نواصل حديثنا في الرد علي الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام. فنقول وبالله التوفيق: الشبهة الخامسة:من أقوال أعداء الإسلام: إنه مما أخطأ فيه القرآن مراعاة للروي قوله: "سلام علي آل ياسين" والوجه الياس. ونحن نقول لهم: إنه لا روي في القرآن لأنه ليس بقول شاعر. وإنما هو نثر بلغ النهاية القصوي في البلاغة والبيان. فلم تضطره الروي إلي أن يقول الياسين. فلو قال سلام علي الياس لم يخل بحسنه. ولكني قد ذكرت غير مرة أن كنز اللغة العربية الذي لا ينفد. وحارسها الذي لا يغفل هو القرآن الكريم. وقد علمنا القرآن هنا أن الياس اسم لفينحاس بن العازر بن هارون عليهما السلام. ويقال له أيضاً إلياهو ومعناه بالعبرانية "قادر أزلي" فنقله العرب إلي لغتهم وتصرفوا ذلك التصرف. فمرة نطقوا به إلياس. ومرة نطقوا به الياسين. فمن التطفل المخزي أن يعترض علي أرباب اللغة الذين اصطلحوا علي أن ينطقوا باسم من الأسماء علي وجهين فأكثر لأنهم أصحاب الحق في ذلك. وبديهي أن بعض العبارات المنقولة من لغة إلي أخري إنما يعول فيها علي اللغة التي نقلتها لأنها أصبحت هي صاحبتها. فكما يقال لفينحاس هذا "إلياس بن العازر بن هارون" كذلك يقال له في اللغة العربية أنه الياسين بن ياسين بن عيزار بن هارون. وقد ذكر كل هذا في خطط المقريزي ونص عبارته "إلياس هو فينحاس بن العازر بن هارون "ويقال الياسين بن ياسين بن عيزار بن هارون. ويقال إلياهو. وهي عبرانية معناها قادر أزلي. وعرب فقيل الياس.. إلخ. وللحديث بقية.