أعلن الدكتور إبراهيم نجم -مستشار مفتي الجمهورية- أن مرصد فتاوي التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية بدأ تفنيد شبهات الإرهابيين التي يستغلونها بهدف خداع البسطاء ومحدودي الثقافة من الشباب وذلك لاستخدامهم أدوات ينفذون من خلالها أجندتهم التفجيرية والتدميرية خدمة لمصالح خارجية تقوم بتمويلهم ودعمهم بأحدث الأسلحة لتفتيت المنطقة العربية والإسلامية في مساع من تلك الدول لإعادة الاستعمار بوجه مختلف وصورة متابينة . وأكد أن ¢مرصد فتاوي التكفير¢ أصدر تقريره الجديد حول ¢آيات القتال في القرآن وتوظيف التنظيمات الإرهابية السياسي لها أوضح فيه أن الجهاد الصحيح الشرعي المحقق لمقاصد الشريعة والذي يكون تحت راية الدولة لصد العدوان وتحرير الأوطان أمر شريف. وأثره هو الهداية. أما إطلاق اسم الجهاد علي التكفير. وسفك الدماء. وقطع الرقاب. وترويع الآمين. وتهجير الناس. وسبي النساء. ونقض العهود والمواثيق. ونشر الفزع. وتخريب الديار. فهذا هو الافتراء بعينه. ولا يحقق من مقاصد الشرع الشريف شيئا. بل هو يحقق التصور الظالم الذي يروجه الأعداء عن الإسلام. وأنه دين قد انتشر بحد السيف. فشتان ما بين الجهاد الذي جاء به النبي صلي الله عليه وسلم. والذي يندفع به العدوان. وينكسر به الشر. وبين ما تقترفه التنظيمات الإرهابية من إجرام في حق الإسلام. والحجة الدامغة التي تبين بطلان هذه التنظيمات الإرهابية هو قول الله تعالي لنبيه صلي الله عليه وسلم: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". وأضاف التقرير أن الجهاد بمعني القتال المسلح هو أحد المعاني التي لا تحصي للجهاد بمفهومه العام. ولا يجوز اللجوء إليه إلا دفاعا عن حرية الاعتقاد والضمير. وحرية الأوطان. مشيرًا إلي أن القتال هو الاستثناء المكروه لا القاعدة. والضرورة التي تقدر بقدرها وأضاف المرصد في تقريره: أن الإخراج من الديار وصد العدوان. هي الأسباب التي ذكرها القرآن الكريم في كل الآيات التي شَّرعت لهذا القتال. ففي الإذن بالقتال. يقول الله تعالي: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا - وَإِنَّ اللَّهَ عَلَي- نَصْرِهِمْ لَقَدِيرى. الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقّي إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ - وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضي لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعى وَصَلَوَاتى وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا - وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ - إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيّى عَزِيزى" الحج 39-40. فالقتال في الإسلام قتال دفاعي ضد الذين أخرجوا المسلمين من ديارهم. وفتنوهم في دينهم. ويشرع أيضاً لتحرير الأوطان لقوله تعالي "وأخرجوهم من حيث أخرجوكم". ولفت التقرير إلي وجود عدد من الآيات القرآنية التي يتم تحريفها عن سياقها وتأويلها غير ما تحتمل لتبرير عدد من السلوكيات المنحرفة عن صحيح الدين ومن أبرز تلك الآيات قوله تعالي: "فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدي فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورى رَحِيمى" التوبة 5وبين التقرير جملة من الأخطاء المنهجية التي وقعت فيها التنظيمات الإرهابية عند تفسيرها السقيم لآيات الجهاد في القرآن مفهوما وممارسة موضحا أن أول هذه الأخطاء يتمثل في الخلل في تضييق مفهوم الجهاد. بقصر الجهاد علي القتال. ثم اختزاله في القتل المحض. وقطع الرقاب. مع ادعاء أن هذا التشويه هو الجهاد الذي شرعه الله. حتي جعلوا الجهاد غاية. وهو وسيلة. يتم التوصل من خلالها إلي الهداية. فإذا صدت عن الهداية فقد انحرفت عن مسارها. وانعكس أثرها. وتحولت إلي ضرر محض. يصد الناس عن دين الله.