* يسأل عادل.أ.ش من المنصورة: أخي الشقيق له علاقاته المتعددة واتصالاته المتعددة في مواقع كثيرة وإذا طلب مني مصلحة قضيتها له أما إذا طلبت مساعدته فيما يقدر عليه يراوغ ولاي ساعدني أبداً فماذا أفعل معه؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: المؤاخاة في الله مطلوبة ومرغوب فيها ويزداد الترغيب إذا كانت بين الأخوين جاء في صحيح مسلم عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالي يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي". فهذا يدل علي أهمية الأخوة التي تكون عوناً للمتحابين علي طاعة الله عز وجل ولهذا رفع الله شأن هذه الأخوة إلي منزلة الصالحين المقربين من الله وما أكرمها من منزلة وقال سيدنا علي رضي الله عنه : "عليكم بالإخوان فإنهم عدة في الدنيا والآخرة ألا تسمع إلي قول أهل النار.. فما لنا من شافعين ولا صديق حميم". يكون الإنسان عوناً لأخيه بأن يضع نفسه في خدمة أخيه حينما يجد أن أخاه في حاجة إلي معاونة أخيه بشرط أن يعاونه بسماحة وطيب خاطر ولا يشعره بالضيق من مساعدته وعليه أن يعلم أن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. ولهذا كان الأنصار ضربوا أروع الأمثلة في الإيثار ولهذا امتدحهم الله وأثني عليهم ولهذا قال جل شأنه في سورة الحشر: "والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في نفوسهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون". وقضي ابن مشيرمة حاجة لبعض إخوانه فلما قضاها له وكان ذلك برضا وطيب خاطر منه جاءه ذلك الأخ بهدية فسأله قائلاً له: ما هذه؟ قال: هذه هدية أقدمها لك رداً لجميلك فأجابه بقوله: جزاك الله يا أخي خيراً خذ هديتك وإذا سألك أخاك حاجة فلم يتعب نفسه في قضائها فتوضأ للصلاة وكبر عليه أربع تكبيرات وعده في الموتي. وقال بعضهم: إذا طلبت من أخيك مساعدتك في قضاء حاجة وكان بمقدوره أن يقضيها لك فلم يقضها فذكره ثانية فلعله أن يكون قد نسي فإن لم يقضها فكبر عليه.