حذَّر أولياء الأمور والمدرِّسون من وجود مخططات خارجية تتربص بلغتنا الأم وتسعي جاهدة لإضعافها وتهميشها. بكافة السبل والوسائل وإحلال اللغات الأجنبية مكانها. وفي ¢شبه¢ اتفاق سرّي يقوم مسئولونا علي مختلف الأصعدة بتنفيذ مخططات العدو الخارجي! أكدوا أن لغتنا هي سر حياتنا ورمز بقائنا. رافضين شعار ¢سوق العمل عاوز كده¢ والذي يطلب خريجين يجيدون اللغة الأجنبية ولا يركزون علي اللغة العربية. شكوا من ضعف مستوي أبنائهم في اللغة العربية وعدم قدرتهم علي القراءة والكتابة بصورة صحيحة لأن المناهج التعليمية تركز علي اللغة الإنجليزية علي حساب العربية والتربويون يرون أن المدارس غير مسئولة عن تراجع مستوي اللغة العربية وفقدان بعض الطلبة أدوات التواصل والسبب اهتمام اولياء الطلبة بتعليم أبنائهم الإنجليزية علي حساب أي شيء والتفاخر بذلك. * يري جمال علام أن ابنه لا يستطيع أن يكتب خطاباً من دون أخطاء إملائية ونحوية ورداءة الخط وعدم ترابط الجمل علي عكس مستواه في اللغة الإنجليزية التي يجيدها قراءة وكتابة. فالنظام التعليمي والمناهج الدراسية يلعبان دوراً رئيسياً في تهميش اللغة العربية ولا يتمكن من قراءة الجريدة. ويتهجي أسماء المحال والإعلانات الموجودة في الشوارع حتي محادثاته علي مواقع التواصل الاجتماعي كلها باللغة الانجليزية وأنا قلق من تدهور مستواه في اللغة الأصلية ما يؤثر في هويته ومستقبله. * صالح صقر يؤكد أن ابنته لا تهتم باللغة العربية بزعم أنها لن تحتاجها عقب المرحلة الثانوية لأن التعليم الجامعي كله باللغة الانجليزية والعمل يشترط إجادة الانجليزية ولا يتطرق إلي اللغة العربية. ويحذر من استمرار تهميش اللغة العربية في المدارس لأنه سيؤدي مستقبلاً إلي عواقب وخيمة خصوصاً أن اللغة العربية هي أساس الهوية والدين والحضارة والثقافة وتهميشها يؤدي إلي الانسلاخ من كل ما ترتبط به اللغة. ويجب توعية الطلبة بأن اللغة العربية هي كيان وثقافة ومستقبل وليس مجرد درجات يحصّلها الطالب في اللغة العربية. * فيما يري عزت مسعد أن تراجع مستوي اللغة العربية بين الشباب وعدم مقدرة العديد منهم علي الكتابة والقراءة بشكل صحيح سببه انتشار المدارس الأجنبية بشكل كبير وتدريس المناهج من رياض الأطفال باللغة الانجليزية. فالمناهج والقصص المقروءة في رياض الأطفال تدرَّس باللغة الإنجليزية وبذلك ننقل ثقافة كاملة للغة دخيلة تترسخ في وجدان الاطفال إضافة إلي أن هذه المدارس تهمش اللغة العربية ولا تعطيها الأهمية المناسبة. والإعلام أيضاً له دور كبير في تهميش اللغة العربية. * ويؤكد محمد سعيد- مدرس- عدم مسئوليتهم عن ضعف بعض الطلاب في اتقان اللغة العربية وحمّلوا الأهل المسئولية نتيجة تفاخرهم بالحديث باللغة الإنجليزية لأنها تضفي عليهم مكانة اجتماعية وتوحي بعلمهم الوافر بلغات أخري وعدم إلزام الأبناء منذ الصغر بالحديث باللغة العربية وتشجعهم علي الكتابة والقراءة بها فالطلبة يأتون إلي المدرسة بمفردات لا تمت إلي اللغة بصلة اكتسبوها منپالاعلام. يضيف محمد سعيد: والتعليم العالي وسوق العمل أيضا لعبا دوراً أساسياً في تهميش اللغة العربية وعدم اهتمام الطلبة والأهل بها وتركيزهم علي اللغة الانجليزية خصوصاً أن الالتحاق بالجامعة يتطلب الحصول علي درجات مرتفعة في اللغة الانجليزية والحصول علي عمل في الدولة شرطه الأول إجادة اللغة الإنجليزية تحدثاً وكتابة ومحاربة ظاهرة تهميش المجتمع لها. ?أما التحدي الأخطر الذي يواجه اللغة العربية اليوم ولعله يميزها عن غيرها فهو الاتفاق غير المعلن بين واضعي السياسات العامة في كل بلدان اللغة العربية وبين علماء اللغة نفسها علي تهميشها وإضعافها فواضعو السياسات يؤكدون في قراراتهم تكريسها لغة وحيدةپلبلدانهم مع أنهم يعملون في ممارساتهم اليومية علي تحنيطها وعزلها عن الحياة وعلماء اللغة يشتكون من تهميش الساسة لها في التهميش بكسلهم عن خدمتها صحيح أن هناك قرارات ومؤسسات ومراكز بحث وجامعات عربية وإقليمية وجودها فيما يتعلق باللغة لم يتجاوز الوجود بالقوة لأن القرارات بلا تطبيق بالفعل!