أكد الدكتور عبدالمنعم فؤاد وكيل إسلامية بنات الأقصر وأحد أعضاء قافلة الأزهر التي ذهبت لأسوان لوأد الفتنة في تصريحات خاصة ل"عقيدتي" الاستقبال الحافل من أهل أسوان لقافلة الأزهر رغم التخوفات من التوجه لأسوان بسبب اشتعال الأحداث والتهابها. أضاف: صحيح الناس غاضبة والأمور مشتعلة والبلد كله كان مغلقاً منذ الحادثة وقبل زيارة شيخ الأزهر إلا أن الاحتفاء بنا عكس طيبة أهل أسوان ومكانة الأزهر في نفوسهم. أشار إلي أن القافلة ضمت أربعة علماء هم الشيخ محمد زكي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية والدكتور محيي الدين عفيفي عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر والدكتور محمد الأمير عميد إسلامية بنات المنصورة بالإضافة إلي شخصي وقبل مجيئنا تم اختيار أربعة مساجد بدقة من قبل وزارة الأوقاف والمشيخة وهذه المساجد كانت في قلب الأحداث وتم تحديد مسجد لكل واحد منا يعطي فيه درساً يوم الخميس من بعد صلاة المغرب في صلاة العشاء بالإضافة إلي خطبة الجمعة وكان مسجد خالد بن الوليد من نصيبي ودخلته وبدأت ألقي فيه الدرس عن التسامح في الإسلام وقيمة مصر وحرمة الدماء دون التطرق لأي موضوعات أخري وكان قد تم الاتفاق مسبقاً علي هذا بحيث نركز جميعاً علي التسامح في الإسلام وفوجئت بالمسجد يمتلئ عن آخره بعد صلاة العشاء وليس هذا فحسب فقد تم وضع ميكروفونات في المسجد يميناً ويساراً علي مسافة 2 كيلو متر لتسمع النساء في البيوت ما نقول. أوضح د.فؤاد أن الحضور كان متنوعاً بعضاً من أهل أسوان والبعض الآخر من المكلومين من أصحاب المصيبة من الطرفين وبعض القيادات بمحافظة أسوان وكان الجميع يسمع بالتمام دون مقاطعة أو جدال ومما يدل علي طيبة هؤلاء الناس ورغبتهم في الصلح وعودة المياه لمجراها الطبيعي أنه بمجرد الانتهاء من الدرس جاءني عدد من القبيلتين يطلب من قافلة الأزهر الذهاب إلي شيوخ وأهالي القبيلتين فقبلنا الطلب علي الفور وذهبنا لبني هلال ورحبوا بنا ترحيباً شديداً ثم ذهبنا للدابودية واحتفوا بنا احتفاء منقطع النظير وخلال الزيارة استشعرنا كم كان هؤلاء المكلومين يحتاجون لمن ينتشلهم من الغرق ومن يمد إليهم يد العون وقلما وجدوا يد الأزهر هي التي امتدت إليهم فرحوا فرحاً شديداً وتوجت فرحتهم بزيارة الإمام الأكبر لهم التي كانوا في شوق جارف لها وأعلنوا رضاهم الكامل بكل ما يحكم به الأزهر الشريف وما تتوصل إليه لجنة تقصي الحقائق مشيراً إلي أنه لولا إخلاص النية وابتغاء مرضات الله ما دفعنا في هذه المهمة الصعبة لافتاً إلي الغضب الشديد الذي يمتلك الناس من الإعلام بشكل عام والقنوات الخاصة بشكل مفصل فإصرار هذه القنوات علي عرض صور القتلي يومياً كان له أثر كبير في إثارة الفتنة من جديد وإشعال الأمور بدلاً من تهدئتها. مؤكداً أن دور الإعلام لابد أن يكون إيجابياً وليس تأجيج الفتن وإثارة الضغائن موضحاً أنه لو نزل أحد من هؤلاء الإعلاميين الذين سكبوا الزيت علي النار إلي أسوان ما عاد سالماً علي الأقل قبل زيارتنا لهذا البلد المكلوم مطالباً الإعلام بأن يتقي الله في مصر وفي شبابها وكفا توظيفاً للأحداث في غير محلها نافياً وجود أي علاقة لأي حزب سياسي بهذه الواقعة كما صورت ونقلت وسائل الإعلام وكما أكد لهم أهل القبيلتين مراراً وتكراراً.