* يسأل صلاح عبدالحميد شعبان من بورسعيد:لماذا ضم الله تعالي استغفار الرسول- صلي الله عليه وسلم- إلي استغفاره سبحانه في قوله تعالي: ".. ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما" أما كان يكفي استغفار العصاة لله من غير أن يستغفر لهم الرسول- صلي الله عليه وسلم- في قبول توبتهم؟ ** يقول الشيخ عثمان عامر من علماء الأزهر: يقول الله تعالي: "وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله. ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما.." آية رقم 64 من سورة النساء وقد ضم الله تعالي استغفار الرسول- صلي الله عليه وسلم- إلي استغفاره سبحانه شرطا لقبول توبة هؤلاء المذنبين وذلك لعدة أمور: 1- أن القوم الذين تتحدث عنهم الآية الكريمة تحاكموا إلي الطاغوت وهذه مخالفة صريحة لحكم الله تعالي وفيه إساءة إلي الرسول- صلي الله عليه وسلم- لأنهم لم يرضوا بحكمه - صلي الله عليه وسلم- وهو المبلغ عن ربه. 2- أن هؤلاء القوم لما لم يرضوا بحكم الرسول- صلي الله عليه وسلم- كان هذا تمردا منهم عليه- صلي الله عليه وسلم- فإذا هم تابوا كان لابد أن يأتوا بما يفيد زوال هذا التمرد. وهو أن يذهبوا إلي الرسول- صلي الله عليه وسلم- ويستغفروه. 3- في استغفارهم للرسول- صلي الله عليه وسلم- إجلال له- عليه الصلاة والسلام- وهو جدير بهذا الإجلال لأن الله تعالي خصه بوحيه وأكرمه برسالته وجعله سفيراً بينه وبين خلقه. وهؤلاء العصاة معاصرون له فلماذا لا يأتون إليه ويطلبون منه الاستغفار لهم. 4- استغفار الرسول- صلي الله عليه وسلم- ينفع المستغفر حتي بعد وفاته- صلي الله عليه وسلم- فقد ورد عن الإمام العتبي أنه قال: كنت جالسا عند قبر النبي- صلي الله عليه وسلم- فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله. لقد سمعت الله يقول: "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك" الآية. وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك عند ربي ثم أنشأ يقول: يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم قال العتبي: ثم انصرف الأعرابي فرأيت النبي- صلي الله عليه وسلم- في النوم فقال: ياعتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له ج10 ص162 التفسير الكبير للفخر الرازي فإذا كان استغفار الرسول- صلي الله عليه وسلم- ينفع بعد وفاته فهو في حياته أكثر نفعا وأعظم فضلا.