القاهرة يحصدون المركزين المتميز والأول فى مسابقة جسر اللغة الصينية    5 نصائح غذائية للطلاب خلال فترة الامتحانات من استشارية التغذية    دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    النائب عاطف المغاوري يدافع عن تعديلات قانون فصل الموظف المتعاطي: معالجة لا تدمير    الحكومة العراقية تطالب بإنهاء بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د: رافع الرفاعي.. مفتي الديار العراقية ل"عقيدتي" :
التقريب بين السنة والشيعة ضرورة لمواجهة أعداء الأمة
نشر في عقيدتي يوم 06 - 10 - 2015

طالب الدكتور رفاعي علي الرفاعي ..مفتي الديار العراقية بتنشيط مؤتمرات الجادة للتقريب بين أتباع المذاهب الإسلامية لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة وتهدد هويتها الدينية .. وأكد ضرورة ابتعاد الافتاء عن السياسة واستقلاله التام عنها حتي يستطيع المفتي أن يقول بما يرضي ربه ودون أن يتعرض لأية ضغوط سياسية .. وعارض من يحرمون الزواج بين السنة والشيعة طالما أن الرجل المرأة مسلمان يشهدان الشهادتين ويؤديان نفس العبادات والاختلاف في العقيدة في الفروع وليس في الأصول ..ووصف الفضائيات المذهبية علي أنها تهدم في الإسلام وتخدم أعداءه ضمن إستراتيجية تفتيت وتمزيق الأمة لهذا فهي فضائيات مشبوهة .. وحث علي فرض عقوبات قانونية مشددة علي من يفتون بغير علم وخاصة علي الفضائيات لأن هذا باب من أبواب الفتنة ونشر الجهل بالدين والبلبلة لدي الرأي العام.
* مفتي الديار العراقية .. ماذا يقصد بتلك التسمية في ظل الاختلاف العرقي والمذهبي في بلاد الرافدين؟
** مفتي الديار العراقية مقصود به مفتي أهل السنة والجماعة في عموم العراق وليس مفتي العرب فقط بل العرب والأكراد والتركمان أو كل سكان العراق باستثناء الشيعة الذين مرجعياتهم في الإفتاء.
الإفتاء في العراق يتميز بأنها إفتاء مستقل تماماً لا صلة له بالسلطات الحاكمة في الدول من قريب أو بعيد حيث ليس من سلطات رئيس الدولة إصدار قرار بتولي المفتي منصبه أو عزله منه وإنما هو قرار يرجع لكبار علماء السنة في كل مناطق العراق من الشمال الي الجنوب ويمكن أن يكون المفتي عربياً أو كردياً أو حتي تركمانياً لا فرق.
بعيدا عن السياسة
* منذ متي بدأ هذا الوضع المتميز في استقلال الإفتاء العراقي عن السياسة في التعيين والممارسة لعمله؟
** هذا الوضع ليس مستحدثا وإنما بدأ منذ عام 1958 وترسخ خلال العقود الماضية حتي أصبح أمرا راسخا وكل المسئولين عن الإفتاء في العراق يستمرون في وظائفهم التي كانوا يعملون بها قبل توليهم الإفتاء وغالبيتهم أساتذة في الجامعة أو خطباء مشهورون بالمساجد الكبري وبالتالي فإن العمل في الإفتاء العراقي هو مسئولية وعمل تطوعي يقوم به كل من تولي هذه المسئولية حبا في الدين وخدمة للوطن. وقد جرت عدة محاولات سابقة لضم منصب مفتي الديار إلي الهيكل الوظيفي للدولة وإعطائه منصب وزير وجعل تعيينه بيد رئيس الدولة إلا أن كل العلماء بالإجماع رفضوا هذا التوجه بكل إصرار حتي يكون للمفتي استقلال تام عن سلطات الحكم وضغوطه السياسية لإصدار فتوي بشأن امر ما ويظل المفتي غير خاضع لأحد غير ربه ثم ضميره وما يتفق عليه مع كبار علماء السنة في كل العراق.
استقلالية الافتاء
* اذا كنا نقدم هذه التجربة الفريدة لكل المسئولين عن الإفتاء في العالمين العربي والإسلامي فما هي مقومات هذه الاستقلالية ؟
** الاستقلالية تعني أن الإفتاء حر ولا يسمح لأي جهة - مهما كانت - أن تضغط عليه وعدم تبعيته إداريا إلي أي وزارة أو جهة سياسية أو سلطوية هذا يعني الاستقلال المطلق اما اذا عين من رئيس الدولة فسيكون موظفاً عند الدولة قد تتأثر فتاويه بالسياسة القائمة فيها بل انه قد يأتمر بأمر رئيسها وينتهي عما يخالفه
اختيار المفتي
* كيف يتم اختيار المفتي؟
** هذا شأن كبار العلماء في عموم العراق وهم معروفون في كل المناطق وكل يعرف قدره ومكانته العلمية وتسلسله بين كبار العلماء فمثلا عندما توفي المفتي الكبير العلامة عبد الكريم المدرس تولي الإفتاء بعده العلامة الشيخ جمال عبدالكريم الدبان وكنت أعمل رئيساً للجنة الإفتاء في الأمانة العليا للإفتاء ونائباً للأمين العام فيها إلي سنة 2007 حيث انتخابي مفتياً للديار العراقية بعد وفاة الشيخ الدبان.
لا تنسيق
* هل هناك تنسيق بين مفتي الديار العراقية لأهل السنة والجماعة وبين المرجعيات الشيعية التي تتولي الإفتاء للشيعة؟
** لا يوجد تنسيق أو تعاون لأن لكل منا مرجعيته ومذهبه واستقلاله في عمله عن الآخر وبالتالي لا يوجد تداخل في العمل يستلزم التنسيق أو التعاون فهم لهم حوزاتهم ونحن لنا مدارسنا ودروسنا ولكل منا طريقته في الإفتاء التي لا علاقة لها بالآخر ولكننا في نفس الوقت لا نسعي إلي الصدام أو افتعال مشكلات لأنه من المفترض أن يكون العراقيون المخلصون علي قلب رجل واحد.
تطور الاختلافات
* ما مدي الاختلافات بينكم كسنة وشيعة عراقيين ؟
** كلنا عراقيون مسلمون ولكن هناك اختلافات مذهبية كبيرة وهذا أمر معروف ومع هذا فإن عامة الشعب العراقي يتعايش مع بعضه في سلام وليست هناك أحياء خاصة بالسنة لا يسكنها الشيعة أو أحياء للشيعة لا يسكنها السنة بل إن هناك تعاملاً حياتياً وكان تزاوجاً بشكل طبيعي بين السنة والشيعة باعتبار الجميع مسلمين ولكن المشكلة انه بعد الاحتلال البغيض الذي خرب البلاد وأذل العباد عمل علي الوقيعة بين السنة والشيعة انطلاقا من المبدأ الاستعماري " فرق تسد " وقد عمل المتعصبون من الشيعة الإيرانيين علي إشعال الفتنة الطائفية بين سنة وشيعة العراق وذلك لتلاقي المصالح الإيرانية والأمريكية في العرا.
وأؤكد أن العراقيين لم يشعروا بأي نوع من التمييز بين السنة والشيعة كما هو حادث الآن إلا بعد الاحتلال وفي مؤتمر لندن ومؤتمر صلاح الدين قسموا العراق علي أساس عرقي ومذهبي سواء مناصب رئيس الدولة ورئيس الوزراء وهذا تقسيم لم يألفه العراقيون في السابق ولكنه النهج الاستعماري التآمري القائم علي تجزئة المجزأ وتفتيت المفتت وهذا ما يرفضه كل عراقي مسلم مخلص لدينه ووطنه وأمته . ولهذا فنحن مع كل الأصوات التي تنادي بالوحدة والتحرير من الاحتلال وعودة العراق الي أهله ليكونوا كما كانوا " أحراراً مسلمين عراقيين ".
الاحتلال والانقسام
* يظهر الإعلام أن هناك انقساما داخليا بين سنة العراق وشيعته فهل الإعلام مبالغ فيه أم انه أصبح حقيقة؟
** قبل الاحتلال لم يكن هناك أي فواصل بين الجانبين أما بعد الاحتلال فبدأ وجود الفصل بين أتباع المذهبين والبحث عما في الكتب الصفراء مما يفرق ولا يجمع فمثلا قبل الاحتلال لم يكن مطروحا موضوع سب الصحابة أو أمهات المؤمنين لدي بعض طوائف الشيعة أما الآن فإن نار الفتنة مشتعلة وتلتهم كل فكرة تسعي إلي الوحدة أو حتي التقارب.
زواج السنة والشيعة
رغم الاختلافات المذهبية والسياسية إلا أنكم تؤكدون وجود التزاوج بين السنة والشيعة العراقيين علي عكس كثير من الفتاوي التي أصدرها بعض علماء الإسلام في بعض الدول بعدم صحة هذا الزواج من الناحية الشرعية ؟
** أؤكد أن هذا التزاوج كان موجوداً بشكل كبير قبل الاحتلال ولم تكن هناك أية فروق ولكن مع قدوم " الغربان السود " الذين اشعلوا الفتنة المذهبية للصيد في الماء العكر قلت هذه الزيجات إلا أنها لم تتوقف حتي الآن وخاصة أننا لا نكفر مسلما ينطق الشهادتين ويؤدي الفروض والعبادات الاسلامية.أنا كنت إماما وخطيبا في منطقة أغلب سكانها من الشيعة وفي صلاة الجمعة 70% من المصلين الذين كانوا يصلون في المسجد الذي أخطب فيه من الشيعة هذا قبل الاحتلال أما الآن وكنا في ظل حكومة نوري المالكي الذي قل التوافق بين السنة والشيعة في عهده لهذا فإنني اعتبره " الطائفي الأول في العراق ".
الوحدة هي الحل
* فما الحل حتي تتوحد صفوف العراقيين كما كانت ويسود الوفاق بين السنة والشيعة؟
** الحل الوحيد أن يعود العراق حرا كما كان ويدير الأمور فيه العراقيين المخلصون الذين يعملون علي توحيد صفوف العراقيين علي اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وأعراقهم وهذا لن يتم طالما ظل الاحتلال وأعوانه أعداء العراق ينفذون مخططات نشر التعصب المذهبي وتفتيت وحدة العراق الي دويلات وليتنا جميعا نستمع الي صوت الرب حين يخاطبنا قبل 14 قرنا " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين".
القضاء علي التعصب
** كيف نقضي علي التعصب في الأمة الاسلامية عامة وفي العراق خاصة؟
** لن يكون ذلك إلا اذا أخلص الجميع النوايا لتوحيد الصفوف تطبيقا لأمر ربنا "إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون¢. فإذا كان هناك اقتناع حقيقي بعناصر هذه الوحدة المنطلقة من الدين والتاريخ فإن هذا كفيل بوقف تشاجر المسلمين وتصارعهم مما يزيد نقاط الاتفاق ويقلل من الاختلاف وذلك لأن الوحدة التي نأمل فيها كمسلمين وعرب وعراقيين لا تعني التوحد التام حتي نكون جميعا نسخة واحدة طبق الأصل وإنما يكون الاختلاف بيننا هو تنوع إثراء في إطار وحدة الأهداف العليا للأمة والأوطان فقد ذم الله عز وجل الخلاف وأقرَّ الاختلاف حين قال : "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم".
القابلية للهزيمة
* اذا ظل المسلمون علي وضعهم الحالي وكانت لديهم ما وصفه المفكر الاسلامي "مالك بن نبي" رحمه الله بالقابلية للهزيمة ..فما هي المخاطر؟
** سيكون هناك مزيد من الضعف والتمزق والحروب الأهلية نتيجة التعصب الديني والطائفي والعرقي ووقتها سنكون أشلاء ولقمة سائغة لأعدائنا بعد أن تحققت فينا نبوءة.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ¢يوشك أن تداعي عليكم الامم كما تداعي الأكلة الي قصعتها" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: ¢بل أنتم يومئذ كثير. ولكنكم غثاء كغثاء السيل. ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم. وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يارسول الله. وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت".
اليأس مرفوض
* قد يقول اليائسون : لن نستطيع أن نتوحد في ظل التمزق المستمر ومخططات الأعداء التي لا تنتهي فماذا تقول لهؤلاء؟
** نغمات اليأس من الوحدة أو التعاون مرفوضة شرعا لأنه لا يوجد شئ اسمه "مستحيل" في ظل وجود الاخلاص لله والنية الصادقة والعمل الجاد علي النهوض والتعاون المفيد للجميع وهناك تجارب كثيرة لدول دمرتها الحروب العالمية مثل المانيا واليابان واستطاعت التخلص من الدمار واحتلال صدارة الدول المتقدمة اقتصاديا . ولم يكلفنا الله فوق طاقتنا بشرط ان نعد العدة ونأخذ بالأسباب وعلي الله النتائج لأنه سبحانه القائل "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون".
الفضائيات المذهبية
* الفضائيات المذهبية صداع في رأس الأمة وأحد أسباب تمزقها كيف تري خطورتها ودوافعها الخبيثة ؟
** العاملون في الفضائيات المذهبية المتعصبة ينفذون جزءاً من استراتيجية تدمير الامة من الداخل بيد أبنائها وهذا أخطر من العدو الخارجي الظاهر لأنه هنا يتم هدم البيت من الداخل علي رءوس من فيه ولهذا يجب التصدي لهذه القنوات من خلال بث ثقافة التسامح والحوار المذهبي بين أبناء الامة من خلال افتتاح قنوات فضائية لنشر هذه الثقافة وأن يقوم الائمة والدعاة في المساجد وكذلك المناهج الدراسية بل وداخل الاسرة نحن في حاجة ماسة لثقافة قبول الآخر وإذا كان الاسلام يمنعنا أن نكره غير المسلمين علي الدخول في الاسلام حين قال : "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" بل إن الله أنزل سورة "الكافرون" لإرساء مبدأ قبول الآخر المختلف معي في الدين فهل يضيق صدرنا عن قبول أبناء ديننا المختلفين معنا في المذهب وحتي اذا كانت هناك اختلافات فيمكن الحديث حولها من أجل لم شمل الأمة.
تفعيل مؤتمرات التقارب
* عقدت كثير من مؤتمرات "تقريب المذاهب الاسلامية" - وخاصة السنة والشيعة - إلا انها انتهت الي لا شئ علي ارض الواقع فما السبب ؟ وكيف يمكن تفعيلها ؟
** السبب الرئيسي أن غالبية هذه المؤتمرات كانت "مسيسة" أي أنها لم تكن خالصة لوجه الله لهذا كتب لها الفشل أو لم تؤت ثمارها المرجوة لأن النجاح يكون علي قدر إخلاص النية . السبب الثاني لفشلها هو ما يشبه "عمي الألوان" لدي بعض المشاركين فيها بدلا من التجمع حول المخاطر التي تهدد الأمة وتعجبني في هذا الصدد عبارة جميلة للشيخ محمد رشيد رضا صاحب تفسير المنار "نتعاون مع بعضنا فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه" ما لم يكن مخالفا لأصول العقيدة. والتعاون مع المختلفين في الفروع أمر الهي واجب النفاذ لأنه سبحانه القائل "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان¢. وليتنا نحاول التقارب لما فيه مصلحة البلاد والعباد فنكون ممن قال فيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الله لا يجمع أمتي علي ضلالة¢. ولن يتحقق هذا إلا اذا كان شعار الجميع قوله تعالي : "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب".
عقوبة قانونية
** اقترح البعض عقوبة قانونية لمن يفتي بغير علم أو من غير المتخصصين فهل تؤيدون ذلك ؟
** بكل تأكيد بل انني أري أن تكون عقوبة مغلطة لأن من يفتي بغير علم أخطر ممن يفتح عيادة لعلاج المرضي وإجراء عمليات لهم وهو ليس بطبيب فالنتيجة الحتمية لذلك هي وفاة المريض أو زيادة أعراض المرض علي أقل تقدير فكذلك غير المؤهل للإفتاء عندما يمارس الافتاء فإنه يكون قد ارتكب جريمة عقوبتها في الدنيا والآخرة ويكون قول رسول الله صلي الله عليه وسلم "أجرؤكم علي الفتيا أجرؤكم علي النار".
جريمة مزدوجة
* ما هو السبب في انتشار هذه الظاهرة المتزايدة حتي يصل الأمر أحيانا الي أخذ الفتوي من عامل بالمسجد أو من أصحاب التدين الظاهري ممن جعلوا الدين جلبابا قصيرا ولحية فقط دون أن يعلموا من أمر الدنيا شيئا؟
** الاستهانة بأمر الدين من جانب السائل والمسئول علي حد سواء بدليل أننا لم نجد مريضا ذهب الي مهندس ليطلب منه أن يكتب له علاجا طبيا أو ذهب الي الطبيب وطلب منه عمل رسم هندسي لبناء ولو فعل أحدنا ذلك لوصفه الناس بالخبل والجنون . أما مدعي العلم بالإفتاء ليس متخصصا فيه فيكفيه خزيا أن يكون ممن قال سول الله صلي الله عليه وسلم " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتي إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا".
فتاوي الهواء
** منع فتاوي الطلاق علي الهواء طالب به البعض فهل تؤيدون هذا المطلب أم أنه مبالغ فيه ؟
** أؤيد بشدة هذا المطلب وخاصة أنه يتعلق بالحلال والحرام في الحياة الزوجية ويجب أن نحتاط في الأمور المتعلقة بالأعراض لأن الخطأ فيها يوضع أطرافه في العلاقات غير الشرقية لهذا لابد أن يستمع القائم بالإفتاء الي طرفي المشكلة وملابساتها ثم يصدر حكمه بناء علي ما يراه في ضوء أحكام الشرع والأفضل أن يتوجه الأزواج والزوجات الي مؤسسات الافتاء وليس الأفراد للحصول علي حكم الدين في مشكلاتهم لأننا نتكلم علي كلمات الطلاق التي تهدم الحياة الزوجية أو تجعله مستمرا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.