* يسأل مهندس محمد هاشم من دمياط: هل الجن أقوي من الإنس علما بأنه مأمور بالعبادة لله رب العالمين فهل هناك رسل وجهت للجن وديانات كلف بها؟ ** يقول د.عبدالله الصبان أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: أيها المهندس الكريم: إن آية قوة الوجود هي مقهورة بقدرة الله وقهره وأي خلق مهما كانت قوتهم فهم مأمورون بطاعة الله والخضوع له والعبادة لذاته والجن في نظر الإنس أقوي منهم فتقدم ذكر الجن علي الإنس في قوله تعالي: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" 56 سورة الذاريات.. ويذكرهم في هذه الآية دليل علي أنهم خاضعون لله تعالي مثل الإنس الذي هو أحق وأجدر بالخضوع لله رب العالمين. أما بالنسبة إلي توجيه رسل إلي الجن يا أستاذ فذلك حقيقة وتكلفهم بالعبادة أمر من الله تعالي بدليل رسالة النبي صلي الله عليه وسلم إلي الإنس والجن وفي الحديث أنه بين لهم بعض الأحكام في مقابلته لهم من حيث الطعام والشراب وغيره. والمرسلون إلي الجن رسل من الإنس ولم يثبت أن الله تعالي أوصي بشرع إلي جني ليبلغه إلي الجن بل كانوا يسمعون من الرسول صلي الله عليه وسلم وهم بدورهم يبلغون ما سمعوه محمد صلي الله عليه وسلم إلي أقوامهم قال تعالي: "وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا إلي قومهم منذرين" 29 سورة الأحقاف.. فاعتقاد الشباب الذين عبدوا الشيطان أنه أقوي وأنه مظلوم فهم خاطيء بل هو عدو للإنسان ولا يستحق العبادة بل هو مأمور أن يعبد الله مثله كالإنسان وهو الذي ظلم نفسه بعصيانه أمر مولاه سبحانه وتعالي والله أعلم.