نواصل حديثنا فنقول وبالله التوفيق: هناك أوجه إعراب كثيرةلكني اكتفي منها بوجهين: أحدهما: أن لفظ "إن" وإن كان ينصب المبتدأ لفظا ولكنه لا يزال مرفوعا محلا. فيصح لغة أن يعطف "الصابئون" علي محل اسم إن. سواء كان ذلك قبل مجيء الخبر أو بعده. والآية الكريمة شاهدة علي ذلك فهي جارية علي القواعد العربية لفظا ومعني. ثانيهما: أن المراد من الآية ذكر أصناف اليهود والنصاري. فمن اليهود والنصاري المنافقون وهم الذين آمنوا في الظاهر. ومن اليهود الصابئون فذكر الله تعالي المنافقين واليهود وقال لهم إن آمنتم بالله حقا وعملتم صالحاً فلكم أجركم عند الله ولا خوف عليكم. ثم ذكر الصابئين والنصاري وقال لهم ذلك القول. وبذلك يكون قد ذكر الأصناف الموجودة في شبه جزيرة العرب من أهل الكتاب. فإفراد الصابئين بالذكر كإفراد المؤمنين في الظاهر للإشارة إلي أنهم كغيرهم من اليهود والنصاري. وعلي هذا يكون خبر إن محذوفاً وهو من آمن منهم بالله.. إلخ. لدلالة من آمن الموجود عليه. فكأنه قال: إن الذين آمنوا إيماناً ظاهراً وهم المنافقون والذين هادوا وهم اليهود. من آمن منهم إيماناً حقيقياً فلهم أجرهم.. إلخ. والصابئون والنصاري من آمن منهم بالله فلهم أجرهم.. إلخ. فالصابئون مبتدأ والنصاري معطوف عليه. ومن آمن.. إلخ. خبر المبتدأ. وهو يدل علي خبر إن المحذوف كما قلناه. وللحديث بقية.