براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    عيار 21 الآن في السودان وسعر الذهب اليوم الجمعة 17 مايو 2024    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    بعد الانخفاض الأخير لسعر كيلو اللحمة البلدي.. أسعار اللحوم اليوم الجمعة 17-5-2024 في الأسواق    ورشة عمل إقليمية تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي مدخلاً لإعادة هندسة منظومة التعليم»    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    4 شهداء فلسطينيين جراء غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة "الجاعوني" بمخيم النصيرات    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    بعد استهداف رصيف المساعدات بالهاون.. أمريكا تحسم الجدل حول تورط حماس    برشلونة يعزز وصافة الدوري الإسباني بانتصار على ألميريا    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    بهذه الطريقة.. اضبط تردد قناة كراميش 2024    عبدالخالق: الزمالك قادر بدعم جماهيره على التتويج بالكونفدرالية    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    كشف ملابسات فيديو عبر «فيس بوك» لأحد الأشخاص بسلاح أبيض داخل أحد المحال بالإسماعيلية    حالة الطقس اليوم على القاهرة والمحافظات    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    قوات الإنقاذ تنتشل جثة مواطن سقط في مياه البحر بالإسكندرية    مأساة الطفل أدهم.. عثروا على جثته في بالوعة بعد 12 يومًا من اختفائه بالإسكندرية    أحمد السقا عن كواليس "جولة أخيرة": "مريم مناخيرها اتكسرت وانا اللي عالجتها"    شريف الشوباشي عن مؤسسة «تكوين»: ليس لي علاقة بها (فيديو)    للرجال على طريقة «البيت بيتي».. أفضل طرق للتعامل مع الزوجة المادية    رد ناري من شريف الشوباشي على يوسف زيدان بعد تصريحاته عن طه حسين (فيديو)    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    كمال الدين رضا يكتب: الكشرى والبط    اسكواش - خماسي مصري في نصف نهائي بطولة العالم    مصر ترفض مقترح إسرائيلي بشأن معبر رفح    جهاد جريشة: لا بد من محاسبة من تعاقد مع فيتور بيريرا    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    بنده السعودية.. أحدث عروض الهواتف المحمولة حتى 21 مايو 2024    الرياضيون الأعلى دخلا في العالم 2024، رونالدو يتفوق على ميسي    محمد شريف: التعادل مع اتحاد جدة ليس سيئا    تراجع سعر الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء الجمعة 17 مايو 2024    خصم نصف المرتب لمدة 6 شهور لهذه الفئة من الموظفين    حظك اليوم برج الجوزاء الجمعة 17-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    ميلاد الزعيم.. سعيد صالح وعادل إمام ثنائي فني بدأ من المدرسة السعيدية    بعد عرضه في «كان» السينمائي.. ردود فعل متباينة لفيلم «Megalopolis»    «السياحة» تلزم شركات النقل بالسداد الإلكتروني في المنافذ    الأمير تركي بن طلال يرعى حفل تخريج 11 ألف طالب وطالبة من جامعة الملك خالد    تعرف على.. آخر تطورات الهدنة بين إسرائيل وحماس    حزب الله اللبناني يعلن استهداف فريقا فنيا للجيش الإسرائيلي في ثكنة راميم    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    نتيجة الصف الرابع الابتدائى الترم الثانى.. موعد وطريقة الحصول عليها    الفيوم تستضيف الجلسة ال26 للجنة قطاع العلوم الأساسية على مستوى الجامعات    لا عملتها ولا بحبها ولن نقترب من الفكر الديني.. يوسف زيدان يكشف سر رفضه «مناظرة بحيري ورشدي»    لراحة القلب والبال.. أفضل دعاء في يوم الجمعة «اللّهم ارزقني الرضا وراحة البال»    توقيع الكشف الطبي على 1161 مواطنا في قافلة لصحة البحيرة    جامعة بني سويف من أفضل 400 جامعة عالميا.. والرابعة محليا    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جلسات ومناقشات ساخنة في مؤتمر الأعلي للشئون الإسلامية
علماء الأمة يناقشون تصحيح أخطاء المنتسبين إلي الإسلام
نشر في عقيدتي يوم 03 - 03 - 2015

افتتح السبت الماضي. المهندس ابراهيم محلب -رئيس مجلس الوزراء- فعاليات المؤتمر العام الدولي الرابع والعشرين للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية. الذي عقدته وزارة الأوقاف. تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد عبدالفتاح السيسي. وعنوانه ¢عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه.. طريق التصحيح¢ علي مدار يومين.
شارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. عباس شومان- وكيل الأزهر. نائبا عن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر - وقداسة البابا تواضروس الثاني- بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية - والدكتور مختار جمعة وزير الزوقاف ولفيف من العلماء والقيادات بالأزهر والأوقاف.
بدأ المهندس إبراهيم محلب -رئيس مجلس الوزراء- بترديد قوله تعالي: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ "8" يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ "9" فِي قُلُوبِهِم مَّرَضى فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابى أَلِيمى بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ "10" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ "11" أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ "12"". مرحبا بالحضور في بلد الأزهر الشريف. واصفاً مصر بوطن المحبة والسلام. ورمز التعايش بين جميع الأديان. مؤكدا أن المؤتمر يعقد في وقت بالغ الأهمية. وحيّا منظمي المؤتمر الذين وضعوه تحت عنوان يعبّر بدقة عن المشهد الحالي.
براءة الإسلام
أكد محلب أن ما نجده اليوم من تكفير وتطرف وغلو لدي المتطرفين. وما ينشأ عنه من سفك الدماء. وقتل الأبرياء. وحرق الأسري. كلها أعمال إجرامية دخيلةى علي ديننا. وعلي بلادنا وعاداتنا وتقاليدنا. لأنها إفساد في الأرض وإشاعة للرعب والخوف. واستهداف للأمن والأمان. والإسلام منها برئ.
أوضح أن الدين الحنيف حذر من ترويع الآمنين. وحرّم التعدي عليهم. لأنه إجرام تأباه الشريعة الإسلامية والفطرة الإنسانية. يقول "صلي الله عليه وسلم": "مَنْ أَشَارَ إلي أَخِيهِ بِحَدِيدَةي فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّي وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ" ويقول "صلي الله عليه وسلم": "مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا".
أكد م. محلب إن الإسلام أمرنا بحسن المعاملة. أمرنا باحترام حقوق الإنسان. بل والحيوان أيضا. وتراثنا الإسلامي به من القصص والروايات التي تدلل علي ذلك. متعجبا ممن ارتَدُوا عَباءة الإسلام. وحفظوا كتاب الله أو بعضا منه. وقد يستدلون بنصوصي رُبَّمَا يكون بعضُها من صحيح السنة. غير أنهم لم يفهموها. فانحرفوا بها عن الفهم الصحيح. وفسروها تفسيرًا يخدم مصالحهم الشخصية أو أغراضهم الدنيئة. فَضلّوا وأضلّوا. وَحَادوا عن سواء السبيل.
وصف م. محلب الإسلام بدين الإنسانية. والحضارة وسبيله البناء لا الهدم.. والتعمير. لا التخريب.. والصلاح والإصلاح. وعمارة الكون.. لا الفساد ولا الإفساد.. مؤكداً أن ديننا الإسلامي يدعو إلي العمل والإنتاج. والتمسك بِمُقومات الحضارة التي من شأنها أن تنهض بأمتنا وتعلو ببلادنا.
سبيل البناء
قال: إن العمل سبيل إلي بناء الأوطان وتقدمها ورقيها. ونظرًا لما تمر به أمتنا العربية. وما تتعرض له من هجمة شرسةي من قِبَلِ القوي الإرهابية الغاشمة. فإننا في حاجة ماسةي إلي تكاتفِ أبنائها. وإلي مَدِّ يَد العونِ من كل أفرادها. حتي نتجاوز معًا الأزمات والشدائد والمحن التي تكاد تعصف باستقرارها. ونعيد لها مكانتَها اللائقة بين الأمم.
أكد علي ثقته الكبيرة في أن هذا الجمع العظيم من علماء الأمة المجتمعين هنا في القاهرة. وبرعاية وزارة الأوقاف المصرية. سيسهمون بجهد وافر في وضع حلول للمشكلات التي تحيط بالأمة. وسيكون لهم نصيب وافر في الإسهام في تجديد الخطاب الديني علي النحو الذي يرضي الله عز وجل. ويحقق مصالح البلاد والعباد.
مرحلة مهمة
من جانبه أكد الدكتور عباس شومان -وكيل الأزهر الشريف- في كلمته التي القاها نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب -شيخ الأزهر الشريف. أنَّ هذا المؤتمر قد جاء في لحظة مهمة ظهرت فيها جماعات إرهابية أشد إرهابًا من جماعات كانت موجودة علي الساحة بالفعل لتتصدر المشهد. واجتاح دولاً كثيرة في المنطقة. وبات واضحًا وظاهرًا للعيان بأن المستهدف ليس دولة بعينها. ولكن دول العالم الإسلامي بأسرها. وبالأساس مصر قلب العروبة النابض.
أشار إلي أن هذه الجماعات المتطرفة قد خرجت علي ما نصت عليه كل الأديان السماوية والأعراف الدينية والإنسانية وأصبح علينا أن ننبذ ما بيننا من خلافات لنستطيع مواجهتها والقضاء عليها. مضيفًا ¢لقد عقدنا الكثير من المؤتمرات. وشارك الأزهر الشريف فيها جميعاً. كذلك شارك الإمام الأكبر بها لكشف خطر هذه الجماعات وتحذير العامة والخاصة من خطرها. ولقد حان الوقت أن ننطلق من الحديث النظري إلي العملي. لنحول حديث المؤتمرات إلي خطط عمل علي أرض الواقع¢.
أضاف د. شومان: أن الأزهر بدأ بنفسه وفور انتهاء مؤتمره العالمي لمواجهة الإرهاب. والذي انعقد في الثالث والرابع من ديسمبر الماضي. وصحح خلاله مفاهيم الخلافة والدولة في الإسلام. من خلال عدة بحوث - قام شيخ الأزهر بجمع قادة الأزهر الشريف. وطالبهم بتحويل توصيات المؤتمر إلي خطط عمل علي أرض الواقع وبالفعل انطلقت هذه الفعاليات بالتعاون مع عدة وزارات. وكان من نتائجها مبادرة ¢الأزهر يجمعنا¢ التي انطلقت بالتعاون مع وزارة الشباب. لتستهدف الشباب. وتوعيهم بصحيح الدين. وقد وصلت إلي الشباب من خلال أكثر من أربعة آلاف مركز شباب.
تفعيل التوصيات
وشدد فضيلته علي ضرورة أن تتحول التوصيات النظرية التي تخرج بها المؤتمرات إلي واقع عمليّي علي الأرض. قائلًا: ¢أذكر في هذا المقام تكليف الإمام الأكبر لوعاظ الأزهر بأن يذهبوا للناس حيثما وجدوا. حتي في المقاهي. ليتحدثوا معهم عن هموم الوطن وخطورة الجماعات المتطرفة¢.
وأوضح أن هذه الجماعات المتطرفة تمتلك دعمًا لا تمتلكه معظم المؤسسات. لهذا فالأزهر الشريف يطالب جميع المؤسسات بدعمه في الحرب الإلكترونية التي يشنها المتطرفون. وينشرون من خلالها آلاف الأفكار الخاطئة بين الشباب.
أخطاء شائعة
واعتبر وكيل الأزهر أنَّ هناك خطأ يروِّج له البعض» وهو أنَّ هذه الجماعات تنطلق من منطلقات دينية. وهذا باطل. مؤكِّدًا أنَّ هذه الجماعات لا تنطلق من منطلقات دينية إسلامية أو غيرها. لأن جميع الأديان برئية من أفعالها. ولكن لها أسباب أخري معروفة أدَّت لظهورها وتلاقت مع مطامعَ استعمارية وعدو تاريخي يدعم هذه الجماعات وينصرها. ونحن نساعدها حين نعطيها غطاء دينيًّا. ونقول: إنها تنطلق من منطلق ديني.
وأضاف: أنَّ ما يقوم به البعض من ذكر نصوصي صحيحةي من التراث خارج سياقها للتدليل علي استناد المتطرفين لها في تبرير جرائمهم افتراء علي التراث الإسلامي. فالدين الإسلامي ليس فيه حرق لعدو أو ذبح. وديننا وتراثنا من أعمال هذه الجماعات المتطرفة بريء. كما أنَّ أعمالهم مردودة إليهم. وستردعهم قواتنا المسلحة. وفي الآخرة سيحاسبهم الله.
وأشار وكيل الأزهر إلي أن هناك خطأً آخر علي مستوي بعض المؤسسات. وذلك عندما نكتفي بالكلام النظري ولا نحولها إلي عمل علي أرض الواقع أو أن تعمل بعض المؤسسات علي انفراد فيما يجب أن تتلاحم الجهود. ليتوحد الخطاب. ونكون علي قوة واحدة. لنسد الباب أمام الإرهابيين الذين يتذرعون بالباطل.
وأوضح أن شيخ الأزهر اجتمع مع العديد من السادة الوزراء ومنهم وزير الأوقاف والتعليم العالي والتربية والتعليم والثقافة والشباب والرياضة لإعداد خطط موحدة. واتخاذ خطاب موحد لمكافحة الجماعات المتطرفة.
داعمو الإرهاب
تابع د. شومان: أن دولاً عربية وإسلامية تدعم هذه الجماعات المتطرفة سرًّا وعلنًا وتمدُّهم بما يحتاجون إليه. ويجب علي هذه الدول أن تقطع الدَّعم عنهم وأن تُوقف قنوات الفتنة التي تحرِّض علي قواتنا المسلحة وتحرِّض علي قتل الأبرياء. وإلا وجب علينا اعتبارها دولًا معادية. موضِّحًا أنه يجب النظر إلي التنظيمات الإرهابية. مثل داعش وغيرها. علي أنّها أذرع عسكرية لدول عالمية. وليست تنظيمات محلية. وطالب وكيل الأزهر بتشكيل قوة ردع عربية لتتعامل مع هذه الجماعات المتطرفة. مختتمًا كلمته بالتأكيد علي أن الأزهر الشريف علي استعداد لمد يد العون للجميع من أجل القضاء علي هذه الجماعات الإرهابية.
مسئولية الجميع
وأشار البابا تواضروس الثاني -بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- إلي حجم المسئولية الملقاة علي عاتق رجال الدين في الوطن كأحد مصادر التي تربي النشء أو الإنسان والمصادر الخمسة هي: الأسرة والمدرسة والمسجد أو الكنيسة أو المعبد والاصدقاء ووسائل الإعلام.
اضاف: هنا اساسيات للتربية العصرية ونحن بصدد الحوار أولها: القيم الإنسانية وهي التي تؤكد علي التنوع واحترام الآخر وقبوله والتسامح والرحمة وحب الحياة والخير لكل إنسان وحرية التعبير والاساس الثاني هو ثوابت الدين وعقائد الدين وهي غير قابلة للتغير وعندما نعيش الحداثة فلا نفرط فيها والإنسان الشرقي بطبعة متدين ويحب الدين لا يقبل الطعن في ثوابته الدينية أو الإساءة والأساس الثالث هو تصحيح المفاهيم المغلوطة التي قد تتسرب إلي أبنائنا والله هو من ينصر البشر ولا يرضي بالظلم مهما كانت الدوافع أو المسميات.
أشار إلي الأدوات التي يمكن أن تستخدمها في تأسيس هذا المجال من التربية والتعليم المناسب لهذا العصر والذي يستنير بالدين.. الأول أن العقل خلق الله وهو يزين الاشياء وإعمال العقل في كل زمان أمر واجب ومستحب ومطلوب ونحتاج إلي الحوار بدلاً من القهر ونحتاج إلي التكوين وليس التلقين ونحتاج إلي الاستقلال الفكري ونحتاج إلي مناقشة الفكرة بالفكرة ونحتاج إلي التعليم البنائي وليس الإنشائي إننا نحتاج فيما نقدمه من خطاب ديني أن يكون بنائياً للفكر وللكيان الإنساني.. الأداة الثانية: الحداثة فنحن نحتاج إلي قيم الحداثة والعالم من حولنا يتغير والحضارة تتطور والزمن يجري والأحداث تتوالي ونحن كقادة ومربين علينا أن نراعي قيم الحداثة وكل المنجزات والصناعات يستفيد منها البشر والعلم صندوق واسع يساهم فيه كل البشر دون النظر إلي الجنس أو النوع أو الاعتقاد أو الدين أو اللون ونحتاج في هذا إلي نشر المناهج الوسطية المعتدلة والأزهر في مصرنا يقوم بهذا الدور المستنير.. والوسطية نتعلمها في مصر منذ القدم من النيل والذي نشرب منه الوسطية.
أضاف: الأداة الثالثة: فنحن نحتاج إلي نهضة أوطاننا بصفة عامة وهناك واقع في الشرق الأوسط وفي العالم كله وهذا الواقع يتبدل ويتغير كل يوم ويجب مراعاة نسبة الأمية ومن الأمية ينشأ التعصب نحتاج أن نلتفت إلي ذلك وفي هذا الصدد نحتاج النظر إلي الإعلام المرأي وأنه يخاطب الشريحة الأكبر في كل المجتمع ويخاطب الأمية التي لا تمتلك العقل الذي يفرز ولذلك يقوم بالتوجيه وقد يكون توجيهاً خاطئاً.
أوضح أن نسبة الشباب هي الأعلي في وطننا وعلينا أن نستغل هذا ويحتاج أن بذل جهداً وأن نخاطبهم باللغة التي يفهموها بالطريقة البنائية والتواصل وكذلك المرأة لما لها دور في المجتمع وكذلك نحتاج في نهضة الوطن أن نهتم بالطفولة فهم نصف الحاضر وكل المستقبل والمدرسة الابتدائية هي الأساس في التنشئة والتربية المعاصرة.
دين البناء
وأكد الدكتور مختار جمعة - وزير الأوقاف- أن الإسلام دين السلام والمحبة والبناء والرقي وسبيله البناء لا الهدم والعمل ومكارم الأخلاق بكل ما تحمله الكلمة من معان فهو دين العدل والرحمة والصدق كل قيم الإنسانية النبيلة مستشهداً بقوله صلي الله عليه وسلم: ¢إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق¢.
أضاف: تتجلي عظمة الإسلام في إنصافه لغير المسلم واحترامه للتنوع الثقافي حيث يقول الحق في كتابه العزيز ¢وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ¢ مشيراً إلي أن وثيقة المدينة التي تعد افضل أنموذج في تاريخ البشرية لترسيخ التعايش السلمي بين الأديان والأجناس والأعراف والقبائل حيث يقول الحق ¢ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ¢.
قال: إن واقع الجماعات المنتسبة ظلماً للإسلام يعكس واقعاً مراً أليماً من قتل وسفك للدماء والذبح والحرق والتنكيل والتمثيل بالجثث وكل ذلك يقترف للاسف باسم الدين والإسلام وهو منه براء. كما أننا تخلفنا عن مصاف الدول المتقدمة في العمل والإنتاج علي عس ما يأمرنا به ديننا الحنيف.
خاطب الوزير. رئيس الجمهورية. قائلاً: لقد ناديت حياً واسمعت مجيباً. وها نحن نعلن للجميع أننا بإذن الله تعالي سنكون عند حسن ظنك بنا وأن دعوتك لتجديد الخطاب الديني لم ولن تذهب سدي فقد أصابت موضعها وسيري العالم كله جلسات هذا المؤتمر وبحوثه وتوصياته تجديداً حقيقياً في الفكر والفهم وليس بالشكل وسنوافي سيادتكم بنسخة من كل هذا كما يسرنا أن نوجه لسيادتكم خالص الشكر والتقدير علي التكرم برعاية هذا الحدث والرسالة الثانية لرئيس الوزراء ها نحن نقف علي العهد كما عهدتنا دائماً بأنا حكومة المهام الصعبة واقتحام الملفات الشائكة مهما كانت حساسيتها لصالح الوطن والأمة والرسالة الثالثة لهذه الكوكبة من المهتمين بتجديد الخطاب الديني أننا سنعلن ما يسرنا أن نلقي الله به بصراحة ووضوح تامين.
أشار إلي أن من فوائد هذه المؤتمرات التواصل والتشاور والتنسيق بين علماء الأمة وقادتها الفكرية والثقافية والعلمية وكذا رفع صوتنا علياً بأننا نرفض الإرهاب بكل صوره وأشكاله وننبذ العنف والتطرف والغلو وبالقدر نفسه ننبذ التسيب والانفلات كما أننا نرفض ربط الإرهاب بالأديان ولا نقول الإسلام وحده فالإرهاب لا دين له ولا وطن له وأنه يأكل من يدعمه أو يأويه أو يتستر عليه أو الصامتي عنه والمترددين في مواجهته وممسكي العصا من المنتصف.. كما أنها تكشف اباطيل وشبه الجماعات والتنظيمات وتعمل علي تحصين مجتمعاتنا والشباب من الوقوع في براثن تلك الجامعات الضالة المضلة.
تابع أنه مع التأكيد علي جانب المواجهة الفكرية وهو أحد عناصر المواجهة التي لها عناصر أخري منها الجوانب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية ومن هذا المنطلق نعلن عن دعمنا وتأييدنا لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لسرعة تشكيل قوة عربية مشتركة موحدة لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه أمتنا العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.