* تسأل الأستاذة "ش. د. ي" من الشهداء المنوفية: هل يجوز للزوجة أن تكذب علي زوجها؟ * * يجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر: الصدق أمانة والكذب خيانة. الصدق فضيلة والكذب رذيلة. ولا ننسي أن من سمات المنافق إذا حدث كذب. وكذلك الكذب يهدي للفجور. والفجور يهدي إلي النار. ومازال العبد يكذب حتي يكتب عند الله كذاب. أما الصدق يهدي إلي الجنة. ومازال العبد يصدق حتي يكتب عند الله صديق. وفي هذه الحالة يحشر مع النبيين والمرسلين وحسن أولئك رفيقاًً. قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصديقين" التوبة: 119 . لماذا؟ الجواب: "ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين" "الأحزاب: 24". ففي يوم القيامة يقول المولي عز وجل لعباده الصادقين: "هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم" "المائدة: 119". أما الكذابين فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين قال تعالي: "إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون" "النحل: 116". فالكذب هو: مخالفة الحقيقة قولاً وفعلاً وإقراراً. ولم يرخص النبي محمد "صلي الله عليه وسلم" في الكذب إلا في ثلاث حالات فقط لا غير. وتكون عند الضرورة القصوي. والضرورة تبيح المحظورة. وتقدر بقدرها أي تكون في أضيق الحدود إن لم يوجد طريقة أخري لدرء الضرر وإزالته بشرط ألا يقع بسببه ضرر علي الغير يذكر. وذلك ثابت فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم كلثوم بنت عقبة قالت: "لم أسمعه "صلي الله عليه وسلم" يرخص في شيء مما يقول الناس أي الكذب إلا في ثلاث: الحرب. والإصلاح بين الناس. وحديث الرجل لامرأته وحديث المرأة لزوجها". والمراد بالحديث بين الزوجين: أي الذي يساعد علي مداومة العشرة. وليس في أمور تضر باستمرارية الحياة الزوجية. فمثلاً: دائماً تسأل المرأة زوجها أنت تحبني؟ الاجابة: نعم. لقول رسول الله "صلي الله عليه وسلم": "المرأة خلقة من ضلع أعوج فاستمتع بها علي ما هي عليه. فإن لم ترض منها بخلق فرضا بآخر". لأنها ليس كلها عيوب. حتماً بها شيء جميل. ويكفي انها مأوي وسكن لك ولأولادك. فهن قناديل البيوت. إن لم يكن في بيوتنا من يسوي فرشتنا ويغسل هدمتنا ويطهي لقمتنا وينتظر عودتنا؟! ولقد ذكر الإمام الغزالي رحمه الله في الإحياء: "أن ابن أبي عذرة الدؤلي أقسم علي زوجته أن تصدقه القول في انها تحبه أو لا تحبه؟ فأخبرته انها لا تحبه. فاختصما إلي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فسألها: هل تحدثت انك تبغضين زوجك؟ قالت: نعم انه أنشدني الله. أفأكذب عليه يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم أكذبي عليه. فإن كانت إحداكن لا تحب زوجها فلا تحدثه بذلك؟ فهل كل البيوت تبني علي الحب. إنما تبني علي العشرة بالمعروف بين الزوجين. وتوفير المناخ الملائم للاستقرار الأسري ولاستمرارية الحياة. أما الكذب في الأمور التي تغضب الله ورسوله وتخالف ديننا الحنيف تهدم البيت وتقوض الأسرة وهذا ما نهي الله عنه. ولذا كان مطلب النبي محمد من الشباب عند الزواج أن يظفر بذات الدين. ومن الفتيات من ترضون دينه وخلق فتزوجهن حتي لا يحدث فساد عريض في الأسر. والله أعلم.