اجتاحت البلاد في أوائل التسعينات موجة من الإرهاب البغيض اللعين الذي ضرب البلاد شرقها وغربها .. ووقفها كان للمؤسسة الدينية الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء الدور الأكبر في دحر هذه الموجة اللعينة .. وقد أدي علماء الأزهر والأوقاف دوراً رائداً من خلال قوافل التنوير التي كان يقودها شيخ الأزهر نفسه الشيخ جاد الحق علي جاد الحق - رحمة الله عليه. والدكتور محمد علي محجوب - وزير الأوقاف السابق أطال الله في عمره. وقد تابعت هذه الجولات المكوكية التي طافت شرق البلاد وتمر بها والتي كانت تضم خيرة علماء الأزهر وأئمة الأوقاف.. واستطاعت هذه القوافل أن تؤدي دورها الدعوي جنبا إلي جنب مع الدور الأمني في دحر هذه الموجة والقضاء نهائيا علي الإرهاب الذي كان يهدد أمننا وحياتنا.. وما أشبه اللية بالبارحة .. ولا يمكن أن ننكر ما تمر به البلاد الآن من ضلال فكري وموجه إرهابية للأسف الشديد تقوم بها بعض التيارات الفكرية الجانحة لتضليل الشباب.. وقد أحسن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب- صنعاً حينما انتبه لخطوات هذا الفكر التكفيري الذي يهدم شبابنا في كل المحافظات. فشمر عن ساعد الجد.. وبدأ قوافلة الدعوية والتنويرية لمواجهة هذا الفكر التكفيري فانطلقت القوافل في كل اتجاه من حلايب وشلاتين إلي سيوه ومرسي مطروح والسلوم والوادي الجديد مروراً بكل المحافظات في ملتقيات فكرية تضم خيرة العلماء الوسطيين الذين لا ينتمون إلي أي اتجاه فكري معين واصغين آمالهم مصلحة الدين والوطن في لالمقام الأول.. يقودهم الدكتور محمد مختار جمعة - وزير الأوقاف - الذي لايدخر جهدا ولا وقتا واضعان أمام عينيه هدفاً واحداً هو ضرب الإرهاب والفكر التكفيري في مقتل ومحاصرته من كل جانب. لكن يبقي أن أهمس في أذن العالم والنابه د. مختار جمعة - الذي يقود هذه القوافل بنفسه أن يعمل جاهداً علي طباعة هذه الملتقيات الفكرية التي ينفذها كبار العلماء وأن توزع هذه الندوات علي الشباب في النوادي ومراكز الشباب والمنتديات لتعم الفائدة وتكون أكثر تأثيراً في عدد كبير من فئات المجتمع المختلفة. * * * وختاماً: قال الله تعالي "ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون.. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين" العنكبوت "1-3" صدق الله العظيم