أكد العلماء والدعاة إلي أن التحرش وأزمته جزء من إشكالية كبري تشمل كل مشكلات الحياة وهي الأزمة الأخلاقية وأوضحوا أن من صفات ديننا الحنيف الذي علمنا القيم النبيلة وترجم هذا بالخلق والإبداع والتميز وأن نكون نموذجا يحتذي به لحسن الخلق بل إن من أسباب تجاوز الله عن العبد يوم القيامة حسن الخلق.. وأضافوا أن الأخلاق الحسنة هي أعظم ما تعتز به الأمم وتمتاز عن غيرها . ولأنها تعكس ثقافة الأمة وحضارتها. في البداية يؤكد الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان. أن مصر تعاني أزمة أخلاقية وهذا هو الواقع الذي نلمسه جميعا من خلال العديد من المواقف وبدلا من أن نستغل ثورتنا المباركة في الأعمال الطيبة أدت الثورة إلي إظهار أسوأ ما فينا من أخلاق سيئة رغم أن هناك جوانب طيبة كان يجب أن نستثمرها وعلينا أن نجدد أخلاقنا وحسن أفعالنا والصبر وتحمل الأذي مثل رسولنا الكريمپ . وأضاف حسان : من صفات ديننا الحنيف الذي علمنا القيم النبيلة وعلينا أن نترجم هذا بالخلق والإبداع والتميز وأن نكون نموذجا يحتذي به لحسن الخلق وأن نضاعف إنتاجنا فنحن لسنا أقل من شباب اليابان وكوريا والصين وغيرها . وأشار الشيخ حسان. الي أن من أسباب تجاوز الله عن العبد يوم القيامة حسن الخلق. فإن حذيفة رضي الله عنه قال فيما رواه عن الرسول صلي الله عليه وسلم : أُتي الله بعبد من عباده آتاه الله مالا فقال: ماذا عملت في الدنيا قال: يا رب آتيتني مالا فكنت أتجاوز علي الموسر وأنظر المعسر. فقال الله: أنا أحق بذا منك. تجاوزوا عن عبدي¢. وحسن الخلق هو الذي لفت إليه النبي صلي الله عليه وسلم إذا تقدم إليك من يخطب ابنتك فقال: ¢إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه¢ وفي رواية: ¢خلقهُ ودينه¢ فهذا هو الشيء الذي ينظر منه إلي الخاطب. أشار إلي أن حكمة الله البالغة اقتضت أن يجعل في البشر أخلاقا عالية. وكذلك أخلاقا سافلة. وعند المقارنة يظهر حسن هذا وقبح ذاك» لأن الضد يظهر حسنه الضد. وبضدها تعرف الأشياء . فلولا الظلام ما عرفت فضيلة النور. ولولا أنواع البلايا ما عرفت قيمة العافية. ولولا خلق الشياطين والهوي والنفس الأمارة بالسوء لما حصلت عبودية الصبر والمجاهدة وترتب الأجر والجنة عليهما.. عارضا الي انه عندنا محاسن الأخلاق ومساوئ الأخلاق. فإذا قلت: محاسن الأخلاق مثل: الصدق. والأمانة. والوفاء. والإيثار. والكرم. والعفة. وكظم الغيظ. والتواضع. والإخلاص. والعدل. وغير ذلك» فإنك إذا قارنتها بغيرها تتبين جمال هذه الأخلاق. وضدها مثل: الكذب. والنفاق. والغدر. والخيانة. والبخل. والرياء. والكبر. والعجب. والمفاخرة. والحسد. والطمع. والحقد. والظلم. وغير ذلك من الأخلاق . وكما أن حسن الخلق منجاة ونجاح. فسوء الخلق ضياع ودمار. ولا بد إذا من الالتزام والتمسك بهذه الأخلاق الحسنة. مكارم الأخلاق يؤكد الدكتور إبراهيم شعيب .الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية . أن الأخلاق الحسنة هي أعظم ما تعتز به الأمم وتمتاز عن غيرها . والأخلاق تعكس ثقافة الأمة وحضارتها . وبقدر ما تعلو أخلاق الأمة تعلو حضارتها وتلفت الأنظار لها ويتحير أعداؤها فيها . وبقدر ما تنحط أخلاقها وتضيع قيمها تنحط حضارتها وتذهب هيبتها بين الأمم . وكم سادت أمة ولو كانت كافرة وعلت علي غيرها بتمسكها بمحاسن الأخلاق كالعدل وحفظ الحقوق وغيره . وكم ذلت أمة ولو كانت مسلمة وضاعت وقهرت بتضييعها لتلكم الأخلاقپ أضاف : إذا شاعت في المجتمع الأخلاق الحسنة من الصدق والأمانة والعدل والنصح أمن الناس وحفظت الحقوق وقويت أواصر المحبة بين أفراد المجتمع وقلت الرذيلة وزادت الفضيلة وقويت شوكة الإسلام . وإذا شاعت الأخلاق السيئة من الكذب والخيانة والظلم والغش فسد المجتمع واختل الأمن وضاعت الحقوق وانتشرت القطيعة بين أفراد المجتمع وضعفت الشريعة في نفوس أهلها وانقلبت الموازين قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ¢سيأتي علي الناس سنوات خداعة» يصدق فيها الكاذب. ويكذب فيها الصادق. ويؤتمن فيها الخائن. ويخون فيها الأمين. وينطق فيها الرويبضة. قيل: ومن الرويبضة يا رسول الله؟! قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة وأشار إلي أن المتأمل في أحوال أمة الإسلام يلحظ ضعفا شديدا في الجانب الأخلاقي وتظهر هذه الأزمة الأخلاقية في مختلف الميادين ولا نجاة من أزماتنا المتلاحقة إلا بالعودة إلي الأخلاق الحميدة ضعف التدين يشير الدكتور مصطفي مراد .الأستاذ بجامعة الأزهر . إلي أن من أسباب الأزمة الأخلاقية ضعف التدين في نفوس المسلمين.التصور الخاطئ لشرائع الإسلام و أحكامه وروحه . غياب القدوة الصالحة في كثير من المجالات . طغيان الجانب المادي و الاهتمامات الدنيوية في العلاقات والأعمال.وقلة البرامج التوعوية والأنشطة التي تعني بالجانب الأخلاقي .وقلة التربية الخلقية في مناهج التعليم علي كافة المستويات . وعدم سن أنظمة وقوانين تحافظ علي المبادئ والقيم الأخلاقية العامة وتوقع العقوبات المناسبة علي مرتكبي الجرائم الأخلاقية المتجددة. وعرض الي أن هذه الأمة كالغيث لا ينقطع خيرها وفيها خير كثير. ولا ينبغي لأحد أن يحكم علي الأمة جمعاء بفقدها الخلق الحسن أو الفساد أو نحو ذلك من الأحكام الجائرة التي تشعر باليأس والإحباط والقنوط , وليس هذا سبيل المؤمن المتبصر في دينه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :¢ إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم ¢. وإنما المؤمن ينبه علي الأخطاء ويعالجها ويحسن الظن بربه ولا يقطع الرجاء به. وانهي الدكتور مصطفي مراد كلامه مؤكدا أن الأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة من محاسن هذا الدين وقد بعث النبي صلي الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق وقد أوصي النبي صلي الله عليه وسلم بحسن الخلق فقال :¢ وخالق الناس بخلق حسن ¢ . وقال الله عز وجل :¢ وقولوا للناس حسنا ¢