الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت - المحالة للمحاكمة بتهمة ازدراء الدين الإسلامي في واقعة التهكم والسخرية والاعتراض علي شعيرة الأضحية - تدخل في زمرة ¢المخرفون الجدد¢ من أمثال إسلام بحيري وإيراهيم عيسي وعلاء الأسواني ومحمد عبدالله نصر وكثيرين غيرهم ممن يملأون الفضائيات والصحف والمجلات. ويكثرون من البوستات والتويتات التي تحمل أفكارهم وأفكاراً إخري مع أفكارهم. كما سيحملون إن شاء الله يوم القيامة أوزارهم وأوزاراً مع أوزارهم بما ضلوا أنفسهم وكانوا سبباً في ضلال غيرهم. إذا لم ينتهوا عن الجهر بالسوء من الأفكار البالية التي جاء بها مخرفون أقدمون غيرهم من أساطين العلمانية والملاحدة أعداء الدين الإسلامي بجهل أو عن هوي في أنفسهم وسوء قصد. إن ما يثيره هؤلاء ¢المخرفون الجدد¢ ليس جديداً علي علماء الإسلام الذين درسوا علوم القرآن والحديث وأصول الفقه والفقه المقارن. ومع هذه العلوم درسوا أيضاً الفلسفة والمنطق وعلم النفس حتي يجادلوا أهل الكتاب بالتي هي أحسن كما أمرهم الله في قرآنه الكريم: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن .." ¢ 46 - العنكبوت¢. ومجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن فيها إشارة إلي الحسن في قول ومنطق الجانب الآخر. وإلا ما قال الله تعالي في الآية نفسها: "..إلا الذين ظلموا منهم..". فلا بد لنا أن نفرق بين حرية الرأي والاعتقاد وإيراد شبهة ما بأدب واحترام. لمعرفة الحق فيها أو الرد عليها من أهل العلم والاختصاص. وبين التخريف والتطاول بجهل والسخرية وقلة الأدب. سواء من أهل الكتاب أو غيرهم ممن ينتسبون إلي ديننا الحنيف الذين ربما لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه. ثم انظروا إلي أولئك المخرفين الجدد. ستجدونهم من أكذب الناس حديثاً. ومواقع التواصل الاجتماعي مليئة بشواهد كذيهم صوتاً وصورة. فينبغي ألا نلتفت إلي ما يقولون ولا نجعلهم ضيوفاً دائمين في الفضائيات إلا بهدف كشف كذبهم وضلالهم لا لترويج أكاذيبهم. لأن الصدق أساس متين في بلاغ العلم للناس وخاصة ما يتعلق بالدين. ولذا كان خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم يلقب بالصادق الأمين. وكان هذا من أسباب الإيمان به وتصديقه رغم ثقل ما يقوله علي نفوس أهل مكة من الكفار والمشركين. وكانوا يقولون فيما بينهم: ما جربنا عليه كذباً قط. والمؤمن عموماً ينبغي أن يتصف بالصدق ولا يكون كذاباً. فعن صفوان بن سليم قال: ¢قيل لرسول الله صلي الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانا؟ فقال نعم. فقيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ فقال نعم. فقيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ فقال لا¢. رواه الإمام مالك في الموطأ. لذلك فإن المخرفين الجدد عليهم أولا أن ينتهوا عن كذبهم ويعتذروا عن أخطائهم في حق الله ورسوله قولاً وعملاً. ثم يجلسوا لطلب العلم الصحيح من مظانه الحقيقية الصحيحة وأماكنه المعتمدة الموثوقة .. وساعتها لن تعرف الخرافات إلي عقولهم طريقاً وستزول تلك الشبهات من رؤوسهم. وليضعوا نصب أعينهم حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي ورد في الصحيحين. عن النبي صلي الله عليه وسلم : ¢إن الصدق يهدي إلي البر وإن البر يهدي إلي الجنة وإن الرجل ليصدق حتي يكون صديقا. وإن الكذب يهدي إلي الفجور وإن الفجور يهدي إلي النار وإن الرجل ليكذب حتي يكتب عند الله كذابا¢.