تعد النصائح الغالية لرسول الله صلي الله عليه وسلم زادا للأمة في كل زمان ومكان ولهذا لابد أن نتذكرها ونأخذ بها لإصلاح أحوالنا وفق ما جاء به الإسلام الحنيف وتنفيذا لكلام ربنا القائل ¢ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَة حَسَنَة لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا ¢ ونحن مأمورون شرعا بالأخذ بنصائحه الغالية فلقد أدبه الله ورباه علي عينه. . وشرح له صدره .. ورفع له ذكره ووضع عنه وزره وأعلي له قدره وزكاه في كل شئ . زكاه في عقله فقال سبحانه¢ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَي ¢[النجم :2] . وزكاه في صدقه فقال سبحانه :¢ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَي¢ [ النجم : 3] وزكاه في صدره فقال سبحانه :¢ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ¢ [ الشرح:1] وزكاه في ذكره فقال سبحانه :¢ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ¢ [ الشرح:4] وزكاه في حلمه فقال سبحانه :¢ بِالْمُؤْمِنِينَ رءوف رَّحِيم¢ [ التوبة :128] وزكاه في علمه فقال سبحانه :¢ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَي¢ [ النجم : 5] وزكاه في خلقه فقال سبحانه :¢ وَإِنَّكَ لَعَلي خُلُق عَظِيم ¢ [ القلم: 4] فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خيرُ خلق الله كلهم.. فلقد جمع الله في شخص المصطفي القدرة الحية الكاملة للمنهج التربوي الإسلامي علي مدار التاريخ كله لهذا فنحن أحوج ما نكون إلي قراءة ومعرفة وتدبر وتنفيذ نصائحه الخالدة بخلود الإسلام الي يوم القيامة * * لمن يستعجل النصر قبل دفع ثمنه: - يقول صلي الله عليه وسلم لخبَّاب بن الأرتّ. حين جاء يشكو إليه ما يلقاه وإخوانَهُ من أذي قريش: "لقد كان من قبلكم تحفر له الحفرة ويجاء بالمنشار فيوضع علي رأسه فيشق نصفين ما يصرفه ذلك عن دينه. والذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتي يسير الراكب ما بين صنعاء إلي حضرموت ما يخشي إلا الله والذئب علي غنمه. ولكنكم تستعجلون". - ويقول صلي الله عليه وسلم: "من تمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد". * * لمن نسي أخلاق الحبيب: - "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" - "إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا" - "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا". - "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيريا أو ليصمت" - "من حُسْن إسلام المرء تَرْكُه ما لا يعنيه". - "الحياء شعبة من الإيمان" - "لم يكن رسول الله فاحشا. ولا متفحشا. ولا صخّابا في الأسواق. ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح". - "ما خُيِّرَ رسول الله صلي الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلي الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تُنتَهَكَ حرمة الله تعالي فينتقم لله بها". - "كان صلي الله عليه وسلم يحلب شاته. ويرقع ثوبه. ويخصف نعله. ويأكُلُ مع الخادم. ويكون في مهنة أهله". * * لمن يتكاسل عن مساعدة غيره: - "أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته. فمن أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبَّتَ الله قدميه علي الصراط يوم القيامة" - "لا يؤمنُ أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحبه لنفسه". - "الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" - "لا خير في صحبة من لا يري لكَ ما تري له". * * لمن يجالس المنحرفين: "المرء مع من أحب" - "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك. إما أن يُحْذِيك أو تجد منه رائحة طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه رائحة خبيثة". * * لمن يستكثر عبادته: "إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة" - "جُعلت قرة عيني في الصلاة" - {إنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَي مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَة مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ} [المزمل: 20] - "وكان صلي الله عليه وسلم يصلي حتي تتورم قدماه" - "كان يصوم حتي نظنّ أنه لا يفطر". هذا رسول الله صلي الله عليه وسلم. وهذه أخلاقه ونصائحه وعبادته. فأين نحن منها إن كنا جادين في محبته؟!