أكد مجموعة من الشباب والمفكرين ورجال الأعمال أن مستقبل مصرنا الحبيبة سيكون. أفضل بإذن الله. بأيدي شبابها الذين يمتلكون إمكانات وقدرات تؤهلهم لصنع حياة ومكانة أفضل. إذا ما أدركوا وأحسنوا استثمار الثروات المتنوعة التي منحها إياهم الخالق. أشاروا إلي ضرورة تكاتف كل قوي المجتمع المدني ومؤسساته ورجال الأعمال لتأهيل الشباب لسوق العمل ومحاربة البطالة وتوفير الفرص للتدريب والتشغيل. مشيدين في هذا المجال بتجربة المؤسسة الوطنية المصرية للتنمية "ندا" لتدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل. في البداية تقول ياسمين حنفي- إحدي المتدربات-: قبل التحاقي بالمؤسسة كنت شخصا سلبيا جدا وكان كل هدفي أن أكون مديرة بمرتب رائع بدون أن أقيس هذا بإمكانياتي. و¢ندا¢ علمتني أن أنظر إلي إمكانياتي جيدا لأعرف ما هي. وبعدها وفّرت لي مقابلة مع مؤسسة جيدة وحصلت علي فرصة عمل هناك وبدأت أُحسِّن نفسي في كافة المجالات ومنها اللغة والكمبيوتر. وأروع ما قابلته انها تخرّج قوة ممتازة من داخل الشخص وهو ما يهم. وفي النهاية أدركت أنه لا يوجد مستحيل وتعلمت أن أحب النجاح جدا. وتغيرت180 درجة من قمة السلبية الي إيجابية وطموح. نجاح بعد إحباط ويقدم شريف محمد سلام- أحد المتدربين- تجربته فيقول: بعد التخرج أصبت بإحباط شديد لعدم حصولي علي فرصة عمل. وتعرّفت علي المؤسسة وانضممت للبرنامج وتأثرت بالمحتوي المقدّم فتعلمت كثيرا في التوعية عن العمل الجماعي وأصبحت أطبق الكثير من هذه المبادئ في حياتي. بعدها وفّرت لي مجموعة العمل بالمؤسسة فرصة عمل بمصر للطيران ولقد استمريت من وقت المنحة حتي الآن بل ترقيت في مجال عملي. وتعبّر روزا عبد الملك - مدير العمليات بمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية-: عن تقديرها للمهنية والأداء المتفاني للمؤسسة لتحقيق رسالتها. فإنجازاتهم المستمرة في ظل الالتزام بمعطيات وشروط البرنامج - خير دليل علي التزامهم بمسئوليتهم الاجتماعية وبأهدافهم. وتقول مها فوزي- مركز تدريب نيوهورايزون-: من خمس سنوات كانت بداية تعاملنا مع ¢ندا¢ وكان الاتفاق ان تكون هي المسئولة عن اختيار موضوعات التدريب . بهدف ربط التدريبات مع احتياجات السوق ومجالات التدريب التي قدمت هي "السكرتارية وكل ما له علاقة بالمهارات الإدارية - المبيعات "وهي من المجالات شديدة الرواج بالسوق حاليا"- والمجال الثالث هو الكول سنتر وهي من المجالات الجديدة والتي بدأت تظهر وتكون رائدة في السوق. وكمركز نحن معجبين ومؤمنين بما تبذله المؤسسة من مجهود في دراسة احتياجات السوق ومواكبتها للمجالات الجديدة التي تظهر. ودليل علي ذلك هو ظهور تدريبات جديدة بناء علي احتياجات جديدة بسوق العمل. ونحن نفتخر بكوننا مشاركين معها في هذه الرسالة . بالإضافة الي توفيرنا لفرص عمل لبعض الشباب المتميز. الدور الوطني يُقدم لنا عادل رفعت أديب- رئيس مجلس الأمناء- تعريفا بالمؤسسة الوطنية المصرية للتنمية "ندا" فيقول: هي مؤسسة وطنية مصرية "غير هادفة للربح" مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعي تحت رقم 6552 وينظمها القانون رقم 84 لعام 2002. تأسست عام 2006 من قبل مجموعة من المثقفين ورجال الأعمال بهدف تأهيل الشباب بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل في إطار تعظيم وتعزيز دور المجتمع المدني في تطوير المجتمع المصري ومعالجة القضايا المُلحَّة. الاجتماعية والاقتصادية. خاصة البطالة وآثارها السلبية علي المجتمع. وقد أظهرت تجربة أعضاء ¢نِدا¢ وشركائهم أن مصر تعاني من مشكلة عمالة شديدة تنعكس في عدم وجود الخبرة الكافية والمؤهلات اللازمة لدعم الكيانات الاقتصادية الوطنية في مواجهة تحديات العولمة والاسواق المفتوحة والتصدير وتعرض السوق المحلية للواردات الاجنبية. وبالإضافة إلي ذلك. هذه الفترة من تاريخ مصر تحتاج إلي أيدي عاملة قوية ومؤهلة للغاية وواعية لسوق العمل. أخلاقيات العمل. معايير الجودة. وقواعد المنافسة. إلي جانب التكنولوجيات الجديدة. والحرف والتجارة. الحكومة والمنظمات الدولية وبعض الشركات الخاصة وكذلك منظمات المجتمع المدني جميعهم لهم دورًا في معالجة هذه القضية. ¢ندا¢ وشركاؤها تُمارس بوعي المسئولية المجتمعية وتلتزم تجاه البيئة المحيطة الداخلية وكذلك البيئة المحيطة الخارجية. قدرات الشباب يلتقط خيط الحديث د. سعيد عبد الله بطرس- نائب الرئيس- قائلا: المؤسسة المصرية الوطنية للتنمية ¢ندا¢ تؤمن أن الشباب المصري يمتلك القدرات والإمكانات التي تؤهله لحياة أفضل. وتعمل ¢ندا¢ مع الشباب والمجتمع من أجل تأهيل الشباب الأقل فرصاً لتمكينه من دخول سوق العمل وذلك من خلال توعيته وتدريبه لإكسابه المعارف والاتجاهات والمهارات التي تؤهله لوضع تنافسي أفضل بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل. وكذلك تعمل بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني من خلال نموذج مستدام لتأهيل الشباب لسوق العمل. ومع القطاع الخاص لترويج ودعم ثقافة المسئولية المجتمعية بما يوفر فرص أفضل للشباب. وبناءً عليه يحصل الشباب علي فرصة عادلة للمنافسة في سوق العمل وحياة كريمة ويؤدي هذا لرخاء أكبر لمصر. تتدخل دينا رؤوف خليل- السكرتير العام- موضحة أن المؤسسة تقوم بتحقيق أهدافها علي محورين أساسيين: أولاً: التنمية المهنية وتشمل: عقد دورات توعية مهنية للشباب لترسيخ قيم العمل وأصول التعامل. وتنظيم دورات تدريبية ومهنية للشباب من خلال مراكز التدريب المتاحة. يضيف عادل رشدي عبده- أمين الصندوق-: كما تعمل الجمعية علي تيسير حصول الشباب علي فرص تدريب بالكيانات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة. ومعاونة الشباب للحصول علي فرص عمل أو اقامة مشروعات صغيرة. ويقول إكرام بطرس- عضو مجلس الأمناء-: هناك نموذج الاستمرارية. ويشمل: تقديم الدعم الفني لمؤسسات المجتمع المدني المهتمة بمجال تأهيل الشباب وتدريب كوادرها. تقديم نموذج للعمل المتكامل في التوعية والتنمية المهنية للشباب للجمعيات الشريكة. ومن أجل ضمان استمرار الأهداف والعمل في مناطق مختلفة. تقول ناهد نصيف- مدير موارد بشرية- وجمال ذكري- مدير تنمية اجتماعية-: بدأت ¢ندا¢ العمل مع شركاء محليين "جمعيات ومؤسسات غير حكومية / منظمات" بهدف تبادل الخبرات في تنمية الشباب وضمان استمرارية الأعمال. في البداية تكون ندا هي المسئولة عن تنفيذ المشروع بالكامل. ويقل دورها تدريجيا مع زيادة دور الشريك المحلي. في النهاية يصبح الشريك المحلي قادرا علي إدارة جميع مراحل المشروع. وبالتالي تؤثر ندا تأثيرا مضاعفا من خلال دعم المنظمات غير الحكومية المختلفة والتي تكون قادرة علي مواصلة تنفيذ نموذج ندا علي الصعيد المحلي بعد انتهاء المشروع. وعن نتائج المؤسسة خلال الفترة السابقة. فيشير سمير فرنسيس- استشاري موارد بشرية- وأشرف جبرة- استشاري إدارة وتدريب- إلي أن هناك نتائج مباشرة "المشاريع التي تم ادارتها بواسطة مؤسسة ندا" حيث تم تدريب عدد 1226 شاب/ة "25 دفعة" في مناطق عين شمس والمعادي والبساتين وشبرا الخيمة والهرم وامبابة ووسط البلد وشبرا مصر - متوسط نسبة التوظيف 84%. أما النتائج غير المباشرة "المشروع الذي قام مركز تدريب شباب المعادي بإدارته بعد تسليمهم النموذج" فقد قامت المؤسسة بنقل الخبرة لعدد 4 جمعيات لإدارة مشروع مماثل. ونتيجة لذلك نجح مركز تدريب شباب المعادي في إدارة مشروع منفصل استهدف 244 شاب/ة "6 دفعات" بضواحي المعادي وحلوان- متوسط نسبة التوظيف 86%.