منذ عدة أيام أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس المتشددة التي تنشط في محافظة شمال سيناء في بيان لها مبايعتها لتنظيم ¢داعش¢ الارهابي. الأمر الذي وصف أنصار بيت المقدس بأنها ¢تنتحر¢ بهذا الإعلان. وقالت الجماعة في البيان الذي نشر علي الإنترنت ¢نحن اليوم وبعد أن توكلنا علي الله تعالي واستخرناه قررنا مبايعة أمير المؤمنين أبي بكر القرشي الحسيني البغدادي خليفة للمسلمين عامة في العراق والشام وفي سائر بلاد المسلمين¢. وأضاف البيان قائلا ¢نهيب بإخوتنا في أرض الكنانة وغزة وليبيا وسائر بلاد المغرب والمشرق ان يتوكلوا علي الله وينحو نحونا ويبايعوا أمير المؤمنين.. كي نوحد المسلمين ونجعل كلمة الله هي العليا ونرفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله عالية خفاقة فوق أرجاء المعمورة بأسرها¢. وأنصار بيت المقدس هي أكبر جماعة إسلامية متشددة وتشن منذ سنوات حملة ضد الحكومة أودت بحياة المئات من قوات الأمن في شبه جزيرة سيناء وخارجها. وقال بيان أنصار بيت المقدس ¢قيض الله للمسلمين في أيامنا هذه فرصة لا يجوز لأحد أن يتغاضي عنها ألا وهي إقامة الدولة الإسلامية وعلي رأسها أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي القرشي الحسيني حفظه الله ونصره علي أعداء الإسلام والمسلمين من صليبيين وعلمانيين وملحدين ومنافقين ومرتدين وحلفائهم¢. ¢نعاهد الله عز وجل أن نواصل جهادنا ضد قوات الردة واليهود إلي أن ينصرنا الله عليهم وينتقم لشهدائنا وضحايانا ويعيد البلاد لأصحابها وهو العلي القدير¢. وكانت مصادر أمنية مصرية قالت قبل أسابيع إن جماعة أنصار بيت المقدس أقامت صلات مع الدولة الإسلامية. حركات إرهابية وفي أول رد فعلي رسمي علي هذا البيان أدان مستشار مفتي الجمهورية د.إبراهيم نجم. بشدة ما أعلنته جماعة ¢أنصار بيت المقدس¢ الإرهابية من انضمامها لتنظيم داعش الإرهابي ومبايعتها للمدعو أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين. وأكد د.نجم أن تلك الحركات الإرهابية الصريحة والخفية توهم نفسها بالقدرة علي إحداث هزة في الأمن الوطني المصري . موضحاً أن ذلك الوهم دليل جهل مطبق لديهم وعدم دراية بقدرات الأمن المصري في مكافحة الإرهاب منذ حقبة الستينيات وما تلاها مشيراً أن رمال سيناء غالية علي المصريين جميعا بمختلف انتماءاتهم السياسية والوطنية ولن يسمحوا لكائن من كان المساس بها. وأضاف الدكتور نجم. أن ما نشهده اليوم من قتل وسفك للدماء وترويع للآمنين تحت مسمي الخلافة الإسلامية المزعومة يُعد إساءة عظيمة وتشويه كبير للإسلام والمسلمين وأيضاً لتاريخ المسلمين وتراثهم القديم. واستخدام لتعاليم لدين الإسلامي بغرض تحقيق مكاسب ضيقة وجذب البسطاء ممن ينطلي عليهم استخدام الشعارات الدينية. والذي يؤدي بدوره إلي أن انتشار العنف والصراعات الدينية في مناطق العالم المختلفة تحت دعاوي الحروب الدينية. وأضاف د.نجم: لابد من التصدي وبحزم إلي تلك الدعوات والجماعات المتطرفة هنا وهناك حتي لا نجد أنفسنا أمام مئات من الخلافات المزعومة المتناحرة. والتي ستؤدي وبلا شك إلي تقويض الدول القائمة وليس إقامة دولة إسلامية. ودعا وسائل الإعلام المختلفة إلي تبني المصطلحات الصحيحة في توصيف تلك الجماعات والحركات. وعدم الانجراف في تبني المسميات التي تطلقها تلك الحركات علي أنفسها كمصطلح الدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية. فهي من جانب تحاول أن تحصل علي توصيف الدولة وهي ليست كذلك. كما أنها تحاول أن تلصق صفة الإسلامية إليها علي غير الواقع. فلا هي دولة ولا هي تمت للإسلام بصلة. من جانبه قال الدكتور ناجح إبراهيم- المفكر الإسلامي والقيادي السابق بالجماعة الإسلامية-: انه يتوقع نهاية تنظيم داعش خلال الفترة المقبلة. مؤكدا أن هذا التنظيم يقدم ¢سوبر كفر¢ أي كفرا شديدا. لافتاً إلي أنه ليس التكفير العادي الذي عرفناه. حيث فاقت الظواهري وغيره. لأنها تكفّر حتي الأحزاب ذات المرجعية الدينية. منها حزب النهضة التونسية. والعدالة والتنمية بتركيا. وكذا أردوغان. كما تكفّر حزب الحرية والعدالة والبناء والتنمية والنور المصريين. مشيرا إلي أن هناك 17 آية في القرآن تدعو للصلح والمسامحة. وأن ¢داعش¢ يقرأون الإسلام من ¢نعالهم¢. وقال محمود محيي الدين الخبير في الشؤون الإقليمية والاستراتيجية إن اعلان ¢ أنصار بيت المقدس¢ مبايعتها للبغدادي بمثابة انتحار لهذا التنظيم الإرهابي الذي باتت أيامه معدودة في سيناء. لان لا الجيش المصري ولا الشعب سيقبلان بهذا الهراء علي ارض سيناء الغالية. مؤكدا أن تهديدات ¢داعش¢ التي وجهها للجيش المصري جوفاء. وأضاف أن هذه الجماعات المتطرفة ماهي إلا أداة الهدف منها تدمير الدول العربية الكبري وعلي رأسها مصر.