* يسأل كمال محمد جابر مدرس ما رأي الإسلام في رجل كثير الذنب ولكن يخشي ربه كلما وقع في خطأ سارع بالتوبة ولكن سرعان ما يذنب مرة أخري ويتوب وهكذا؟ ** ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" رواه الترمذي. وابن ماجة التوبة من أي ذنب لابد فيها بعد الإقلاع عنها من الندم ومن العزم الأكيد الخالص علي ألا يعود لتكون توبة نصوحا يغفر الله بها الذنوب وذلك بعد رد الحقوق والمظالم إلي أصحابها أو عفوهم عنها. أما الندم مع العزم علي العودة إلي المعصية في وقت آخر فهو كما جاء في بعض الأحاديث كالاستهزاء بالله وهو في قمة الكبائر والتوبة بدون رد الحقوق ناقصة لا تمنع المساءلة فإذا تاب الإنسان توبة نصوحا ثم بعد ذلك غلبه الشيطان دون أن يكون هو عازما علي المعصية فوقع فيها ثم تاب توبة نصوحا غفر الله له. وهذا هو ما يشير إليه حديث البخاري ومسلم عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن عبدا أصاب ذنبا فقال يارب إني أذنبت ذنبا فاعفر لي فقال له ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا آخر فقال يارب إني أذنب ذنبا آخر فاغفره لي قال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنوب ويأخذ به فغفر له.. إلي أن قال: "غفرت لعبدي فليعمل ما شاء". وليس هذا إغراء لعصيان بل هو فتح باب الأمل والرجاء لمن تاب بصدق وإخلاص ثم وزه الشيطان فاذنب والمراد أن باب التوبة مفتوح ما دام المذنب يخاف ربه ويحس بخطئه ثم يرجو مغفرة ربه فيتوب أما توبة الكذابين الذين يتوبون بألسنتهم وتحدثهم قلوبهم بالعودة فهي نفسها معصية ويلاحظ في الحديث قول النبي ثم اذنب ذنبا آخر ففيه إشارة إلي أن التائب النادم علي فعل معصية لم يفكر في العودة إليها مرة ثانية بل وقع في معصية أخري ومهما يكن من شيء فإن الله وحده هو المطلع علي القلوب والنيات فلتكن توبتنا خالصة ولنجعل نصب أعيننا قوله تعالي: "نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم" فالله رحيم بالمخلصين وعذابه أليم للمستهزئين.