جاء برنامج "إشراق" بمثابة الشمس التي تعيد الحياة من جديد لفتيات الصعيد. لكسر حاجز الفقر والتهميش ونشر المعرفة وتقديم فرص لهن في المناطق ذات الطبيعة الاجتماعية وفي عالم التكنولوجيا وفي وقت يتم فيه حرمان الفتيات في الصعيد عامة من حقهن في التعليم والتعلم واجبارهن علي الزواج المبكر. حيث حدد البرنامج أهدافا طموحة لمساعدة الفتيات علي التعلم ورفع مستويات إلمامهن بالقراءة والكتابة والنهوض بالاعراف الاجتماعية الايجابية المتعلقة بقدراتهن والفرص المتاحة أمامهن في الحياة ويتصدي لظاهرة البطالة بين أوساط الفتيات وتم تنفيذ برنامج "إشراق" من خلال التعاون بين مجلس السكان الدولي ووزارتي الشباب والتربية والتعليم وهيئة تعليم الكبار والمجلس القومي للطفولة والأمومة وجمعية كاريتاس مصر وهيئة انقاذ الطفولة والفريق للتنمية وبنك الطعام المصري وعدد من الجمعيات الأهلية كما قامت الحكومة الهولندية بتقديم التمويل اللازم لتنفيذ البرنامج. اقيم حفل ختام برنامج "إشراق" داخل محافظات "الفيوم. سوهاج. قنا" لمحو أمية الفتيات المتسربات من التعليم بحضور السفير الهولندي بالقاهرة. أوضح الدكتور أسامة ياسين وزير الشباب ان الوزارة تمنح الأولوية للبرامج والأنشطة التي تستهدف تقديم الخدمات للفتيات والشباب داخل القري المهمشة في المحافظات الحدودية وصعيد مصر وكل مسارات الوزارة من منشآت شبابية ومراكز الشباب في جميع المحافظات هي مكان آمن ولائق اجتماعيا ويحفز الفتيات أن يمارسن الأنشطة بداخلها والوزارة تمارس تمييزا ايجابيا للشباب الذين عانوا من التهميش خلال العهد السابق لأن التمييز الايجابي لمن همش يحقق العدالة الاجتماعية التي نادت بها الثورة والفتيات في صعيد مصر والمحافظات الحدودية هن الأكثر عرضة للتسرب من التعليم وان برنامج "إشراق" لم يقدم علاجا لمحو أمية الفتيات فقط وانما تجاوز لإزالة الأبجدية الحياتية لديهن وتعليمهن مهارات حياتية أخري و88% من الفتيات اللاتي شاركن في البرنامج قد نجحن وتم تأهيلهن علميا لإلحاقهن بمرحلة التعليم الاعدادي واستطاعت 66% منهن الالتحاق بالمرحلة الاعدادية ومشروع "إشراق" يتصدي لظاهرة البطالة بين أوساط الفتيات من خلال تعليمهن بعض الحرف المهنية التي تساعدهن علي العمل بعد ذلك والبرنامج مرشح للتوسع والتعمق داخل محافظات الصعيد والمحافظات الحدودية خلال الفترة المقبلة بشكل أكبر. تعلم القرين وأعلن د. ياسين أن الوزارة بصدد اطلاق مبادرة ضخمة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي ومؤسسات المجتمع المدني خلال الفترة المقبلة يقوم فيها الشاب بمحو أمية نظيره الشاب في جميع المحافظات عن طريق تعلم القرين للقرين لمحو أمية الشباب داخل المجتمع. وبرنامج "إشراق" حارب التسرب من التعليم لدي الفتيات في المرحلة العمرية ما بين 12 حتي 15 عاما ووصف التسرب من التعليم بالنزيف الذي يجعل جهود الدولة تذهب في مهب الرياح عندما تتصدي لمحو الأمية داخل المجتمع ومشددا علي أهمية تكاتف جميع مؤسسات الدولة لمحاربة ظاهرة التسرب من التعليم والحد منها. قدرات الفتيات أوضحت الدكتور نهلة عبدالتواب أن برنامج "إشراق" استهدف بناء قدرات الفتيات المتسربات من التعليم في الوجه القبلي وشارك في تنفيذه وزارة الشباب وهيئة تعليم الكبار وبنك الطعام والمجلس القومي للأمومة والطفولة و6 جمعيات أهلية والبرنامج كان له مردود جيد علي المستوي الصحي والسياسي والاجتماعي لدي الفتيات المتسربات من التعليم وبدأ بمرحلة تجريبية داخل 4 فرق بالمنيا وجاء بنتائج طيبة شجعت علي التوسع في تنفيذه داخل 10 قري في محافظتي المنيا وبني سويف عقبها تنفيذه داخل 30 قرية في محافظات "الفيوم. سوهاج. قنا" والبرنامج استطاع ان يحدث تغييرا ملحوظا في الاتجاهات والمفاهيم لدي الفتيات المتسربات من التعليم. تصحيح المفاهيم وقال الدكتور خالد السيد مدير برنامج اشراق: البرنامج يهدف إلي تحسين الفرص الحياتية أمام الفتيات المتسربات من التعليم في الريف المصري في الفئة العمرية من 12 15 سنة عن طريق تقديم حزمة متكاملة من خدمات محو الأمية والمهارات الحياتية والتعليم المالي والأنشطة الرياضية ووصل عدد المستفيدات إلي 3321 فتاة في 54 قرية في محافظات المنيا وبني سويف وسوهاجوقناوالفيوم بالاضافة لتدريب عدد 1501 شاب علي برنامج "رؤي جديدة" في المحافظات المذكورة لتغيير مفاهيم الشباب بخصوص الدور الاجتماعي وحقوق المرأة والفتاة ومدة البرنامج 24 شهرا في فصول إشراق المقامة داخل مراكز الشباب تقدم عدد 1645 من هؤلاء الفتيات لامتحان الهيئة العامة لتعليم الكبار وكانت نسبة النجاح 88% وتم إلحاق حوالي 60% من الناجحات في فصول الاعدادي وقامت مجموعة أخري من الفتيات بعمل مشروعات صغيرة وفي اطار حقوق المواطنة فقد قام البرنامج باستخراج الأوراق الثبوتية للفتيات مثل شهادات ميلاد وكل من تبلغ السن القانوني يتم استخراج بطاقة الرقمي القومي لكل من تبلغ السن القانوني بجانب فصول اشراق التي تقدم من خلال مراكز الشباب وفر البرنامج حزمة موازية من أنشطة التوعية داخل كل مجتمع محلي توجد به فصول اشراق بهدف تغيير العادات والمفاهيم السلبية التي تناهض تعليم الفتيات وذلك من خلال برنامج للزيارات المنزلية ولقاءات مع أولياء الأمور والقيادات المحلية وفي اطار استمرارية برنامج إشراق ونقل ملكيته لوزارة الشباب فقد تم تكوين وتدريب كوادر من وزارة الشباب علي المستوي المركزي ومستوي المديريات والمراكز الادارية ومراكز الشباب بالاضافة الي انتاج أدلة تنفيذ ودعم فني لهذا الفريق ليتمكن من نقل خبرة تنفيذ البرنامج لمجتمعات جديدة وقد تم فتح عدد 50 فصلاً بالمجهودات الذاتية. الحياة مختلفة عقيدتي التقت مع بعض الفتيات اللائي شاركن في برنامج إشراق فماذا قلن؟ تفاحة السيد قناويسوهاج: هذا البرنامج افاد فتيات الصعيد بصفة خاصة وأخرجهن من العزلة التي كانت مفروضة عليهن من الأسرة فأول مرة تتعلمن بعض الفتيات بعد ان كان مفروضا عليهن عدم الخروج من بيوتهن الا الي بيوت أزواجهن فقط فخرجن إلي مراكز الشباب للتعليم بعد ان كان ذهابهن لمراكز الشباب مستحيلاً ثم التحاق الفتيات بالمرحلة الاعدادية والزيارات التي قمن بها الميسرات الي المتسربات كانت سببا في اقناع أولياء الأمور في عدم انقطاعهن عن الدراسة وعمل ندوات توعية ساعدت الفتيات علي ارتداء الملابس الرياضية وعمل لجان مجتمعية داخل القرية خلق رغبة في تعلم الفتيات بمساعدات علماء الدين والمسئولين داخل القرية وفتح دروس تقوية للفتيات للمرحلة الاعدادية. أما شيرين كمال معوض الفيوم: فتري ان برنامج إشراق غير حياتها وأفادها في خلق علاقات اجتماعية لي داخل قريتي بعد ان كنت منعزلة داخل بيتي وجعلني مصدرا للثقة عندهم وكنت وسيطة بين أولياء الأمور والفتيات لدفعهم إلي اخراج بناتهن للتعلم وجعلني واثقة من عمل وعلاقاتي ولأول مرة اهتم بمشاكل قريتي والقري المجاورة وأنا الآن كفيلة بالمساعدة في فتح فصل تطوعي آخر لفتيات قريتي لمحو أميتهن حتي تكون قريتي خالية من محو الأمية تماما وخلق نوعا من التوعية لأهالي القري والنجوع وأحدث تغييرا للمفاهيم الخاطئة لديهم ونشر الوعي الصحي بالقرية والنجوع والقري المجاورة. رؤي جديدة وأكدت أمل فاروق مهاجر قنا أنها أقامت 20 فصلا لتعليم 600 دراسة والتحق منهن 180 فتاة بالمرحلة الاعدادية وتم اعداد 1200 فتاة في برنامج رؤي جديدة ونقدم برنامج ومهارات حياتية للفتيات داخل الفصول وتعليمهن اقامة مشروعات صغيرة وكيفية إدارة المشروع بمنهج لمحو الأمية المالية بجانب ممارسة الرياضة بمراكز الشباب لأول مرة والحاق المتسربات بفصول محو الأمية بمراكز الشباب.