أكد سفير الصين بالقاهرة "سونج آي جوه" أن المسلمين في الصين يمثلون جزءاً كبيرا ومهماً في ثقافة المجتمع الصيني رغم كونهم لا يمثلون سوي 20 مليون نسمة من إجمالي عدد سكان الصين الذي يقدر بخمس سكان العالم أي ما يقرب من مليار وربع المليار نسمة. مشيرا الي أن الصينيين ينتمون لست وخمسين عرقية وثقافة وجماعة مختلفة وتعتبر الثقافة الصينية هي خلاصة لتلك الثقافات والعرقيات جميعا. لذلك فلا تفرقة أو تمييز بين إحداها علي حساب الأخري بل هناك تكامل وتعاون وتشابك خاصة في مجال الشعائر الدينية وممارستها بكل حرية لجميع الأعراق والجماعات الصينية. أوضح السفير الصيني أن أصول مسلمي الصين ترجع لعدة قوميات مثل الطاجيك والأوزبك والباكستانيين وغيرهم. مبيناً أن لشهر رمضان المعظم "طعماً" مميزاً جدا في الصين حيث يتنافس جميع المسلمين لاظهار انتمائهم وعقيدتهم بالاحتفال بالشهر الكريم ولا تنسي باقي العرقيات مشاركتهم في ذلك فأيام رمضان جميلة وعظيمة جدا. وعلي المستوي الرسمي لدي الصين هدف مشترك مع العالم الإسلامي باتباع السلم والتوافق الدولي وخاصة فيما بين الشعبين المصري والصيني فلديهما نفس الهدف والمصير. بل إن حضارتهما الإنسانية من أقدم الحضارات في العالم. وقال : أندهش كثيرا أن الحضارتين المصرية والصينية تعبران عن البناء والارتقاء ونري ذلك في بناء الأهرامات وسور الصين العظيم. إضافة الي أن الشعبين عريقان ويقدران السلام والعيش في استقرار وأمن. لذلك فسياسة الصين هي الحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب وليس الصدام. وقد خطونا في ذلك خطوات كبيرة. جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقدته مؤسسة أوروبا والشرق الأوسط للإعلام بحضور المستشارة الثقافية الصينية وعدد كبير من أعضاء السفارة الصينية وعدد كبير من أعضاء السفارة الصينية بالقاهرة. وأداره د.صلاح الجعفراوي الذي أوضح أن العرب والمسلمين جميعا يحملون كل مشاعر الحب والود للصين نظرا لمواقفهما المدافعة عن القضايا العربية والاسلامية في المحافل الدولية. محذرا من مساعي بعض الدوائر الأوربية للوقيعة بين الصين والعالم العربي والإسلامي للتفرقة بينهما. وينتشر المسلمون في كافة أنحاء الصين وخاصة في اقليم سينكيانج أو المستعمرة الجديدة باللغة الصينية وسكانها المسلمون من عرق الإيغور. وإن كانت منطقة "وي وير" بها تكدس سكاني للمسلمين الذين يمثلون النصف تقريبا فهم 20 مليون نسمة هناك ولديهم 20 ألف مسجد ما يقول السفير الصيني ولهم لغتهم الخاصة وعاداتهم وتقاليدهم التي يحتفظون بها منذ مئات السنين. فضلا عن المدارس والقنوات التليفزيونية والصحف والمطاعم التي تقدم الطعام المعروف إسلاميا. لذا فهم يتمتعون بكل حقوقهم القانونية والدينية ويشاركون بايجابية وفاعلية في بناء الصين الحديثة. وتسعي الحكومة لرفع مستوي جميع الصينيين علي السواء. وإن كانت بعض الإحصاءات تشير الي أن عدد المسلمين في الصين يصل الي 50 مليونا في حين تقول مصادر مسلمة في الصين إن العدد يصل الي 100 مليون. ويفخر مسلمو الصين بالحديث النبوي القائل "اطلبوا العلم ولو في الصين". ويقول التاريخ إن علاقة الإسلام بالصين قديمة بدأت منذ عهد الخليفة عثمان بن عفان في عام 29 هجرية عندما أرسل وفدا برئاسة سعد بن أبي وقاص الي امبراطور الصين "وي" يدعوه الي الاسلام. وقد أعجب الامبراطور الصيني بالإسلام فأمر ببناء مسجد "كانتون" الذي مازال قائما منذ 14 قرنا. وقد وصلت العديد من الوفود المسلمة الي الصين خلال العهود الأموية والعباسية فاستقر الرسل في الصين وتزوجوا صينيات من عرق "هان" والذي يعد من أكبر العرقيات ويمثل 8% من السكان. وتشير بعض المصادر الي أن علاقة الاسلام بالصين بدأت حتي قبل عثمان بن عفان من خلال التجار العرب. ويوضح السفير "سونج" أنه مازالت العلاقات قوية جدا ومتجددة سنويا في شهر سبتمبر حيث يزور كثير من العرب والمصريين والمسلمين دولة الصين ويجتمعون بمسلمي الصين في مقاطعاتهم المتواجدين بها وتتجدد العلاقات.