في الوقت الذي ندعو فيه المولي سبحانه أن يرفع الغمة عن هذه الأمة ويستبدل المحن فيها بالمنح. وينقذ مصر من الفتن: يطل علينا أصحاب الفتن ويبشرون أبناء مصر العاشقين للأنبياء دوما بظهور نبي الله بينهم: نوح شيخ الأنبياء. لا في المساجد ولا الكنائس ولكن في دور السينما المظلمة. وفي أوساط المترفين والمغيبين ليحكي قصته ورسالته وصبره وعزمه كل ذلك علي لسان ممثل لا ندري ما عقيدته. ولا مذهبه.! وقد يخرج الناس بعد جلسة الفيلم ليقيّموا ويبينوا وجهات نظرهم في نبي الله نوح الذي رأوه في الفيلم ويقول واحد منهم: إن نوحا لم يكن موفقا. والآخر بعارضة ويجادله بعكس رأيه. وهكذا يتضارب أهل مصر حول هذا النبي في دور السينما والمقاهي وإن شئت فقل والخمارات. كما يتقاتلون الآن حول السياسة والفن والاقتصاد وكرة القدم!! وتلك من الطامات التي تسيطر علي بلادنا الآن للأسف. بل إن الأزهر الشريف أخرج بيانه بحرمة تجسد الأنبياء علي لسان فضيلة وكيل الأزهر د عباس شومان - حفظه الله - إلا أن جريدة الأهرام تنشر رد رئيس هيئة الرقابة السابق ¢علي أبوشادي ¢الذي يقول¢: لابد من احترام حرية التعبير¢!!! ونحن نقول له: لابد من احترام عقائد المسلمين ومشاعرهم وقاتل الله كل حرية تتعرض لهذه الأمة وثوابتها. وأي حرية هذه التي تصور لأبناء مصر وغيرها صورة نبي كريم فرضت عقيدتنا احترامه مع كل الأنبياء ولا نفرق بين أحد منهم. ويخرج لنا ممثل قد يكون مخمورا أو مريضا نفسيا ليقدم لنا نبيا نحترمه ونجله وتتلاعب به الخمرة ثم يقال هذا نوح رسول رب العالمين وشيخ الأنبياء أجمعين؟! ولا أدري أي حرية تعبير هذه التي تجعل أهل الفن يقدمون علي شرفاء البشرية ليصوروا صورا يتحكم فيها المخرج ويقرر عرض ما يراه حسب هواه بحجة "المخرج عاوز كده".؟ ثم تعالوا لنسأل هذا المخرج. ونسأل رئيس هيئة الرقابة: من أي كتاب مقدس تستمدون قصة نوح؟ إن قلتم من الكتاب المقدس "العهد الجديد". قلنا لكم عند أصحاب هذا العهد لا معصوم سوي الله تعالي والأنبياء لا يهتم بهم فيه. وإن قلتم من "العهد االقديم" عند اليهود. فقد جرحتم مشاعر المسلمين بحق! فهذا الكتاب لا ينظر لحرمة الأنبياء ولا يري عصمتهم. بل نبي الله نوح في الكتاب المقدس: يشرب الخمر. ويتعري. وتكشف سوأته ويدعو علي ابنه الصغير الذي ستر عورته. ثم نبي الله لوط في الكتاب المقدس أيضا: يشرب الخمر ويزني بابنتيه!! وإبراهيم عليه السلام: يقدم زوجته لفرعون مصر مقابل أغنام وحمير وأبقار. وداود عليه السلام يزني بزوجة ابنه. وسليمان عليه السلام يزني بزوجة قائده "أوريا الحثي" ويتآمر عليه ويجعله في مقدمة الجيش ليقتل ويفوز بعدها بزوجته!. وهكذا الأنبياء في الكتاب المقدس عند اليهود ومن أخذ عنهم.. فالعصمة منفية عن الأنبياء عندهم... وأما القرآن الكريم فقد صحح هذه المفاهيم وبرأ نوحا النبي الكريم وكل المرسلين. وبين أن هؤلاء لا يماثلهم أحد من البشر في العصمة فهم مصطفين من الله وأخيار. ولا أظن أن مخرج الفيلم سيعتبر ويهتم بتقرير القرآن عنهم بل لا يأخذ بما جاء في القرآن من حق وصدق. لأنه لا يود إلا تصوير ما يري ¢لأنه المخرج ¢... لذا حرم علماؤنا في أزهرنا الشريف التعرض لهؤلاء المصطفين بالتصوير والتمثيل لأنهم خيرة البشر. ولا بشر يساويهم في عصمتهم التي وهبهم إياها رب الأرض والسماء. ومن يقدم علي هذا سيجرح المشاعر ويثير الفتن ولا يريد لمصرنا الاستقرار ولا يملك عندنا سوي مقولة: ¢حرية التعبير¢. فلا بارك الله في حرية ولا تعبير يثير الغبار علي خير الخلق جميعا وأولهم نوح عليه السلام و"سلام علي نوح في العالمين" وبارك الله في أزهرنا.