* تسأل سماح عبدالرحمن من شرمساح- دمياط: ما سبب نزول قول الله تعالي: "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك.. الآيات الخمس من أول سورة التحريم؟ ** يقول الشيخ عثمان عامر مدير الإعلام بمنطقة دمياط الأزهرية: لنزول الآيات الخمس الأول من سورة التحريم سببان اثنان: أحدهما: بتحريم الرسول- صلي الله عليه وسلم: العسل الذي شربه عند زوجته "سودة". والآخر: تحريم مارية القبطية "أمته" التي باشرها علي فراش حفصة "زوجته" وفي نوبتها والمشهور والراجح هو تحريم مارية يقول السيوطي: هذه السورة يقصد سورة التحريم متآخية مع التي قبلها- يقصد سورة الطلاق- بالافتتاح بخطاب النبي صلي الله عليه وسلم وتلك مشتملة علي طلاق النساء وهذه علي تحريم الإيلاء وبينهما من المناسبة ما لا يخفي ص140 تناسق الدرر في تناسب السور ويقول الآلوسي: والمشهور أنها مارية وأنه عليه الصلاة والسلام وطأها في بيت حفضة وفي يومها فوجدت غضبت وعاتبته فقال صلي الله عليه وسلم: ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها؟ قالت: بلي فحرمها ج17 ص635 روح المعاني ويقول القاسمي في تفسيره عند تفسير هذه الآيات: والذي يظهر لي هو ترجيح روايات تحريم الجارية في سبب نزولها لوجوه: 1- إن مثله يبتغي به مرضات الأزواج ويهتم به لهن. 2- إن روايات شرب العسل لا تدل علي أن حرمة ابتغاء مرضاتهن بل فيه أنه حلف لا يشربه أنفة منه. 3- إن الاهتمام بإنزال سورة علي حدة لتقريع أزواجه صلي الله عليه وسلم وتأديبهن في المظاهرة عليه وإبعادهن علي الإصرار علي ذلك بالاستبدال بهن وإعلامهن برفعة مقامه وأن ظهراءه مولاه وجبريل والملائ:ة والمؤمنون كل ذلك يدل علي أن أمرا عظيما دفعه إلي تحريم ما حرم. وما هو إلا الغيرة من مثل ما ورد في شأن الجارية. فإن الأزواج يحرصن أشد الحرص علي ما يقطع وصلة الضرة الضعيفة.. إلي أن يقول: ولكن مع ترجيحي قصة مارية أري أنه لا يمنع من وقوع حادثة شرب العسل قبل حادثة التحريم بمرة قصيرة لكن جاءت حادثة التحريم لتكون سببا مباشرا للنزول اعتبارها أكبر المشكلات التي تحتاج إلي حل حاسم من قبل النبي صلي الله عليه وسلم ويؤيد ذلك أن النبي صلي الله عليه وسلم اعتزلهن جميعا شهرا ليكون ذلك الاعتزال تأديبا لكل الزوجات علي ما وقع فيهن قبل هذه الحادثة ص118 مجلة الأحمدية العدد .10 يدل علي ترشيح رواية مارية ما جاء عن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال عمر رضي الله عنه: اجتمع نساء النبي صلي الله لعيه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن: عسي ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن.. فنزلت هذه الآية رواه البخاري في صحيحه.