إن أي عمل إذا كان في ظل هدي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أو أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين فلا شك أن فاعله يؤجر علي عمله بالاضافة إلي الاستفادة من فوائد هذا العمل. فتغير الشيب بالحناء وغيره مشروع لان النبي صلي الله عليه وسلم أمر به وفعله الصحابة حال حياته وبعد موته صلي الله عليه وسلم وهذا يؤكده حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن أحسن ما غير به هذا الشيب الحناء والكتم" أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه النسائي وابن ماجه. والكتم: بضم الكاف نبت يخلط بالحناء ويخضب به الشعر. ويقوي الشعر ويصبغ الشيب. وكذلك جاء عن جابر بن عبدالله قال: "جئ بأبي قحافة يوم الفتح إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وكأن رأسه ثغامة "أي شعره شديد البياض" فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "اذهبوا به إلي بعض نسائه فلتغيره بشئ وجنبوه السواد" كما أمر الرسول صلي الله عليه وسلم بعدم تغيير الشعر بالسواد لحكمة وهي عدم التغرير بالناس خصوصا عند الزواج. وكذلك حب كثير من الناس ان يظهروا أمام الاخرين بمظهر الشباب ففي ذلك تغيير لاصل خلقتهم. وهذا يؤكده حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لايريحون رائحة الجنة". وقد ذكر ابن قيم الجوزية في كتابه "الطب النبوي" ان الحناء نافع من حرق النار إذا ضمد به وينفع من حروق الفم إذا مضغ وغيرها. ففي هذا الباب أحاديث كثيرة في كتب السنة لمن أراد الرجوع إليها ولكن حسبي هنا أن أبين بعض فوائد الحناء والكتم التي وردت في السنه النبوية. * فوائد الحناء روي ابن ماجة في سننه "ان النبي صلي الله عليه وسلم كان إذا صدع غلف رأسه بالحناء ويقول إنه نافع بإذن الله". كما روي ابن ماجه في سننه: سكان لايصيب النبي صلي الله عليه وسلم قرحة ولاشوكة إلا وضع عليها الحناء. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء والكتم. فمن خلال الاحاديث الواردة في الحناء نلاحظ أنه يستخدم لعلاج الصداع. ويستخدم لعلاج القروح والجروح وأوجاع الرجلين ويستخدم كمادة صباغية. * آلية عمل الحناء في شفاء هذه الامراض: 1- فائدة الحناء في معالجة الصداع ليست مطلقة فهو لايعالج كل أنواع الصداع ولكن يفيد في الصداع الناجم عن فرط التوتر الشرياني وذلك عن طريق تنظيم ضربات القلب وكذلك يسبب ارتخاء العضلات وتوسيع الاوعية الدموية من جهة أخري. حيث إن الصداع الناجم عن التوتر الشرياني يكون نتيجة لانقباض الاوعية الدموية وعدم تروية الدماغ بالدماء فالحناء يفيد فقط في علاج هذا النوع من الصداع وليس كل أنواع الصداع. 2- فائدة الحناء في علاج الجروح والقروح فسبحان الله "تمتلك الحناء خاصية لمقاومة الالتهابات الجرثومية أي تعمل كمضادات حيوية ضد انواع كثيرة من الجراثيم وكذلك بها مواد قابضة تجفف الجلد وتمنع تعطينه وبلك تقضي علي الالتهابات الفطرية وتمنع الوسط الملائم لنمو الفطريات. 3- استخدام الحناء في علاج ألام الرجلين وخاصة القديمن وما بها من سحجات وفطريات وذلك بتجفيف الجلد والقضاء علي الرطوبة ومنع الوسط الملائم لنمو الفطريات والجراثيم. 4- استخدام الحناء في تخضيب الرأس. لأنه يمتاز عن غيره من المواد الصباغية بأنه لا يؤدي إلي أمراض حساسية والتهابات كما يحدث من الاصبغة الاخري أحيانا. وكذلك ينقي الفروة من الجراثيم والطفيليات ومن المفرزات الدهنية الزائدة ويعالج التهاب فروة الرأس وقشرة الرأس. 5- يعطي الحناء لونا للشعر ويغذيه ويثبت جذوره فلا يتساقط ففي هذا إكرام للشعر كما امرنا الرسول صلي الله عليه وسلم: "من كان له شعر فليكرمه". 6- دعوته صلي الله عليه وسلم لاستخدام الحناء لان فيه مخالفة لليهود والنصاري. حيث ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ: "إن اليهود والنصاري لايصبغون فخالفوهم. 7- الاسلام دين الجمال ويدعو إلي الجمال ليظل المؤمن جميلا حتي في سن الشيخوخة وفي هذا المعني روي أبو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمر علي النبي صلي الله عليه وسلم رجل قد خضب بالحناء فقال: ما أحسن من هذا فمر ثالث وقد خضب بالصفرة فقال: هذا أحسن من هذا كله. ذكرنا من قبل بعض ملحقات سنن الفطرة وتتمة للفائدة وكمالاً للمراد نذكر إن شاء الله بعضها الاخر لها من فوائد طبية وصحية تعود علي الانسان بالنفع والفائدة.