علمت عقيدتي أن لجنة تطوير التعليم ما قبل الجامعي في الازهر تلقت تعليمات صارمة من مكتب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بعدم الخوض في أي تصريحات إعلامية حول الملفات التي تدرسها اللجنة بشأن تعديل وتطوير المناهج الدراسية التي يدرسها طلاب قطاع المعاهد الأزهرية علي اختلاف مراحلها. وشدد شيخ الأزهر علي أعضاء اللجنة بعدم الخوض في أي أحاديث خارج إطار اللجنة خاصة فيما يخص تعديل المناهج الشرعية منعا لإثارة اللغط والجدل في الشارع المصري خاصة في ظل تصاعد حدة الهجوم علي الأزهر سواء في التعليم ما قبل الجامعي أو في التعليم الجامعي. علي الجانب الآخر علمت عقيدتي أن اللجنة استقرت بالفعل علي ضرورة تنقية مناهج المرحلة الثانوية تحديدا من الأمور التي تثير الخلافات وتؤدي بالتالي إلي تشويش ذهن الطالب في تلك المرحلة العمرية الحرجة وهو ما يأخذه البعض علي الازهر باعتبار أن تلك المواد مثيرة للخلاف ورغم صدور تصريحات واضحة من عدد من القيادات الأزهرية بأن الأزهر لن يتعرض لكتب التراث وهو ينقي ويطور مناهجه فإن معلومات شبه يقينية تؤكد أن هناك بعض كتب التراث سيتم دراستها دراسة وافية تمهيدا لتخفيف بعض أجزائها من خلال تخفيف عدد تلك الكتب مع مراعاة الحفاظ علي الأصالة وربطها بما يناسب تطورات العصر مع احتفاظها بخصوصيتها والعمل علي حذف الحشو والتكرار في المعاهد الأزهرية المختلفة علي أن يتم إعلان تفاصيل ما قامت به اللجنة علي البوابة الإلكترونية للأزهر الشريف مع تفنيد كامل للأسباب التي دعت لهذا الحذف أو التخفيف منعا لاستغلال ذلك من قبل بعض أعداء الأزهر في الداخل والخارج لتشويه المشيخة بشكل أو بآخر. كان الإمام الأكبر قد ترأس أخيرا الاجتماع الدوري مع اللجنة العليا لإصلاح التعليم قبل الجامعي بالأزهر الشريف. وهي اللجنة التي تم تشكيلها في سبتمبر الماضي برئاسة وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان وانحصرت مهمتها طبقا لبيان المشيخة في ذلك الوقت في تحديث المناهج وتنقيتها من بعض الافتراضات التي لم تعد تناسب العصر. وإدراج المشكلات المعاصرة في المناهج الدراسية. لتحصين الطلاب ضد الأفكار المعوجة والشاذة. بالإضافة إلي تخفيف العبء الدراسي عن الطلاب. مع المحافظة علي التراث الإسلامي. وتقييده في ثوب معاصر يناسب الواقع ومشكلاته. ويثبت المعلومة في ذهن الطالب. من جانبه علق الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر ورئيس لجنة التطوير علي ما تردد قائلا: تشكيل لجنة لحذف المسائل الخلافية المثارة من المناهج خبر لا اساس له من الصحة فلجان اصلاح التعليم تعمل منذ سنة ولاعلاقة لعملها بمايثار في الاعلام ولا حذف لشيء الا ماتراه اللجنة حشوا لا يناسب العصر وليس الاعلام هو من سيرسم خريطة المناهج الازهرية لاسيما والجميع يعلم ان الشبهات المثارة مقصودها التشويه والافتراء سمتها الغالبة ومعظمها ليس بالمناهج. علي الجانب الآخر كشفت مصادر مطلعة داخل المشيخة أن لجنة تطوير التعليم تُكثف جهودها لإنجاز الشكل النهائي لخارطة المناهج الجديدة التي أوشكت علي الانتهاء لافتة إلي أن الخطة الجديدة تتضمن تطويرا شاملا لكل المناهج بما يواكب العصر دون ترك كتب التراث التي هي أساس الدراسة بالأزهر. بالإضافة إلي دمج بعض المواد العربية والشرعية مثل النحو والصرف والبلاغة والأدب والنصوص والمطالعة. وإعادة تأليف الكتب بأسلوب جديد يسهل علي الطالب دراستها. وتخفيف بعض المناهج والنصوص.