پأدان علماء الإسلام وأساتذة الاجتماع وعلم النفس . ما يمارسه البعض من إقصاء للمخالفين له في الرأي أو العقيدة لأن هذا ينافي تعاليم الإسلام .. وطالبوا بنشر الوعي الديني وتقوية سلطة القانون الذي يحمي المستضعفين من أصحاب دعاوي الإقصاء لتخلو الساحة لهم .. واستشهدوا بمواقف من حياة الرسول صلي الله عليه وسلم باعتباره القدوة والمثل الأعلي للمسلمين في التعايش السلمي مع المخالفين له في العقيدة والرأي عندما أراد أن يكون دولته الوليدة بالمدينةالمنورة. رفض الدكتور طه أبو كريشة . عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر .أن تكون هناك تجاوزات أو إقصاء للمخالفين في الرأي أو التسفيه منهم والتطاول عليهم فقال الله تعالي : ¢ فَبِمَا رَحْمَةي مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَي اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ. أشار الدكتور أبو كريشة إلي أن الإسلام يعد من أكثر الأديان حرصا علي إرساء ثقافة التعايش السلمي مع الآخر سواء علي مستوي الأفراد أو الشعوب والمجتمعات وذلك لإيمانه بأن التنوع البشري سنة وإرادة إلهية لقول الله تعالي: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين" فمنهم المسلم وغير المسلم. ومنهم المختلفين في اللغات والألوان والآراء والثقافات لهذا شجع الإسلام علي إرساء مبادئ التعايش بينهم بطريقة سليمة بحيث تحفظ للجميع حقوقهم وواجباتهم بعيدا عن الصراع أو العدوان أو التصادم. وأنهي الدكتور أبو كريشة كلامه محذرا من يتصفون بضيق الأفق وجعلوا أنفسهم من دعاة التعايش السلمي وهم في الحقيقة يفعلون عكس ذلك من خلال الإعلام حيث يتم شيطنة المختلف معه أيا كان هذا الإنسان وهذا يتناقض مع ما نسعي إليه من الدعوة إلي حياة الأمن والأمان دون خوف أو فزع ومن غير اعتداء أحد منهم علي الآخر مع ويجب ان نعمل علي عودة جود أواصر الألفة والمودة والمحبة حتي يتحقق التعايش السلمي في إطار قوله تعالي :¢ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمي عَلَي أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَي وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرى بِمَا تَعْمَلُونَ ¢. نبذ الاقصاء أوضح الدكتور صابر طه عميد كلية الدعوة الإسلامية - جامعة الأزهر . أن الإسلام ينبذ الإقصاء إلا لمن يمثلون خطرا علي السلام الاجتماعي أو من يعزلون أنفسهم ويرفضون الانخراط في الصالح العام للمجتمع ويرفضون السلام والانتماء للوطن الذي هو الأصل في العلاقات بين كل البشر. قدم الدكتور صابر طه .نماذج عملية فقد أجلس نحو ستين من نصاري نجران في مسجده بالمدينةالمنورة ولما حان موعد صلاتهم قاموا متوجهين للشرق ليصلوا. فهب المسلمون لمنعهم. لكن رسول الله صلي الله عليه وسلم نهاهم عن ذلك وترك الوفد المسيحي يصلي صلاتهم الدينية باطمئنان كامل في مسجده. وأنهي الدكتور صابر طه كلامه بالتأكيد علي أن الله سبحانه تعالي اخبرنا بعدم جواز إقصاء المخالفين في الدين : ¢ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَي كَلَمَةي سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ¢ وعند الحديث عن التعايش السلمي الذي يدع إليه اليوم الكثير من الدعاة ينبغي علينا أن نفهم مفهوم هذا التعايش ونضبطه من خلال الشرع حتي يقع صحيحا أما أن نترك اللفظ فضفاضا من غير ضبط لمعني هذا المفهوم فهذا يعني ضياع الكثير من الحقائق في هذا المعني. المجتمع الإسلامي أشار الدكتور نبيل السمالوطي العميد الأسبق لكلية الدراسات الإنسانية وأستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر إلي ضرورة الاقتداء بالرسول صلي الله عليه وسلم باعتباره القدوة والأسوة الحسنة لكل مسلم فقد كان يعامل كل الناس - سواء كانوا مسلمين وغير مسلمين- بالاحترام الكامل لحقوقهم وحرياتهم في إطار دستور المدينة الذي يعد أول وثيقة اجتماعية للتعايش السلمي بلا إقصاء بين البشر. وأشار الدكتور السمالوطي . إلي أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يزور جيرانه ويبحث عن القواسم المشتركة معهم حتي يتمكن الجميع من العيش معا في سلام وأمن وأمان حتي مع الكافرين غير المعتدين استشهد الدكتور السمالوطي .علي رفض الإسلام لإقصاء المخالفين حتي أن الرسول صلي الله عليه وسلم بارك حلف الفضول الذي أسس في الجاهلية وكانت أهدافه سامية تتصل بنصرة الحق والمظلوم وتحقق العدل وقال عنه النبي صلي الله عليه وسلم :¢ لو دعيت لمثله أجبت¢ ولهذا فقد أرسي الرسول صلي الله عليه وسلم مبادئ أول دولة في الإسلام تضم كل أتباع الأديان لتكون بداية ظهور الأمة الإسلامية في المدينةالمنورة بعقد الصحيفة التي أبرمه مع يهود المدينة. وأعطي اليهود كل حقوق المسلمين في الأمن والسلام والحرية والدفاع المشترك في إطار القاعدة الذهبية الإسلامية :¢ لهم ما لنا وعليهم ما علينا¢ پبما في ذلك كفالة حرية الدين والأمن والدفاع المشترك ضد أي معتد علي المسلمين أو علي اليهود مما يؤكد علي أن الدولة الإسلامية تتسع للجميع مسلمين وغير مسلمين بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية والعقلية وفي مقدمتها السلم وعدم الاعتداء وعدم خرق بنود العقد الاجتماعي الذي ينظم العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين.پ