اتفق طلاب واساتذة جامعة الأزهر علي ان ضعف مستوي الخريجين يرجع الي الطلاب انفسهم كما يرجع الي حالة الفوضي المتفشية بالمعاهد الأزهرية والجامعة مطالبين بضرورة الاهتمام بالمناهج وحفظ القرآن الكريم حفاظا علي مكانة الأزهر و قيمته معربين عن عدم اندهاشهم من نتيجة اختبارات وزارة الاوقاف مؤكدين انها تترجم واقع طلبة الأزهر وخريجيه وفي السطور القادمة اراء بعض الطلاب و الاساتذه في هذا الشأن. قال محمد غازي شريعة اسلامية:في حقيقة الامر ضعف مستوي خريجي الأزهر حقيقة مؤكدة لأن معظم طلاب الكليات الشرعية يلتحقون بها طبقا لمجموعهم وترشيحات مكتب التنسيق وليس طبقا لرغباتهم وميولهم هذا غير تهاونهم في القرآن الكريم واهمالهم حفظه لذا النتيجة كما رأيناها بأعيننا رسوب أكثر من 95% من المتقدمين لاختبارات الدعاة..وهذا ليس موضع اندهاش بالنسبة لنا لان معظمنا يرسب في القرآن الكريم لسنوات متتالية . وأشار أحمد سعيد صديقه الي أن السبب من وجهة نظره في ضعف مستوي طلبة وخريجي الأزهر يرجع للطالب نفسه فهناك الكثير من الطلاب لا يجيدون القراءة والكتابة ومن ثم لا يحفظون القرآن الكريم وهذا يرجع لعدم الاهتمام بنا في المعاهد الأزهرية فالكل ينجح بلا استثناء بغض النظر عن ضعف مستواهم ووافقه الرأي محمد رمضان الطالب بالشريعة الاسلامية قائلا:ان المستوي الضعيف الذي آل إليه خريجو اليوم إنما مرده عدة عوامل تتلخص في سوء احوال المنظومة كلها من كوادر بشرية وامكانات مادية وضعف مناهج مليئة بحشو لاتنمي او تطور من شخصية الطلاب بالإضافة الي تعنت بعض الاساتذة وانعكاس ظروف واحوال المجتمع علي ادائهم. الغربلة واجبة اما طارق يحيي المعيد بقسم التفسير فيري ان غربلة وزارة الأوقاف للخريجين في صالح الدعوة والدعاة وليس مؤشراً خطيراً كما يصور البعض فما حدث سيؤدي الي عودة صورة الدعاة الي سابق عهدهم فليس كل من لبس عباءة الأزهر يصلح إماما وداعية فليس خيرا من وجود انتقاء علي قواعد وأسس سليمة لنضع الأمور في نصابها ونختار الأعلم والأفقه وهذا سيقر وضعا جديدا وسيشعل حماس ورغبة من ينشد الإمامة حقا فعليه بذل الجهد والبحث عن العلم وسهر الليالي ليحتل تلك المكانة الرفيعة. السديسي يحفظ ثلاثة اجزاء واوضح اسامة ابراهيم المدرس المساعد بكلية اصول الدين ان تلك النتيجة لها اكثرمن مدلول فلأول مرة منذ عدة سنوات يفتح الباب لهذا العدد الغفير كما انها لاتقتصر علي خريجي الأزهر وحدهم بل شملت خريجي كلية دار العلوم ولكنها تدل في مضمونها علي ضف مستوي الخريجين ليس في مجال حفظ القرآن فقط وانما في كل مناحي الدعوة واضاف: لا احبذ ولا افضل ان يكون حفظ القرآن الكريم شرطا اساسيا لاجتياز اختبار الدعاة فهذا شرط صعب تحقيقه في ظل هذا المستوي الضعيف و المتدني للطلبة والخريجين مستشهدا بحفظ الشيخ السديسي لثلاثة اجزاء من القرآن الكريم حفظا جيدا قبل تعينيه اماما للحرم الشريف وقد تمكن من حفظ القرآن كاملا فيما بعد وتناول خيط الحديث احمد ابراهيم الطالب بكلية الشريعة والقانون قائلا لايجب ان نتناسي حقيقية جلية تلعب ركنا هاما في قضية تدني مستوي خريجي الأزهر وهي طبيعة البيئة والتنشئة لمعظم الأزهريين والتي تميل الي ضعف الإمكانيات والموارد المادية مما يجعل الغالبية تحرص علي العمل في الأجازات وأوقات الفراغ واحيانا اوقات الدراسة ذاتها مما يشغل وقت الطالب و يعوقه عن التركيز في الدراسة وبالتالي نجد ان حرصه يتحول الي النجاح و الحصول علي الشهادة ثم الوظيفة في المقام الأول بصرف النظر عن المستوي والنواحي الفقهية والشرعية. بداية قال الدكتور احمد حسين ابراهيم وكيل كلية الدعوة بجامعة الأزهر بالقاهرة: لاجدال علي ان كلية الدعوة هي المنوط بها تخريج الدعاة ولكنها ليست الكلية الوحيدة علي مستوي جامعة الأزهر فبجانبها يوجد بعض اقسام الدعوة بكليات اصول الدين والدراسات الاسلامية علي مستوي جامعة الأزهر بالقاهرة والمحافظات لكنني يمكنني الجزم بأن نسبة نجاح خريجي كلية الدعوة في هذه المسابقة كانت الأعلي مقارنة بباقي الكليات الاخري لأنني كنت احد المشاركين في هذه الاختبارات وهذا الكلام ليس مبالغة انماهو حقيقة مؤكدة ليست من باب الكلام المرسل انما لأننا نولي طلابنا رعاية فائقة وندربهم تدريبا جيدا علي الخطابة وامور الدعوة ونعدهم إعداداً ممتازا لتولي هذه المسئولية الهامة ويساعدنا في ذلك قلة عددالطلاب الذين يلتحقون بالكلية ونحن لا نعتمد علي ترشيح مكتب التنسيق بل نقوم بإجراء اختبارات داخلية لكل الطلاب لإنتقاء الأفضل من حيث الثقافة الإسلامية والمظهر والقدرة علي الخطابة ومن لم ينجح في هذه الاختبارات يتم تحويله للرغبة التالية. حفظ القرآن مطلب تعجيزي واضاف: فتح هذه المسابقة لكل الخريجين دون تحديد سنة التخرج هو السبب في ارتفاع نسبة الرسوب لكن هذه النسبة ليست كبيرة كما يظن للوهلة الاولي لأن هناك من الخريجين من دفعات الثمانينات والتسعينيات ولم يعملوا في تخصصهم ومنهم من عمل بالعمل الخاص والمهن الحرفية. وأشار الي أن شرط حفظ القرآن الكريم كاملا لأي داعية يعد مطلباً تعجيزياً وصعب تحقيقه فيكفي حفظ ربع القرآن أو نصفه وتلاوته بشكل جيد وصحيح لأنه كما نعلم جميعا ليس كل خريجي الأزهر يحفظون القرآن الكريم لأن حفظه شيء في غاية الصعوبة كما أنه يجب تحديد بعض المواد والمناهج والكتب للمختبرين لنسهل عليهم الأمر. واستطرد:لقد كنت أحد المشاركين في اختبارات اختيار الدعاة ولمست جيدا الضعف الحقيقي لمستوي الخريجين فقد سألت احد المتقدمين عن أركان الوضوء وفوجئت به يتلعثم في الرد علي هذا السؤال السهل ناهيك عن خريجي كليات الشريعة الذين لم يعرفوا ذكر كتابين من كتب الفقه الشهيرة. ونفي دكتور احمد حسين صعوبة الامتحان أو كونها تعجيزية كما صور البعض مؤكدا علي سهولتها وتطرقها لثوابت الأمور وابجديات العلوم مشيرا الي امكانية التغلب علي ضعف مستوي الدعاة بعقد دورات تدريبية متتالية للارتقاء بمستواهم. شكرا وزارة الأوقاف أكد الدكتور عبد الرحمن جيرة وكيل كلية اصول الدين بجامعة الأزهر علي ان القواعد التي تضعها وزارة الاوقاف في اختبارات قبول الدعاة تعد أصعب بكثير من الاختبارات التي تضعها الكليات وذلك لأننا نعلم جيدا ضعف مستوي الطلاب ونعلم كذلك أننا لو صعبنا الامتحانات لن ينجح إلا القليل جدا وسيستمر الكثير من الذين بالجامعة لعشرات السنين دون تخرج..لذا نحن نتعاطف مع الطلاب ونتساهل من اجل إنجاحهم وأضاف دكتور جيرة: تصفية هذا العدد الكبير في اختبارات وزارة الاوقاف ليس مفاجئا ولا محبطا كما يتصور البعض فهو متوقع لكنه مؤشر في منتهي الخطورة لأننا نتلمس جيدا ضعف مستوي الطلاب ونعمل جاهدين للارتقاء به وتحسينه لكنه في ذات الوقت يعكس الدقة المتناهية في انتقاء الدعاة "علي الفرازة" وعدم السماح باعتلاء المنبر إلا لكل داعية متميزمتمكن وهذا شيء يحمد لوزارة الاوقاف نحييها عليه ونشد علي أزرها اختيار أمن الدولة. ووافقه الرأي الدكتور عبدالفتاح أبو الفتوح الاستاذ بجامعة الأزهر ووكيل كلية الدراسات الاسلامية والعربية ببنات الأزهر قائلا: من الأشياء المبشرة بالخير والداعية للتفاؤل هذه المسابقة التي تم فيها اختبار الأئمة والدعاة علي اساس الكفاءة وليس علي أساس موافقة رجال أمن الدولة الذي أفرز دعاة ضعافاً أضروا أكثر مما نفعوا لكن هذا المعيار تغير اليوم وصارت الكفاءة هي المعيار الوحيد لاختيار الإمام. وأضاف: هذا العدد الكبير المتقدم في هذه المسابقة ينم عن حجم البطالة المتفشية بين خريجي الأزهر فقد أظهرت أن هناك الآلاف من خريجي الأزهر لم يلتحقوا بأي وظائف ومنهم من عمل بوظائف مختلفة بعيداً عن صميم تخصصه ومنهم للأسف الشديد من عمل بأعمال حرفية ليجلب قوت يومه وهذا بالطبع له مردود سلبي علي نسيان ما درس وتعلم بالأزهر الشريف. واستطرد دكتور أبوالفتوح: نجاح ثلاثة الاف متقدم من أصل سبعة وخمسين ألفاً لا يعني بالضرورة ان من لم يحالفه الحظ مستواه متدن لكن يؤكد بما لا يدع مجالا للشك انه لا يتم اختيار إلا الممتاز الكفء لكن هذا لاينفي في ذات الوقت تدني مستوي الخريجين الناتج في المقام الأول عن حالة الفوضي والإهمال السائدة في المعاهد الأزهرية وعدم مراقبتها جيدا فضلا عن ضعف المناهج التي كانت تدرس للطلاب علي مدي السنوات الماضية في عهد الإمام السابق والتي قام بتغييرها الدكتور أحمد الطيب بمجرد توليه إمامة الجامع الأزهر لكننا مازلنا في حاجة الي التغيير ورفع مستوي الطلاب , فأعداد الناجحين في المعاهد الأزهرية في المرحلتين الإعدادية والثانوية لا تتفق علي الإطلاق مع المستوي العلمي لهم ومن يرسب في الدور الأول ينجح في الدورالثاني وكأنه اوكازيون للنجاح وتكون المفاجأة التحاق الطلاب بالجامعة ومنهم الكثير لا يعرف كتابة جملة مفيدة وتكون الصدمة ألا تتعدي نسبة النجاح لطالبات الفرقة الأولي 15% في كثير من الأحيان لذا الحل في تحسين مستوي الخريجين يبدأ من المعاهد الأزهرية من حيث تحديث المناهج وتطويرها والاهتمام بالاستاذ وإعطاءه كافة حقوقه بما يضمن له الحياة الكريمة وتذليل كافة المعوقات للارتقاء بالعملية التعليمية ككل وتحسين مستوي الطلاب هذا فيما يتعلق بالمعاهد الأزهرية....اما فيما يتعلق بالجامعة فلابد من إحداث تطوير كذلك بدءا من الاستاذ الذي ظل مهملا لسنوات طويلة مما أثر بالسلب علي انتاجه العلمي مما دفع الكثير من الاساتذة الي تفضيل السفر للخارج عن البقاء في مصر تحت إمارة العمل الجامعي قليل الأجر قليل المكانة واصاب معظم الاساتذة الإحباط واليأس فلا تقدير لمكانتهم وعلمهم بالإضافة الي عدم توافر الموارد والإدارة اللازمة لنجاح المنظومة بجانب التخبط وتضارب القوانين فأصبح المناخ العام يقضي علي اي ابتكار او رغبة في النهوض بالعملية التعليمية.