الغرانيق عند العرب : جمع غرنوق وهو الطير الأبيض. والعرب كانت تشبه أصنامها بالغرانيق أي: الطيور البيض. معتقدة أن هذه الأصنام ترتفع كالطير الابيض لتشفع لهم عند الله عز وجل . ولقد كذب الكذوب في الإعلام وادعي أن البخاري نسب للنبي مدح الغرانيق - الأصنام - وألقي الشيطان علي لسانه وهو يقرأ سورة النجم جملة ¢وتلك الغرانيق العلي وأن شفاعتهن لترتجي¢ وبعدها سجد ومن معه. وسجد المشركون أيضا لأنه مدح آلهتهم. والحقيقة أن الإمام البخاري ما سجل هذه الجملة البتة. والذي يدعي ذلك عليه بالدليل وليقل أين ذكر البخاري¢ كلمة الغرانيق العلي¢؟ وفي أي صفحة من كتابه مدحها؟ وهذا كتاب البخاري بين أيدينا. ولم نشاهد ما ذكر الكذوب . فكيف بضيف يهرطق علي الهواء بهذا العبط والفجور البواح؟ إن الواجب أن يستدعي حالا. ليثبت صحة ما قال وإلا فلتعتذر القناة لمشاهديها لكونها أخطأت في اختيار ضيوف لا يرقون لدرجة العلماء ليتكلموا بهذا المستوي المتدني في الدين . ومعلوم أن هذه القصة باطلة ولا أساس لها في أي كتاب صحيح وقد ذكرها المشركون قديما ويروجها الشيعة الآن علي مواقعهم بكثرة ويبدو أن الضيف الكذوب تأثر بهم ويريد أن يروج لفكرهم في بلادنا خاصة مصر وعبر إعلامها ليكون للشيعة موضع قدم في مصر الأزهر عن طريق هؤلاء الأفراخ!! ومن أراد الدليل علي أن الضيف الرويبضة يروج للفكر الشيعي في مصر من خلال الكذب علي علماء الأمة لتقل هيبتهم في قلوب الناس فليذهب إلي موقع الشيعي علي الكوراني¢ إذ فيه نفس ما نطق به الرويبضة الكذوب بالنص علي الإمام البخاري إذ كتب الرجل قائلا :"البخاري يذكر قصة الغرانيق ويكذب علي النبي" ثم يذكر أن البخاري ساق القصة في ستة مواضع. ويذكر المواضع الستة . وليس فيها موضع واحد جاءت فيه قصة الغرانيق.. ولما لم يفلح في تحقيق صدق الاتهام يعقب قائلا : ويبدو أن البخاري حذف قصة الغرانيق عمدا!!! انتهي. إذن هناك يد شيعية تلعب بعقول البعض في الإعلام عندنا. وتجند لها جنودا يروجون لما تريده هذه اليد فكان الضيف وكانت أكاذيبه ومنها قصة الغرانيق. المزعومة ونسبتها كذبا لأمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري. ونحن علي يقين أن المشركين لما روجوا لها قديما ما نالوا القبول و الصدق عند سامعيهم . وهم أنفسهم ما سجدوا ساعة أن سمعوا سورة النجم بسبب مدح النبي لأصنامهم -إن هذا إلا اختلاق.. بل سجدوا حقا لمّا سمعوا آيات السورة ووقعت عظمة معانيها علي قلوبهم ورأوا روعة أسلوبها وقوة بيانها في أفئدتهم . ولم لا؟ وقد رأينا الوليد بن المغيرة وهو قمة من قمم الكفر عندهم في مكة يسمع القرآن من النبي المصطفي فيأسره بسحر بيانه فيقف أمام النبي متعجبا ويهرع بعد ذلك إلي قومه مسرعا ويصف لهم ما سمع من القرآن العظيم قائلا بكل صدق ودون مواربة "والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلي عليه" إنها كلمات وصفية رائعة يجب أن تكتب بماء الذهب تخرج من فم مشرك ليرد بها علي المشركين وأعداء الدين في كل وقت وحين.. ثم ها نحن نسأل الرويبضة وأساتذته أين هو مدح الرسول للأصنام في سورة النجم والتي تحدث البخاري عن سجود النبي والمشركين عند تلاوتها فقط .. إن الآيات فيها تقول ¢ "أفرأيتم اللات والعزي ومناة الثالثة الأخري ألكم الذكر وله الأنثي تلك إذن قسمة ضيزي إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان" فهل هذا مدح للأصنام أم توبيخ وتبكيت بها ؟ ثم هل لدي الرويبضة ومن علي شاكلته سورة للنجم فيها آيات غير هذه الآيات؟ وهل لديهم كتاب للبخاري غير ما نعرف فيه المدح المزعوم للأصنام وتوضيحات غير هذه الكلمات المسجلات؟ ثم هل علم الكاذبون والمفترون أن علماءنا تعقبوا أسلافهم من المفترين. وجلدوهم بالحجج القوية والبراهين وأبطلوا ما يقولون من افتراءات وشبهات علي الإسلام خاصة هذه الشبهة .؟ فهذا الإمام ابن كثير يقول عن طرقها "قد جاء قصة الغرانيق من طرق كلها مرسلة ولم أرها مسندة من وجه صحيح.. ثم ذكر هذه الطرق وأثبت في كل واحدة منها صحة حكمه". والشوكاني يقول عنها "ولم يصح شئ من هذا ولا ثبت بوجه من الوجوه" وابن حجر يقر بعد ثبوت شيوع القصة "إنها جاءت بطرق كلها إما منقطعة أو ضعيفة" والقاضي عياض ينفي تماما أن يكون الشيطان أثر علي رسول الله صلي الله عليه وسلم - ووضع علي لسانه مدحا للغرانيق ويقول "إن الأمة أجمعت فيما طريقه البلاغ أن النبي معصوم فيه من الإخبار عن شئ بخلاف ما هو عليه قصدا . ولا عمدا . ولا سهوا . ولا غلطا" والإمام الرازي له كلام نفيس في ذلك ينفي فيه أن يلقي الشيطان علي لسان الرسول مدحا للأصنام ويقول "إن الكلام الموحي به إلي الرسول.. محوط بمعجزة تبين للرسول أن الذي بلغه ملك معصوم لا شيطان مضل". حقا القصة باطلة والشيطان أعجز من أن يصل للرسول ليلقي علي لسانه كلمات تغاير الحقيقة. إنه لا يستطيع أن يصل إلي المخلصين ويخشاهم "إلا عبادك منهم المخلصين" فكيف بمن علّم الناس الإخلاص وأسراره؟ إن الشيطان كان إذا رأي سيدنا عمر خاف وفر إلي طريق أخر فكيف بأستاذ عمر-صلي الله عليه وسلم - هل يستطيع شيطان أن يقترب منه؟ أفيقوا يا أهل الإعلام. واتقوا الله في دينكم وسنة نبيكم ولا تنشروا إلا الحق والله من وراء القصد وهو الهادي إلي سواء السبيل.