* مال الزوجة الخاص وثراؤها الفاحش.. هل يبرر لها الاستعلاء علي زوجها الفقير؟ ويسمح لها بإلغاء شخصيته والتعدي علي رجولته؟ القضية تعود في المقام الأول لنوع التربية ممن تربت علي الفضائل فستتحصن وتتعامل مع زوجها بالفضائل. ومن تربت علي المادة فستتحصن بالمادة والأموال. القضية فجرتها رسالة القاريء ط.أ.م: يقول فيها تزوجت منذ سنوات عديدة وأصبح لي أولاد في الجامعة هذا شيء عادي وطبيعي. أما الأمر غير العادي فهو أن زوجتي ورثت عن أهلها ميراثاً جعلنا في مستوي لم نكن نحلم به. وبعد هذا الميراث بدأت زوجتي تتعامل معي بكبرياء وتحاول الغاء شخصيتي أمام نفسها وأولادي وضيوفي فما هو رأي الدين في ذلك. ** يقول الشيخ علي أبوصالح إمام وخطيب بوزارة الأوقاف: الواجب شرعاً أن الزوجة إذا كانت ثرية وتمتلك ثروة ورثتها. أو تعمل ودخلها أكبر من دخل زوجها. أو يمدها والدها ببعض المال. لا يشفع لها ذلك أن تسيء معاملة زوجها ولن تشعر بالنقص. والشرع يوجب علي كل ان يصارح الآخر ويضع أمامه الواقع الذي يعيش فيه فان كان الزوج فقيراً. عليه ان يصارح زوجته بظروفه المادية قبل إتمام العقد. ولا يخفي عليها شيئاً أو يخدعها! ولتكن في السيدة خديجة رضي الله عنها الأسوة الحسنة. حيث كانت من أثرياء قريش وتزوجت من الرسول - صلي الله عليه وسلم - وكان رجلاً فقيراً. فعهدت إليه أن يدير تجارتها وإدارة أموالها دون أن تشعره بالمن! ولعل الزوجة التي تتكبر علي زوجها لثرائها تفعل ذلك لعدم التزامها بتعاليم الدين. وقد حذر الرسول - صلي الله عليه وسلم - من هذه المرأة بقوله: "لا تزوجوا النساء لأموالهن فعسي أموالهن أن يطغيهن" وفي الحديث: "تنكح المرأة لأربع: "لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" وقد فضل الرسول - صلي الله عليه وسلم - ذات الدين علي ذات المال.حيث ان المرأة اذا كانت ذات مال وغير ملتزمة ومحصنة بالدين.. تكون في غاية الخطورة. ويخشي علي زوجها من تأثير المال عليها بأن تطغي عليه وعلي شخصيته في البيت وعلي حقه في القوامة عليها والإسلام جعل القوامة للرجل ولو كانت الزوجة أيسر حالاً منه لقوله تعالي: "الرجال قوامون علي النساء" كما ان الإسلام يربط بين الزوجين برباط قوي قائم علي المودة والرحمة والتعاون علي مطالب الحياة. وهذه المودة التي ذكرها الخالق عزوجل في قوله تعالي: "ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" توجب علي الزوجين قبل كل منهما للآخر.. فكما ان الزوج إذا كان موسراً أنفق علي زوجته بما يتفق مع هذا اليسر فإن علي الزوجة اذا كانت غنية ان تساعد زوجها في أمور الحياة. ويضيف الشيخ إسلام سامي عبدالمقصود - بأوقاف القليوبية: من عناية الإسلام ببقاء العلاقة الزوجية أنه أجاز للمرأة الغنية ان تدفع زكاتها لزوجها الفقير. فقد روي ان امرأة عبدالله بن مسعود قالت: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن" قالت فرجعت الي عبدالله فقلت إنك رجل فقير وان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قد أمرنا بالصدقة فأته فاسأله. فإن كان ذلك يجزي عني وإلا صرفتها الي غيرك قالت: فقال عبدالله ائتيه أنت قالت: فانطلقت فإذا بامرأة من الانصار بباب رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قد ألقيت عليه المهابة فخرج علينا بلال فقلنا له أئت رسول الله فاخبر ان امرأتين بالباب يسألانك اتجزيء الصدقة عنهما علي زوجيهما وعلي ايتام في حجورهما ولا تخبر من نحن. فدخل بلال فسأله فقال - صلي الله عليه وسلم - لهما اجران. أجر القرابة. وأجر الصدقة وهذا يدل علي أنه لا ينبغي للمرأة ان تتكبر علي زوجها الفقير. فان الفقر ليس عيباً. والله عزوجل يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب. ولا يعطي الدين إلا من أحب.