منذ أن تفتحت عيناي علي الدنيا وأنا كغيري من ملايين المستمعين عاشق لصوت قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت رحمه الله ذلك القاريء الذي يشعرك بأنه يقرأ القرآن ليس كأي قاريء آخر.. لكنه يبحر بك في ملكوت الآيات وجلالها. ورغم مرور 031 عاماً علي ميلاد هذا القاريء الكبير إلا أنه لا يزال هو القاريء الأول المتربع علي عرش التلاوة بلا منازع حسب استطلاع رأي المستمعين والذي أجرته إحدي القنوات الفضائية الدينية حول قراء القرآن الكريم الأكثر تأثيراً في المستمعين.. رغم ظهور العديد من المدارس القرآنية المتميزة في فن التلاوة والتجويد ورغم ظهور المحسنات الصوتية التي لم يعرفها الشيخ إلا أن مدرسته كانت ومازالت هي الأولي والمتفردة خلال القرن الحالي. ولقد شهدت السنوات الماضية ظهور العديد من قراء القرآن في مصر والعالم الإسلامي الذين لهم باع طويل في دنيا التلاوة وذاع صيتهم كل أرجاء الدنيا إلا أن هؤلاد الكبار لم يستطع أحدهم أن يقترب من صوت الشيخ الذي يعد أكبر وأعظم قاريء في عصره وحتي كتابة هذه السطور.. فلا يوجد صوت يضاهيه أو حتي يقاربه في جماله وقوته ورقته وخشوعه وعبوديته.. ولا يوجد قاريء من كبار قراء هذا الزمان إلا وقد استمع وتعلم من الشيخ رفعت.. فقد أطرب بصوته الأذان وزلزل الأبدان ورقق القلوب وخشعت وعاشت مع هذا الصوت الرباني وصاحبه. فاستحق لقب معجزة السماء علي الأرض لأنه بصوته الجذاب يرفعك إلي مستوي الآيات ومعانيها. لكن أمام هذا العلم القرآني الكبير في دنيا التلاوة تجدني أقف مذهولاً أمام الموقف السلبي من المؤسسة الدينية والثقافية لإحياء ذكري الرجل الذي ملأ أرجاء الدنيا بصوته العذب وتلاوته الفريدة. ويزداد عجبي حينما أعلم أن دولاً كثيرة تحيي ذكري هذا القاريء الكبير في ظل التجاهل التام في مصر.. فلا الأزهر يعرفه ولا الأوقاف تحيي ذكراه ولا الثقافة تذكرته.. ولا حتي نقابة قراء القرآن الكريم قالت عنه شيئاً.. في الوقت الذي تنشغل فيه إذاعاتنا بإحياء ذكري الفنانين والمطربين والممثلين.. رحمك الله يا شيخ رفعت جزاء ما قدمت لأمتك الإسلامية. *** * وختاماً: قال الشاعر: يا حامل القرآن طاب مساكا وازددت خيراً في رضا مولاكا ياحامل القرآن ألف تحية بعبير آل الذكر فاح شذاكا