پأحد جوانب الأزمة هو انتشار التشدد وغياب الفكر الوسطي المعتدل وعدم قبول الاختلاف في الرأي ورفض التعددية والحوار. صحيح أن هناك جهوداپ تبذل لاحتواء التطرف والتعصب والفكر الدخيل علي منظومة الاعتدال المصرية. لكن بعضها تغيب عنه المؤسسية ويتسم بتكرار الجهود وغلبة العمل الدعائي. ولهذا جاءت ردود الأفعال متباينة ازاء إعلان الدكتور محمد مختار جمعة. وزير الأوقاف. الخاصة بإنشاء منتدي الوسطية من أجل نشر فقه التعايش والتواصل الحضاري. والعمل علي نشر مبادئ الوسطية وسماحة الإسلام في مواجهة كل ألوان التشدد والإرهاب. فعلي الرغم من استحسان الفكرة والتأكيد علي أهمية وجود منتديات لمقاومة فكر التشدد ودعاوي العنف ونشر الوسطية إلا أن البعض اعتبر أن الساحة تعج بالمؤسسات والمنتديات الفكرية والثقافية التي تتبني ذات الهدف وانه من الاجدي انشغال وزراة الأوقاف بالدعوة والمساجد وتطوير الخطاب الديني والنهوض باحوال الدعاة الاجتماعية والثقافية والدعوية. الدكتور جمعة أكد أن المنتدي هدفه دعم الثقافة الأزهرية الوسطية المعتدلة للأئمة والدعاة وخدمة الدعوة الإسلامية. ومواجهة التشدد ونشر الفكر الإسلامي الصحيح وتصحيح الأفكار الخاطئة. موضحا أن الوزارة تعمل علي النهوض بالخطاب الديني والاهتمام بتعاليم الإسلام السمحة. ونبذ العنف والتطرف. والتأكيد علي منهج التيسير والوسطية ونشر فقه التعايش والتواصل الحضاري. ويوضح الدكتور أحمد عجيبة. أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية. انه لنهوض المنتدي بمسئولياته سيتم استحداث إدارة خاصة لنشر السماحة والوسطية والتواصل الحضاري تكون تابعة للإدارة المركزية للسيرة والسنة. مشيرا الي أنها معنية بنشر صحيح الإسلام والترجمة والتواصل مع الحضارات الأخري. وإقامة المؤتمرات. والندوات. وتأليف وطباعة الكتب والنشرات. التي تدعم فقه التعايش والتواصل الحضاري. وتعمل علي نشر مبادئ الوسطية وسماحة الإسلام في مواجهة التشدد والإرهاب. مؤسسات مطلوبة ويؤكد اللواء فؤاد علام. نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق. أن التشدد والفكر التكفيري هو منبع الإرهاب والتنظيمات المتطرفة التي تمارس العنف والإرهاب لتقويض الدولة وانهاكها. وقال إن مواجهة فكر التشدد والتطرف ليس قضية أمنية. ولكنه قضية سياسية اجتماعية ثقافية اقتصادية دينية وأخيرا قضية أمنية. وكشف عن وجود ارتباط فكري وعقائدي بين كل التنظيمات المتشددة والتي تتبني الفكر الإرهابي. مبينا أن مواجهة التنظيمات التكفيرية الارهابية يحتاج لرؤية متكاملة تستهدف القضاء علي الفكر المتطرف وعدم التهاون في التعامل مع الجماعات التي تتبني الفكر العنيف. وقال إن وجود مؤسسات بحثية ومنتديات فكرية تعمل علي نشر الفكر الوسطي من الأمور المهمة والمطلوبة والتي يجب دعمها بقوة. موضحا أن فهم التنظيمات المتطرفة يتطلب الوقوف علي البنية الفكرية والعقدية التي تحركها وهذا يحتاج هيئات علمية في كل الدول العربية وأيضا من المهم أن يكون هناك مؤسسات مشتركة ودائمة بين الدول العربية لاجراء البحوث والدراسات الشاملة والموسعة للموجات الإرهابية والتنظيمات في كل دولة علي حدة. ويضيف أن الأزهر وعلماءه عليهم مسئولية كبيرة في مواجهة الفكر المتطرف وكشف تهافته وبطلانه وابتعاده عن سماحة الإسلام وتقديم حقائق الشرع للشباب سواء داخل المساجد أو في مراكز الشباب وتجمعاتهم ومنتدياتهم سواء بالكتب والدراسات أو اللقاءات المباشرة والقوافل الدعوية والحلقات العلمية والحوارية. في صالح الدعوة ويري الدكتور منتصر مجاهد. أستاذ الدعوة والدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس. أن الظروف التي تمر بها الأمة تتطلب وجود مؤسسة متخصصة في مكافحة الفكر المتطرف والتشدد خاصة في ظل الموجة الجديدة التي نتعرض لها من الفكر العنيف الذي يتخذ من الإسلام ذريعة لنشر الرعب والعنف والعدوان علي الناس والمجتمعات. مشددا علي ضرورة تكريس المنتدي جهوده لفهم ابعاد وجذور العنف والتشدد ومدارسه واقطابه وروافده والادعاءات والمنطلقات والحيل الفكرية والمجتمعية التي يروجونها وكيفية تفنيدها بطريقة علمية ومنهجية بعيدا عن السطحية والاساليب المباشرة. وقال إن اضطلاع وزارة الأوقاف بمسئولية إنشاء المنتدي يصب في صالح الدعوة ونشر الفكر المعتدل الذي يستند لحقائق الإسلام ومقاصده. مضيفا أن فاعلية المنتدي وقدرته علي القيام بدوره تتطلب وجود كفاءات مؤهلة دعويا وفكريا وعلي درجة من المعرفة الشرعية والعلمية والقدرة علي الحوار والاقناع والاتصال بالعالم والتواصل مع قضاياه واطلاع علي تطوراته ومتغيراته. وحذر من الاعتماد علي المنتدي فقط لنشر الفكر الوسطي في مواجهة الفكر المتطرف والمتشدد. مؤكدا أهمية تكامل منظومة العمل الدعوي والفكري وتفاعل كافة المؤسسات لمواجهة الفكر المتطرف بداية من المساجد والجمعيات والمراكز الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها والتواصل مع الناس وخاصة الشباب. وفي هذا السياق. سبق واقام منتدي الوسطية للفكر والثقافة- ومقره عمان- فرعا له بالقاهرة. وانصب نشاطه علي التأصيل لمفهوم الوسطية في الإطار الفكري والعملي ومحاربة فكر التطرف والتشدد. ويقول منتصر الزيات. المحامي ورئيس المنتدي. إنه تم إشهار المنتدي كجمعية مركزية بوزارة الشئون الاجتماعية في مصر. مؤكدا أن الرؤية التي يقوم عليها المنتدي العالمي للوسطية هدفت الي إنشاء مؤسسة فكرية ترسخ الفكر الإسلامي المعتدل وما ينتج عنه من ممارسات. باعتباره اللبنة الأساسية للارتقاء بأمتنا وإصلاح الحضارة العالمية. وتأصيل رؤية واضحة تمكننا من إعادة صياغة مشروعنا النهضوي. وفي امتلاك وسائل عملية وواقعية لرد الهجمات عن ديننا الإسلامي الإنساني المتهم بالغلو والتطرف والتشدد. مما أثر بصورة سلبية علي أمننا واستقرارنا ومصالحنا. وقال إن المنتدي يهدف في نشاطاته كافة إلي التفاعل والحوار مع كل الأطراف من أبناء الأمة الإسلامية ذاتها. أو بينهم وبين المنتمين إلي الحضارات الأخري في العالم. مضيفا أن أنشطة المنتدي تعتمد علي المؤتمرات والندوات والاصدارات البحثية والفكرية وهي كلها مهمة وتصب في صالح الدعوة وتساهم بقوة في نشر الإسلام وقيمه ومنهجه الوسطي. وأشار الي أطلاق المنتدي موقعا إلكترونيا تفاعليا يعتبر ملتقي حقيقيا ودائما بين جميع المعنيين بقضايا الإسلام علي اختلاف انتماءاتهم. حيث يتم من خلاله طرح القضايا المختلفة ذات الصلة للنقاش والحوار. مبينا أن الأمة لكي تكون مشاركة في بناء الحضارة الانسانية عليها مسئوليات ضخمة تستوجب انتاج معرفة حقيقية تقدم صورة الإسلام ومنهجه ومقاصده للعالم. ولهذا نولي عنايتنا بكافة القضايا المعاصرةپ ونسعي للتواصل والتفاعل مع الشرائح والقطاعات الأوسع من المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية. ونهتم بالشباب والمرأة في أنشطتنا وبرامجنا. ويضف انه رغم وضوح هدف المنتدي ودوره في محاربة فكر التطرف والعنف والعمل علي نشر سماحة الإسلام إلا أن الأجهزة الأمنية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك عرقلت أنشطته علي مدي سنوات. لافتا الي إقامة عدد كبير من لقاءات وندوات المنتدي بطريقة مستترة حتي لا يتم الغاؤها من الأجهزة الأمنية. وقال: نركز حاليا علي المصالحة الوطنية وسبل تحقيق التوافق بين القوي السياسية والعبور من الأزمة المستحكمة التي يتعرض لها الوطن. ونطرح أفكارا واجتهادات مختلفة لنقرب وجهات النظر. كما نحرص علي ايضاح دور الوسطية في تحقيق الاستقرار السياسي ورفض الاستقطاب والاستبعاد والتهميش