البيوت الساكنة الهادئة.. يتربص بها العناد.. عناد الزوج تجاه أهل زوجته. وعناد أهل الزوجة تجاه الزوج.. تظل الزوجة فيه حائرة هل ترضي زوجها علي حساب أهلها أم ترضي أهلها وتهمل زوجها.. قضية تضع الزوجة وبيتها علي المحك.. هذه القضية فجرتها سماح. م. ع والتي قالت في رسالتها: أعلم أن طاعة الزوج واجبة لكن إذا تعارضت طاعته مع رضا والدي فمن أولي بالطاعة؟ يقول الشيخ واعي حمزة مفتش الدعوة بأوقاف القليوبية: بعد أن صارت الفتاة زوجة وجب عليها أن تؤدي له حقوقه المشروعة وهي مقسمة بينهما. فكل منهما له حقوق وعليه واجبات كما يقول الله تعالي: ""ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف". ومن حقوق الزوج أن تطيعه الزوجة في كل ما يطلب ماعدا ما يغضب الله. أما إذا طلبت الأم من الابنة شيئاً وكان يتعارض مع حقوق الزوج.. فينبغي عليها في هذه الحالة أن تكون كيسة وفطنة ذات حسن في التفكير حيث يمكن أن تؤدي لزوجها حقوقه دون أن تغضب أمها أو أهلها. ثم تعالج الأمر مع أهلها بوسيلة مقبولة. ولا ينبغي أن تدخل العواطف في هذا المقام. فللأهل حقوقهم وللزوج حقوقه. والسلف الصالح كانوا يلتزمون بأداء الحقوق إلتزاماً كاملاً خاصة فيما يتعلق بحق الزوجة والأهل العاقلون لا يقدمون رضاهم علي إرضاء زوج ابنتم. إذ لابد أن يهمهم في المرتبة الأولي أن تعيش ابنتهم في حياتها الزوجية مع زوجها وأولادها وإذا رأي الزوج من أهل زوجته حرصهم علي أن تعيش ابنتهم حياة إسلامية كريمة فلن يتعارض أبداً أن ترضي زوجته أهلها. ولا ينبغي أن يدخل العناد حتي لا تهدم الحياة الزوجية ولا يتمسك كل برأيه ويقول هذا حقي و لا يمكن أن أتنازل عنه. فلاشك أن تلك النظرة سوف تؤدي إلي انهيار الحياة بصورة أو بأخري. يقول الشيخ علي سلمان بأوقاف العبور: إن طاعة الزوج واجبة علي الزوجة وطاعة الأب واجبة عليها أيضاً فإذا تعارضت طاعة الزوج والأب وجب علي الزوجة أن توفق بين الطاعتين ما أمكن. فإذا لم تستطع ذلك وجب أن تنظر من المصيب منهما وتقدم طاعة المصيب. وبذلك لا تكون عاصية لله وينبغي عليها أن تستشير أحد العلماء وكثيراً ما يكون الزوج متجاوزاً لحقوقه علي زوجته فيطلب منها أن تطيعه في كل شيء اعتقاداً منه أن طاعته واجبة علي الزوجة في كل شيء مع أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فكيف تطيعه وتعصي أمر والدها مادام رجلاً صالحاً ولا يأمرها إلا بالخير. فعلي الزوج أن يرحم زوجته وأن يقدر ظروفها ويراعي موقفها فلا يتركها في حيرة بينه وبين أبيها وعليه أن يلتمس لها العذر. وإن حاولت إرضاء أبيها ويعفو ويصفح والله يحب المحسنين. كما ينبغي علي الوالد أن لا يتدخل في شئون ابنته ما دامت عند رجل يحافظ عليها ويقوم بالانفاق عليها. وعليه أن يكون رحيماً بها فلا يكلفها فوق طاقتها وينبغي عليه أن يتنازل عن بعض من حقوقه منعاً من إحراجها مع زوجها. يري الشيخ محمد عبدالفتاح بركات إمام مسجد الرحمن بالخانكة: إن الزوج أولي بالطاعة إذا لم يكن هناك معصية ولا يجوز للأهل أن يعارضوا طاعة ابنتهم لزوجها حتي لا يقضوا علي مستقبلها.