نزل فيهن عدة تشريعات. منها قوله تعالي لرسول الله صلي الله عليه وسلم حينما أردن زيادة النفقة وتظاهرن علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فاعتزلهن شهراً ثم نزلت آيات الله الكريمات لهن "يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن واسرحكن سراحاً جميلاً "28" وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعدّ للمحسنات منكن أجراً عظيماً "29"" الأحزاب. فكانت آيات التخيير لنساء النبي صلي الله عليه وسلم خاصة حينما ثارت غيرتهن بسبب حمل مارية القبطية في ابنها ابراهيم عليه السلام. إلا أنهن جميعاً اخترن الله ورسوله والدار الآخرة. ثم كان المنهج الذي ارتضاه الله ورسوله لهن كأمهات المؤمنين عليهن واجبات ينبغي مراعاتها كزوجات لرسول الله صلي الله عليه وسلم وسلم وقائد الأمة الإسلامية قال تعالي في سورة الأحزاب أيضاً "يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك علي الله يسيراً "30" ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين واعتدنا لها رزقاً كريماً "31" يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً "32" وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً "33" واذكرن ما يتلي في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً "34"" الأحزاب. وحينما التزمن جميعاً بأوامر الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسيلم كافأهن الله تعالي بألا يتزوج النبي صلي الله عليه وسلم غيرهن قال تعالي "لا يحلّ لك النساء من بعد ولا أن تبدّل بهن من أزواج ولو أعجبك حُسنُهُن إلا ما ملكت يمينك وكان الله علي كل شيء رقيباً" الأحزاب/.52 كذلك نزلت آيات الحجاب لنساء النبي صلي الله عليه وسلم وللمؤمنات قال تعالي "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدني أن يُعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً" الأحزاب/.59 كذلك حدد لنساء النبي معاملاتهن مع الصحابة وجعل لهم مكانة قدسية كزوجات رسول الله صلي الله عليه وسلم لهن حدود ينبغي ألا يتعّدها أحد داخل بيوتهن وخارجها ولهن حجاب خاص بهن كأمهات للمؤمنين قال تعالي "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلي طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لايستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وماكان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً" الأحزاب/.53 وقد نزلت "آية الحجاب" حينما ظل بعض الصحابة ملتزمين بالجلوس في بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم زفاف النبي صلي الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش وظل يطوف بنسائه ثم يعود لهم حتي انصرفوا. فعلَّمهم الله تعالي كيفية التعامل مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في بيته حيث له حرمة ينبغي احترامها هو وأهل بيته جميعاً. كذلك نزلت آيات عديدة في نساء النبي كل حسب التشريع الذي يناسب قضيتها. مثل حديث الإفك وموقف الله تعالي منه بشأن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وتبرئتها من فوق سبع سموات في سورة النور ثم التشريع الذي نزل في زواج أم المؤمنين زينب بن جحش من زيد بن حارثة مولي رسول الله صلي الله عليه وسلم. ثم الأمر بزواج النبي صلي الله عليه وسلم بها. كذلك نزل في أم المؤمنين حفصة حينما ذكر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كاد أن يطلّقهن. كذلك مانزل في مارية القبطية أم ابراهيم عليه السلام كذلك عتقها بعد انجابها ابنها فكان تشريعاً من رسول الله صلي الله عليه وسلم أصبح سُنّة بعده.. الخ.