يتعرض الكثير من الأطفال في مصر للعنف علي يد من يفترض أن يوفروا لهم الحماية والرعاية! وفي أغلب الأحيان يكون العنف ضد الأطفال خفياً عن الأنظار باعتباره أمراً مخجلاً يسعي من يمارسه وضحيته علي السواء إلي عدم الكشف عنه لكن أغلب الأطفال الذين يتعرضون للعنف يعيشون في عزلة ووحدة وخوف ولا يعلم الكثير من الأطفال إلي أين يتجهون طلباً للمساعدة خاصة حينما يكون من يمارس العنف من بين الأهل أو المعلم أو أي شخص يفترض فيه حمايتهم. وهو ما أكدته دراسة حديثة تمت بالتعاون بين المجلس القومي للطفولة والأمومة واليونيسيف أوضحت أن للعنف تأثيراً مدمراً علي الأطفال. يهدد وجودهم ونموهم يتمثل في: * إصابات مميتة أو غير مميتة "قد تؤدي إلي الإعاقة". * مشاكل صحية "بما في ذلك تأخر في النمو وأمراض الرئة والقلب والكبد والأمراض المنقولة جنسياً في مراحل لاحقة من الحياة". * اضطرابات معرفية "اختلال الأداء في المدرسة والعمل". * آثار نفسية ووجدانية "شعور بالرفض وعدم القدرة علي الارتباط والصدمة والخوف والقلق وعدم الشعور بالأمان وفقدان الثقة بالنفس". * اضطرابات في الصحة العقلية "قلق واكتئاب وهلاوس واضطرابات في الذاكرة ومحاولات انتحار". * إتيان سلوكيات خطرة "استخدام المخدرات والانخراط مبكراً في ممارسات جنسية". * الهروب من المدرسة وإتيان سلوكيات معادية للمجتمع ومدمرة مما يؤدي إلي علاقات سيئة بالآخرين واستبعاد من الدراسة ومخالفة القانون. العنف الجسدي فقد كشفت الدراسة عن تعرض 61% من الأطفال ما بين 13 و17 للعنف الجسدي في القاهرة. 65% في الإسكندرية و67% في أسيوط وأن التعرض "للركل أو الضرب" هو أكثر اشكال العنف الذي تعرض له الأطفال. يليه "الدفع. شد الشعر" جذب الأذنين. القرص. الجذب من الملابس. أو الرج ثم الضرب بعصا أو حزام أو أدوات خشبية أو كرباج" وبشكل عام تعرض الفتيان للعنف الجسدي أكثر مما تعرضت له الفتيات. كما تأكد ارتفاع معدل انتشار العنف الجسدي ضد الأطفال في المنزل والمدارس من خلال روايات الأطفال والمدرسين والقيادات المجتمعية والدينية أثناء إجراء البحث الكيفي وقال الفتيان أتهم يعاملون معاملة أسوأ ويضربون بمعدل أعلي من الفتيات لأنهن غير قادرات علي تحمل تلك المعاملة. وقد اعترف المدرسون بأنهم يفرضون عقوبة جسدية أشد علي الفتيان كالضرب بالخرزانة أو الشباشب والخراطيم والأحزمة أو السكاكين وأنهم يتلقون الصدمات الكهربائية أو يتعرضون لأسلاك عارية. أما الفتيات فقد ذكرن أنهن يتعرضن للركل كما يتعرضن أحيانا للضرب من الفتيان في المدرسة. وفي كثير من الأحيان قال الأطفال إنهم يشعرون بالحزن والبؤس والضعف والتوتر والإهانة أو الإحراج بعد التعرض للعنف الجسدي وفي بعض الحالات أصيب الأطفال بالاكتئاب بل أن البعض راوده أفكار انتحارية. وفي حالات أخري توقف الأطفال عن الذهاب إلي المدرسة الأمر الذي يشكل خطورة واضحة علي مستقبلهم. العنف النفسي والإهمال أوضحت الدراسة تعرض أغلب الأطفال للإساءة اللفظية حيث تتعرض الفتيات للإساءة في المنزل أكثر من الفتيان. أما في الشارع فإن معدل تعرض الفتيان للإساءة اللفظية أعلي من الفتيات. وفي أسيوط تعرضت 20% من الفتيات للاساءة اللفظية في المدرسة في حين يتعرض أغلب الفتيان والفتيات للاساءة والسب واللعن والإهانة طوال الوقت في القاهرةوالإسكندرية وذلك لعدم التسجيل في الدروس الخصوصية أو لعدم فهم شئ ما في الفصل أو لعدم قدرتهم علي الاجابة أو لعدم أداء الواجبات المنزلية. وقال الأطفال إن ذلك يقلل من شأنهم ويعيبهم أمام زملائهم في الفصل. كما قال البعض إنهم يفضلون الضرب علي الاهانة كذلك يتعرض الفتيان للاساءة اللفظية في المنزل ويشعرون بالضيق من الاساءة بدون سبب أو أمام اصدقائهم أو أمام غرباء لأن ذلك يقلل من شأنهم. وفي أسيوط يصرخ الوالد في الفتيان وامهاتهم وذكرت الفتيات في ريف أسيوط أن زملاءهم يزعجوهن وانهن يشعرن بأمان أكثر لو كن في مدرسة للفتيات فقط. كما يرفضن الصراخ أمام الآخرين وخاصة الفتيان لأنه يهينهن ويذلهن. وبالنسبة للإهمال أكد 10% من الأطفال انهم شعروا بالاهمال ولم يتلقوا الحنان أو الرعاية النفسية من أي شخص وأنهم غير مرغوب فيهم. وأن الأسرة تفضل اخ أو اخت عليهم. وتبين أن 5% من الأطفال ظلوا جائعين أو عطشي رغم توفر الطعام والمياه للآخرين والبعض تركوا بملابس قذرة أو ممزقة وغير مناسبة للطقس أو أحذية ضيقة رغم توافر الأموال للشراء أو أنهم كانوا مرضي ولم يعرضوا علي طبيب وهناك من يشكو بأن والديهم لا يوفرون مصاريف المدرسة رغم أنهم قادرون. العنف الجنسي والتحرش هو موضوع شائك للغاية ومحاط بالسرية وهو واحد من أكثر انتهاكات حقوق الأطفال أثارة للقلق وتتراوح أعمال العنف الجنسي بين الاتصال الجسدي المباشر الذي يجبر الطفل علي أداء الفعل الجنسي وعادة ما يكون الفاعل من القائمين علي رعايته أو من الجيران أو ضغط عليه من أجل ممارسة جماع جنسي من صديق أو التعرض لتعليقات أو تحرشات جنسية من أحد الزملاء أو الكبار أو الاجبار علي ممارسة الجنس مقابل أموال أو هدايا أو خدمات أو الاجبار علي كشف اعضائهم سواء بشكل مباشر أو عبر الإنترنت أو التعرض لمشاهدة أنشطة أو أعضاء جنسية بدون موافقة الطفل أو التعرض للاغتصاب من قبل جماعة من الأشخاص. أوصت الدراسة بانه علي الحكومة ان تدعم جهودها من أجل الوقاية من العنف ضد الأطفال وأن يحصل الآباء والأسر علي الدعم الذي يحتاجونه لتربية الأطفال تربية سليمة دون استخدام العنف ضدهم. وإعداد حملة إعلامية وطنية طويلة المدي لتعزيز الوسائل التربوية غير العنيفة لتخقيق انضباط الأطفال ورفع مستوي الوعي بتأثير العنف عليهم. كذلك إعداد وتفعيل برامج للأطفال وللمراهقين بشأن منع العنف بما في ذلك برامج لمعالجة البلطجة. ضرورة وضع سياسة وطنية لحماية الأطفال في المدارس مع تحديد آلية لمراقبة ومتابعة تنفيذها.