قال مرصد الفتاوي بدار الافتاء ان فتاوي إهدار الدم التي انتشرت مؤخراً علي لسان بعض المنتمين للتنظيمات الارهابية ترتبط بأيديولوجية تلك التنظيمات ولا علاقة لها بعلم الفتوي وشروطه ومقاصده مشدداً أن أهدار الدم أداة قديمة استخدمتها جماعات العنف من قبل ولم ولن تؤتي أي نتائج لهذه الجماعات الضالة بل علي النقيض تماما زاد من تصميم البلاد والعباد علي القضاء علي الارهاب ودحره بقوة القانون. حذر مرصد الافتاء من خطورة تسييس الفتوي وتوظيفها لخدمة أغراض الجماعات والتيارات المتطرفة وتنفيذ أجندتها الخاصة. جاء ذلك في أعقاب صدور عدد من الفتاوي المتطرفة التي تبيح دماء بعض رموز الدولة في مصر وتدعو إلي قتلهم بدعاوي زائفة ومبررات واهية. ودعا المرصد إلي مواجهة الفتاوي التكفيرية التي طغت علي السطح والتي خرجت من سياق الفتوي ودخلت حيز الدعوة إلي الدعوة إلي القتل حيث ارتبط كثير منها بالتوجه السياسي أو الالتزام بالتنظيم والفكر الحزبي اكثر من ارتباطها بأصول علم الفتوي وشروطه ومقاصده بل تدعوا هذا الاراء الضالة إلي التكفير والتخريب والتدمير والتخوين بعكس ما جاءت به الشريعة الاسلامية السمحاء التي تنادي بالحفاظ علي المقاصد الخمسة من دين ونفس وعقل ونسل ومال. ولفت المرصد إلي ان الكثير ممن يفتون اليوم بوجوب قتل رجال القضاء المصري كانوا في طليعة من أشاد بالقضاء ورجاله في مواقف كثيرة بل كانوا يرفضون أي تعليق علي أحكام القضاء باعتباره عنوان العدالة والحق. إلا ان مصالحهم الشخصية وأجنداتهم الخاصة أملت عليهم الطعن في القضاء والهجوم عليه وصولا إلي إهدار دماء رجال القضاء بشكل عام. والافتاء بوجوب قتلهم! وشدد المرصد علي أن الاسلام حرم سفك الدماء وجعله أشد حرمة من بيت الله الحرام قال تعالي: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً" وقول النبي صلي الله عليه وسلم لحرمة دم المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة والاسلام يوجب علي السلم الحفاظ علي وحدة الصف المصري لبناء المجتمع والدولة الحديثة عملا بقوله تعالي "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" محذراً من الفرقة والتنازع بين أبناء الوطن الواحد مما يؤدي بنا إلي الخسارة والفشل مصدقا لقوله تعالي "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم". وأكد المرصد ان هذه الاقاويل الضالة إرهابية بالدرجة الاولي وتهدف للنيل من القضاء المصري وإرهاب القضاة للتأثير عليهم في نظر القضايا المطروحة أمام العدالة. وهي فتاوي قديمة متجددة استخدمها الكثير من الجماعات التكفيرية في مراحل سابقة ولم تؤت ثمارها ولم تنجح في التأثير علي رجال القضاء. وأوضح المرصد ان الفتوي لها مكانة خاصة في المجتمع المسلم ولها أثرها البالغ في تسيير حال المجتمعات فالدين في المجتمع الاسلامي حياة الشعوب والمسلم حريص علي الاستفتاء في أدق تفاصيل دينه وحياته يتحري بذلك الحلال والحرام. ويتوخي الحذر ويسعي إلي الطمأنينة في أمور دينه فيركن إلي علماء الامة الثقات في جهات الفتوي المعتمدة ليستلهم منهم الصواب ويتجنب المعاصي والاثام. لذا ينبغي دائما ان تظل الفتوي بعيدة كل البعد عن التسييس والتكفير والتفجير ويجب مواجهة كافة الفتاوي التكفيرية والمتطرفة التي توظف الفتوي في خدمة المصالح الخاصة.