تقوم العلاقات الزوجية بين الرجل والمرأة علي المودة والرحمة. فالمرأة سكن للرجل وواحة يستريح إليها من عناء العمل ومتاعب الحياة وكبدها. وهو في نفس الوقت راع وحام لها. يقول تعالي في كتابه العزيز : "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" [الروم : 21] كما يقول تعالي آمرا كلاً من الزوجين أن يعامل الآخر بالحسني والمعروف حتي وان لم يكن بينهما حب "وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً" [النساء : 19] وهنا يوجه الله تعالي الأمر للرجل لأن له فضل القوامة علي المرأة لأنه المسئول عن زوجته وأسرته والانفاق عليهم حتي ولو كانت الزوجة مقتدرة بما منحه الإسلام لها من حق العمل والميراث والتجارة وغيرها.. يقول تعالي : "الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم" [النساء : 34]. ومقابل ذلك كان علي الرجل أن يرعي أسرته ويعطي للمرأة حقها. فعلي المرأة أيضاً واجبات مقابل ذلك. يقول تعالي "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم" [البقرة : 228]. ويفسر ابن كثير هذه الآية فيورد حديثا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم رواه معاوية بن حيدة القشيري عن أبيه عن جده أنه قال : يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا؟ قال : تطعمها اذا طعمت. وتكسوها اذا اكتسيت. ولا تضرب الوجه. ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت". هذا. وقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم "الزوج" مثلاً أعلي لنا جميعاً. فهو إنسان ورسول. زوج وأب له أسلوب في حياته بسيط وعظيم في آن واحد. فقد احترم المرأة أما وزوجته وابنه. أعلي لها حقوقها كاملة فهو يمازح أزواجه. ويبتسم في وجوههن. ويساعدهن في أعباء البيت. يخصف النعل. ويرقع الثوب. ويساعد الخادم إذا أعيا. وقسم حقوق أزواجه بالعدل. ومن وصاياه صلي الله عليه وسلم "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم خلقا" رواه أبوهريرة رضي الله عنه وعائشة رضي الله عنها وأخرجه الترمذي في كتاب الرضاع. وأبوداود في كتاب السنة كما أن وصية رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم حجة الوداع تؤكد اهتمامه بمعاملة المرأة بالرأفة والرحمة يقول صلي الله عليه وسلم : "ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم .. ألا وأن لكم علي نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا. فأما حقكم علي نسائكم فلا يوطئن فراشكم ما تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن" "البقية العدد القادم".