الربط بين الإسلام والإرهاب خطأ شائع وأحياناً متعمد. وهو يحمل درجة عالية من الاستسهال. بنفس الدرجة التي استسهل بها الناس تصورهم للملائكة وادعاؤهم أنهم إناث. يكشف "الجواب" ما فيه من عنوانه. لكن الاسم يمكن ألا يكون علي مسمي. بل يمكن أن يكون عكس المسمي. ف "قمر" يمكن أن تكون متواضعة الجمال. و"ست الحسن" يمكن أن تكون عاملة بسيطة و"عنتر" يمكن أن يكون أشد الناس جبناً "إنْ هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان". ولو تصورنا أننا أطلقنا اسم فندق "الهيلتون" علي سجن "أبي زعبل" هل سيصبح سجناً خمسة نجوم؟ ولو تصورنا أن أحد أعضاء تنظيم القاعدة اسمه "بوش" أو "تشيني" أو "باول" فهل نتهم الإدارة الأمريكية بالإرهاب؟ إن الأسماء لا تقول شيئاً. الأسماء لا تصبح صفات. وبهذا القانون الذي لا طعن فيه لا يجوز أن نصف كل ما هو إسلامي بأنه إرهابي. فالإسلام شيء. والإرهاب شيء آخر. الإرهاب عمل فردي مهما كانت دوافعه ومبرراته. والإسلام دين سماوي جاء لهداية البشرية لا لنسفها وحرقها. إن الربط بين الإسلام والإرهاب خطأ شائع وأحياناً متعمد. وهو يحمل درجة عالية من الاستسهال بنفس الدرجة التي استسهل بها الناس تصورهم للملائكة وادعاؤهم أنهم إناث. يقول سبحانه وتعالي: ¢ وجَعلوا الملائكة الذين هم عبادُ الرحمن إناثاً ستُكتب شهادتُهم ويُسألون ¢ أي سيُحاسَبون. وفي الحساب زجر. والزجر : هو التعريف بحدود الله. وفي الحساب والزجر لغة تبدو شديدة التهديد. لغة فيها ترهيب. ولكنه ترهيب فيه مصلحة للمخطئين. فالله لا يتركهم علي عَماهم. لا يتركهم علي أخطائهم ليحاسبهم بعد ذلك يوم القيامة. لولا الترهيب هنا ما انتبه المخطئون ولبقوا علي ما هم فيه ليُفاجَأوا بالحساب يوم القيامة. لكن ذلك أسلوب الضعفاء. الذين لا يستطيعون المواجهة. ويأجلونها إلي اللحظة المناسبة. وللحديث بقية.