عزف أبناء قرية برديس سينفونية حب رائعة. تحدث عنها أبناء صعيد مصر وربوعها في صلح تاريخي. حيث تزاحم المسلمون والمسيحيون في نسيج واحد يباركون الصلح تحت نداء التكبير. بعد أن تجرّع الجميع سواء من عائلتي نحيلة والشيمي - او من المجاورين- مرارة النزاع الدامي الذي خلّف 13 قتيلا وترملت النساء وتيتم الأطفال بفقد آبائهم وأولادهم في صراع شيطاني لم يُجْن منه إلا الدمار والخراب الذي أحاط بالقرية ونجوعها. تدخّل ¢الأجواد¢ من العمد والمشايخ والقساوسة ولجنة المصالحات لإنهاء هذه الخصومة التي استمرت أكثر من 3 سنوات. كل أبناء العائلتين يتربصون لبعضهم تاركين زراعاتهم وتجارتهم وتفرغوا لشراء السلاح الفتاك. وسيطر عليهم شيطان الإنس والجن. وتحرك أبناء وأهالي محافظتي سوهاج وقنا لوقف هذا النزيف وحقن الدماء. ولكن دون جدوي. حتي ذهب الدكتور خليفة رضوان إلي فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي اصدر تعليمات فورية لتبنّي هذه الخصومة ونزع فتيل الفتنة. وبالفعل برعاية شيخ الأزهر. أنهت لجنة المصالحات علي إحدي أكبر الخصومات الثأرية في الصعيد بل في مصر كلها. بقرية برديس التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج. بين عائلتي الشيمي وأبو نحيلة في خصومة استمرت أكثر من ثلاث سنوات راح ضحيتها 13 فردًا من العائلتين والعائلات الأخري من خارج القرية عن طريق الخطأ. تم الصلح تحت رعاية اللواء محمود عثمان عتيق- محافظ سوهاج- ومعه أبطال الأمن الذين بذلوا جهودا جبارة للحفاظ علي الأمن بالقرية. وكانوا دائما في حالة استنفار وعلي رأسهم اللواء إبراهيم صابر- مساعد الوزير. مدير الأمن بسوهاج- ومعه اللواء أيمن السيسي- نائب مدير الأمن لقطاع الجنوب- والعميدان حسين حامد- مدير إدارة البحث الجنائي- ومحمد توفيق- رئيس المباحث- والعميد عصام غانم- من إدارة الأمن الوطني. تحدث الجميع عن دور العقيد محمود علي حسن- رئيس فرع البحث بالجنوب- الذي قاد عملية الصلح بين الطرفين وإطفاء الفتنة واللواء عبد الحكيم ألعلكي- نائب مدير الأمن لقطاع الشمال. وابن برديس- الذي كان له دور كبير لإتمام الصلح. وأيضا العميد عبد المنعم العلكي- وكيل إدارة مرور سوهاج- والدكتور نبيل نور الدين- رئيس الجامعة- والدكتور احمد حمادي- مدير عام المناطق الأزهرية بسوهاج- والدكتور محمد زكي- أمين عام الدعوة والفتوي بالأزهر- ووكلاء الوزارات بالمحافظة. والمهندس السيد شعيب- رئيس مدينة ومركز البلينا- ورؤساء المدن بالمحافظة. ولفيف من القيادات الشعبية والعديد من أبناء القري والنجوع والعمد والمشايخ ورجال الدين الإسلامي والمسيحي والآلاف من أبناء مدينة البلينا. حيث أقيم الصلح النهائي بملعب مركز شباب منشأة برديس. وبدأت المراسم بالاستماع لما تيسّر من القرآن الكريم . وشارك الأزهر الشريف الذي تبني الصلح بحضور الشيخ الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر د.احمد الطيب. شيخ الأزهر والدكتور الشيخ محمد زكي الأمين العام للدعوة. اقتداء بالسنة وصف د.عباس شومان. وكيل الأزهر ورئيس لجنة المصالحات بالأزهر. ما تم من أهل ¢برديس¢ بأنه اقتداء واهتداء بسنة سيد المرسلين صلي الله عليه وسلم. موجهًا حديثه لعموم المصريين والمسلمين. مطالبًا باستحضار هذا الفرح العظيم بين أهل برديس لإتمام الصلح والعيش في أمان. ووجه الشكر للإخوة المسيحيين لمشاركتهم قائلا : أنتم حفلنا. فأنتم مع علماء الأزهر مثل وقدوة لمصر الحقيقية. وليت جميع المصريين يتأسون ويقتدون بكم لأنكم تضربون المثل العليا لكل أصحاب الجراح والآلام في السعي للخير والسلام. أوضح أن درجات الصلح أربع. أولها: أن يأخذ الإنسان حقه عن طريق السلطات. ولكن الأفضل أن يسلك مسلك العفو والصلح. قال تعالي ¢والكاظمين الغيظ¢ فلا تمتد يده بالإيذاء وهذا حسن. ولكن الأفضل منها ¢والعافين عن الناس¢ بأن يتغلب الإنسان علي غيظه فيعفو ويصفح. أما الأعلي شأنا ¢والله يحب المحسنين¢ فأهل برديس لم يكتفوا بل ارتفعوا فكانوا من المحسنين وبرهنوا بفعلهم علي أن أبناء سوهاج نفخر بهم جميعًا. وقدم الشكر إلي جميع المتألمين ومن أصيبوا في هذه الأحداث عن طريق الخطأ من خارج القبيلتين بمبادرتهم بالعفو طالبًا منهم أن يحتسبوا أجرهم عند الله ويفخروا بأنفسهم لأنهم عفوا وأحسنوا. وكذلك لكل من ساهم في هذا العمل الخير. وطالب بمنح جائزة خاصة لكل مسئول يعمل علي رأب الخلاف وتحقيق الصلح بين المتخاصمين في كافة أنحاء مصر. وأشار الشيخ محمد زكي. الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر وعضو لجنة المصالحة. أن منهج الأزهر في تحقيق المصالحة يلتزم بكتاب الله وسنة رسوله فهو الدستور الذي نعمل من خلاله. ودعا مدير امن سوهاج اللواء إبراهيم صابر أصحاب سائر الخصومات لتري هذا الصلح لتحذو حذوهم. فلابد أن تسد منافذ شيطان الإنس والجن. وطالب الدكتور نبيل نور الدين- رئيس جامعة سوهاج. وابن القرية- بتحويل قرية برديس إلي مدينة حيث أن بها إمكانات وقدرات تؤهلها لأن تكون مدينة عظيمة وطالب بتحويلها إلي مركز. لقاء تاريخي من جانبه وصف اللواء محمود عتيق- محافظ سوهاج- الصلح بأنه تاريخي. مؤكدا أنه لابد أن نبني بلدنا بالعمل وان يعمل الفلاح في أرضه وكل في مجال عمله. وان البلاد لا تبني بالخصومة. فالقيادة السياسية الآن لديها إرادة قوية للارتقاء بالصعيد وخصوصا سوهاج. وأول دعائم البناء هو الأمن والاستقرار.