من اليسر في الصيام إباحة الفطر للمريض والمسافر ومن لا يطيق الصيام فهل ذلك مباح لكل مريض أو مسافر؟ وما الواجب علي من رخص له الإسلام في الفطر للأسباب السالفة؟ ** يقول د.نصر فريد واصل مفتي الجمهورية السابق: من يسر الإسلام وسماحته وسهولته أنه أباح للمريض والمسافر ومن لا يطيق الصوم الفطر في نهار رمضان تطبيقا لقاعدة التيسير المأخوذة من قوله تعالي: "فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر" وقوله تعالي "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" وقوله تعالي: "وما جعل عليكم في الدين من حرج" وقوله تعالي: "وعلي الذين يطيقونه فدية" ومن هذا المنطلق قال الفقهاء إن المريض الذي لا يطيق الصوم بحال يجب عليه الفطر أما من يقدر علي الصوم إلا بمشقة فإنه يرخص له في الفطر وقد اختلف الفقهاء في المرض المبيح للفطر فيري الشافعية أنه لا يفطر بالمرض إلا من دعته ضرورة المرض نفسه إلي الفطر ومتي احتمل الضرر به معه لا يفطر ويقول الحنفية إذا خاف الصائم علي نفسه زيادة المرض أو شدته أفطر ويري المالكية أن المرض المبيح للفطر هو خوف التلف من الصيام أو شدة المرض والزيادة فيه والمشقة الفادحة في تحمله وقال الحسن إذا لم يقدر علي الصلاة قائما أفطر ويقول ابن سيرين متي حصل للإنسان للصائم حال يستحق بها اسم المرض صح الفطر وإن لم تدع إليه ضرورة والذي تطمئن إليه النفس هو ما ذهب إليه الشافعية من أنه لا يفطر بالمرض إلا من دعته ضرورة المرض نفسه إلي الفطر وقد أجمع الفقهاء علي أن المسافر سفر طاعة كالحج والجهاد وطلب المعاش الضروري وصلة الرحم أن يفطر وأما سفر التجارات والمباحات فمختلف فيه بالمنع والإجازة والقول بالجواز أرجح وأما سفر المعصية فالخلاف فيه بين المنع والجواز والمنع أرجح أما من رخص له في الفطر بسبب من الأسباب المبيحة للفطر في رمضان فقد اختلف العلماء في ذلك فقال مالك والشافعي في بعض ما روي عنهما الصوم أفضل لمن قوي عليه وفي رواية عنهما. التخيير أي أن صاحب الرخصة مخير بين الصوم والفطر لما رواه البخاري ومسلم رضي الله عنهما عن أنس رضي الله عنه قال: "سافرنا مع النبي صلي الله عليه وسلم في رمضان فلم يعب الصائم علي المفطر ولا المفطر علي الصائم أخرجه مالك والبخاري ومسلم وقال الحنفية الرخصة أفضل وبه قال سعيد بن المسيب والشعبي وعمر بن عبدالعزيز ومجاهد وقتادة والأوزاعي وأحمد واسحاق لقوله تعالي: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" والأخذ بالعزيمة أفضل لقوله تعالي: "وأن تصوموا خير لكم" وهذا ما نميل إلي الأخذ به لما في الصوم من فوائد جليلة تعود علي الصائم في نفسه ودينه.