الإسلاميون حققوا خلال الفترة الماضية من الانجازات في تجربتهم مالا يمكن أن ينكرها عاقل . وأخفقوا أيضا في أمور لا يجوز أن ينكرها منتم للتجربة الإسلامية فضلا عن المراقب لها .. وبعد تجربة قاسية في البرلمان والدستور والشوري والرئاسة ختمت جميعها بالمشهد الحالي نرصد معكم إخفاقات وانجازات التيار الاسلامي بعد مرور عامين ونصف علي ممارسته للعمل السياسي بعد سنوات طوال من التضييق والملاحقة لنلمح معا آفاق المستقبل من بين تلك الانجازات والإخفاقات أيضا في البداية يؤكد الدكتور طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية أن الإسلاميين وقعوا في العديد من الأخطاء كما وفقوا في العديد من الممارسات التي لم تعاونها فيها بقية القوي السياسية .. موضحا أن الإسلاميين نجحوا رغم معاناتهم السابقة أن يخوضوا الممارسة السياسية بقوة في أول انتخابات ديمقراطية في تاريخ البلاد حققوا فيها أعلي نسبة نجاح في البرلمان واستطاعوا بما لهم من ثقل في الشارع المصري أن يقدموا من بينهم أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد . كما قدموا تجارب حزبية قوية ومؤثرة وفي أوقات قياسية . أضاف : استطاع الإسلاميون أن يقدموا دستورا كاملا يحوي ميزات تاريخية غير مسبوقة في تاريخ البلاد علي الرغم من الضغوط التي واجهوها . وقدموا في تجربتهم البرلمانية القصيرة بسبب مناورات الجهات المعاندة لوصول الإسلاميين الي السلطة والبرلمان أن تقدم مشروعات قوانين وتطهر كثير من مؤسسات الدولة مما فيها من فساد وغير ذلك كثير . وعرض إلي أن المسلم واجب عليه أن يجتهد والرسول .صلي الله عليه وسلم . أمرنا بالاجتهاد واعتبر أن من اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد وأخطأ فله أجر اجتهاده عملت التيارات الدينية في العمل السياسي ولأن بعض منها كان حديث عهد بالعمل السياسيي البرلماني كانت هناك بعض الأخطاء التي بدت في اغلبها فردية لا تنسحب علي المجموع .. موضحا أن من بينها الاستعانة بالأمناء غير الأكفاء ممن وثق في دينهم في التمثيل السياسي والبرلماني مما ساهم في تشويه التجربة . واختيار الدعاة المتدينين وإهمال المتخصصين . والتعامل بالفطرة السليمة والدخول في معارك عديدة دون مراوغة السياسيين التي تعود عليها المجتمع بكل أسف . والانجرار الي معارك جانبيه بعيدا عن صلب القضية . والخلط بين الهوية والسياسة بشكل جعل هذا التداخل تتراكب الأدوار وتتداخل مما أفسد كل منهما بسبب الآخر .. مبينا انه لا يستطيع متابع للمشهد السياسي المصري الحالي إلا أن يؤكد ببالغ الأسي أن بعض النخبة السياسية قد فقدت قدرا كبيرا من رشدها. وأنها لم تعد تعبر في جزء كبير من أدائها وأهدافها عن حاجات وطموحات الشعب المصري المطحون من جراء تعثر نخبته السياسية.والمعذب من جراء تعاقب الحكام الفشلة. ثم من عناد نخبته التي كان من المفترض أن تعوضه عناء السنين. وتعاقب وتداول المستبدين والمفسدين. ونعود إلي ملاحقتنا الممتدة للخطايا في العمل السياسي في مصر الثورة. والتي لم تعد تدل إلا علي مدي تدهور وعي الساسة وعنادهم. وأيضا مدي تعثر النظام في البحث عن مخارج للأزمات التي تعد من صميم واجباته. إن لم تكن هي كل الواجبات فالقيادة السياسية هي المسئولة قبل غيرها عن إيجاد المناخ وتخليق البيئة السياسية التي تؤهل المجتمع للتقدم. وتؤهل النخبة السياسية للعمل السياسي الجاد والنظيف. تقييم التجربة يري الدكتور المهندس مجدي قرقر .أمين عام حزب العمل الجديد. أن الإسلاميين استطاعوا دون شك أن يقدموا تجربة سياسية ثرية ومليئة بالمفاجآت لكل المتابعين لكن ضعف خبرة بعض من ممثليهم . وانبهار البعض الآخر بالأضواء جعل بعضا منهم صيدا سهلا للمنافسين وللإعلام الذي لم يرحمهم عند الخطأ ولم يسم عليهم عند النقد واعتبرهم غنيمة ينقد ويشرح فيها كيفما شاء. وأشار الي أن المجتمع لم يعط للرئيس الممثل للتيار الاسلامي الفرصة الكاملة لإدارة البلاد مع الاعتراف بوجود أوجه للقصور في إدارة البلاد خلال المرحلة الماضية .. مستشهدا بأن أزمات الكهرباء والبنزين والسولار والطوابير وأزمة الطاقة وغيرها اختفت فجأة من الشوارع المصرية بمجرد الانقلاب عل الرئيس وهو ما يعني لكل ذي لب يفكر أن الأزمة لم تكن في الرئيس وإدارته وإنما فيمن حوله الذين نزع من قلوبهم الإخلاص لهذا الوطن واعتبارهم جميعا الرئيس رئيس دولة الإخوان والإسلاميين لا رئيس كل المصريين . مواجهة الفتنة يشير الدكتور عادل عفيفي .مؤسس حزب الأصالة. الي أن التيار الاسلامي أخطأ حين تساهل في التعامل مع المنافسين وحين لم يستخدم كل ما لديه من سلطات لمواجهة المخربين ودعاة الفتنة . واخطأ حين تعامل بسماحة وطيبة مع من لا يجوز معهم سوي الضرب بيد من حديد . وما حدث كان نتيجة طبيعية لذلك . أشار الي أن التجربة التي تمت للإسلاميين في السياسة لا تزال في بدايتها واعتقد ان الاختبارات الصعبة التي واجهتهم جميعا لقنت الجميع درسا قاسيا سيستفاد منه في المستقبل .. داعيا الي انشغال المهتمين بالدراسات السياسية بأبعاد هذه التجربة وضرورة توظيف النتائج للخروج من المأزق الحالي الخطأ والصواب يري الكاتب الاسلامي الدكتور حلمي قاعود أن الإسلاميين بشر مثلهم مثل غيرهم يصيبون ويخطئون. وهم ليسوا ملائكة ولا شياطين. ولكن الناس تعقد عليهم آمالًا كبارًا. في تحقيق ما يحلمون به من خروج من المأزق الكبير الذي صنعه الطغاة واللصوص والمرتزقة والمنافقون علي مدي ستين عامًا. كان فيها الإسلاميون رمز المقاومة والصمود داخل الأسوار العالية وخلف البوابات السوداء. ولم تنل منهم ملاحقة من يعيش خارج الأسوار ومطاردته ومحاصرته. والتضييق عليه في رزقه وعمله. وحرمانه من حقوقه الأساسية. ومن الوظائف العامة والالتحاق بالقوات المسلحة والشرطة والقضاء والجامعات والتعليم... بين الدكتور قاعود أنهم ربما أخطأواپالخطأ في تأسيس اللجنة الدستورية أو الترشيحات. أو أسبقية المشروعات القانونية. وقد وجدوا في أنفسهم الشجاعة للاعتراف بالأخطاء. والرغبة في تصويبها. ولكنهم- وهم المجردون من أية سلطة تنفيذية- لا يملكون رذيلة العناد التي كان المخلوع يفاخر أنه يملك درجة الدكتوراه فيها .وهناك أخطاء أخري تتعلق بهم بعيدًا عن إدارة الدولة التي لم تتح لهم بعد. في مقدمتها تفريطهم في إنشاء جهاز إعلامي قوي يدفع عنهم الحملات الإرهابية الشرسة التي يشنها الإعلام الرسمي والخاص. واكتفاؤهم بالحركة من خلال الشارع. وهو ما جعل الأكاذيب التي يلح عليها الخصوم تترسخ وتتحول إلي حقائق. وفقًا لنظرية جوبلز. وزير دعاية النازي الألماني أشار الي أن هناك مَن يرد بالقصور المادي. المال والخبرة البشرية. ولكن من قال: إن ذلك معضلة في وقت يمكن للشركات المساهمة التي تضم عددًا كبيرًا من حملة الأسهم أن توفر المال والخبرة معًا؟.. موضحا انهپمهما كانت أخطاء الإسلاميين. ولو كانت من أفراد محسوبين عليهم تتبدي عليهم النرجسية وتضخم الذات وحب الأضواء. فهؤلاء لا يمثلونهم في حقيقة الأمر. وهم من قبيل حسنات الأبرار سيئات المقربين. ويمكن تداركها علي كل حال. وخاصةً في بعض الشخصيات التي لا تحسن التعبير السياسي. أو تنسي أن هناك من يتربص بكل كلمة تنسب إلي إسلامي ولو كان في واق الواق. وتصنع منها قبة يجري تحتها مهرجان ضخم لهجاء الإسلام والمسلمين. وهو ما يحتم ضرورة أن يكون المتحدثون باسم الحركة الإسلامية في كل فصائلها ممن يحسنون التعامل مع وسائط الإعلام وممن يمسكون أنفسهم عن شهوة الكلام تحت الأضواء. ومن يكون منهجهم احتضان العالم بما فيه الخصوم. وإشاعة الطمأنينة لدي الناس جميعًا. والابتعاد عن القضايا الهامشية والخلافية. وأحيانا يكون الصمت بلاغة. وأشار الي أن أخطاء الإسلاميين لا تقاس بخطايا النظام القائم الذي يعد امتدادًا لنظام مبارك بشكل ما. وهذه الخطايا كثيرة تبدأ من إراقة دماء الشهداء في التحرير والقصر العيني ومحمد محمود والعباسية إلي ترشيح أحد رموز النظام الفاسد بالمخالفة لقانون العزل والسكوت علي البلاغات التي تتهمه بالفساد ومجاهرته أنه سيتجه إلي حذف آيات القرآن الكريم من المناهج الدراسية أو إضافة نصوص من الإنجيل إليها. مرورًا بالتراخي في محاسبة القتلة واللصوص الكبار واسترداد أموال الدولة المهربة إلي الخارج. والإبقاء علي وزارة الداخلية بشكلها القديم وجهاز الرعب والإجرام المسمي أمن الدولة. فضلًا عن الجهاز الإعلامي الموالي لمبارك وصفوت الشريف في صورته الرسمية أو الخاصة. وفلول الحزب الوطني المؤثرين في المحافظات والمدن. وجهاز الإدارة المحلية الفاسد. الذي صنعه الجهاز الأمني.