علامات استفهام تثار حول الفضائيات المملوكة للسلفيين.. وأهمها تعمدهم عدم ظهور المرأة علي الشاشة سواء مذيعة أو ضيفة متحدثة.. وبعضهم يغالي في تشدده بمنع عمل المرأة تماما في الوظائف الإدارية والفنية والهندسية في هذه القنوات بحجة أن المرأة فتنة وهم بذلك يسدون أبواب الفتن. "عقيدتي".. طرحت السؤال الهام.. علي القائمين علي أمر هذه القنوات هل قنواتكم تخاصم المرأة.. فماذا قالوا!! استطلعت أيضا آراء وعلماء التيار السلفي حول موقفهم من هذه القضية فماذا كانت رؤيتهم؟! في البداية قال المهندس عبدالمنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم جماعة الدعوة السلفية: لا أود التصريح برأيي في هذا الموضوع تحديداً لأنه قد يتعارض مع آراء وتوجهات القائمين علي هذه القنوات حتي لا اصطدم بهم لذا أفضل الصمت والاحتفاظ برأيي لنفسي. وأضاف: جماعة الدعوة السلفية لا تمتلك أي قناة فضائية كما أنها لا تشرف علي أي من هذه القنوات الموجودة علي الساحة كما أن لكل قناة من هذه القنوات مستشارها الشرعي والإعلامي الذي تستعين به وفي الغالب الآن معظم هؤلاء المستشارين ليسوا سلفيين إلا قلة قليلة منهم وبالنسبة لنا كل ما نستطيع تقديمه للمرأة بعيد كل البعد عن هذه القنوات فنحن نتواصل مع المرأة من خلال المساجد والجمعيات ودور تحفيظ القرآن حين نخصص بعض النساء الداعيات في مخاطبة المرأة وتبصرها بأمور دينها أما الفضائيات فيما يخص المرأة تحديداً فليث مجالنا. واستطرد قائلاً: رغم أن الشيخ محمد حسان سلفي إلا أنه لا ينتمي لأي تيار أو جماعة سلفية في مصر فهو بإمتلاكه قناة الرحمة لا يمثل التيار السلفي لأن التيار السلفي أعم وأشمل بأي قناة فضائية. وأشار الدكتور ياسر علي نور من مؤسسي قناة الناس والمدير التنفيذي الحالي لقناة الفتح الإسلامية التي يمتلكها الداعية الدكتور أحمد عبده عوض إلي أنه عندما كان يرسم خريطة قناة الناس مع القائمين عليها كانت هناك عدة برامج موجهة للمرأة وكانت تقوم بالفعل بعض المذيعات بتقديمها لكن عندما حاولت القناة الاستعانة بالشيخ أبواسحاق الحويني واستقطابه بتخصيص برنامج له شرط موافقته بعدم ظهور أي سيدة بها سواء كانت مذيعة أو ضيفة وأيده في الرأي الشيخ محمود المصري والشيخ محمد حسان وباقي المشايخ السلفية فما كان من القائمين علي إدارة القناة إلا الانصياع لرغبته وبالفعل منعت كل المذيعات من الظهور واكتفت بالاستعانة بهن في الإعداد فقط لبعض الوقت ثم بعد ذلك استغنت عنهن تماما. وأضاف: لقد كان مبرر الشيخ أبواسحاق الحويني في هذا الأمر هو أن المرأة عندما تكشف وجهها وتظهر علي الشاشة تفتن الرجال والشباب.. ولأن قناة الناس تعتبر القناة الأم رأينا كل القنوات السلفية تسير علي نهجها تبيح ما أباحته الناس وتمنع ما منعته.. أما في قناة الفتح التي بدأت تبث برامجها منذ ستة أشهر فقط والتي أشرف بإدارتها فقد خصصت برنامجا يوميا يسمي "طريق السعادة" موجه للمرأة وتقدمه مذيعة ويصب كله في محيط الأسرة فهو يقدم كل حلقة جانبا من جوانب المرأة ومشكلاتها كما يقدم مشروعات اقتصادية تخدم المرأة وتزيد من دخلها دون مجهود أو خروج من منزلها كزراعة المشروم وصناعة الشمع هذا بجانب تقديمه لنصائح تهم المرأة في مجال تنظيف الأثاث وترتيبه لذا أري أنه يعطي المرأة الجرعة التي تحتاجها في كافة الأمور والموضوعات. واستطرد: معروف بحكم عملي في معظم هذه القنوات السلفية تمنع شيئين من خريطة برامجها تماما هما الموسيقي والمرأة وهذا نهج سلفي متعارف عليه لديهم ولدي كل من يعمل معهم وقاعدة عريضة لا يحيد عنها أحد وشرط أساسي عند العمل في هذه القنوات ولابد من الالتزام به وعدم مناقشته لذا صدمت بهم تحديداً في قناة الحافظ حيث حاولت إدخال مذيعات يقدمن برامج تخاطب المرأة ويعلمنها الطريقة الصحيحة لقراءة القرآن الكريم.. لكن إدارة القناة رفضت بشدة ثم وافقت تحت ضغط مني والحاح من العاملين لكنها اشترطت أن تكون المذيعة منتقبة ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل بسبب الانتقاد الصارخ الذي وجه لنا من قبل السلفيين أنفسهم حيث عابوا ظهور المرأة بهذه الطريقة وشبهوها بالعفريت.. أما قناة الفتح فهي قناة وسطية مثل الأزهر تقبل كل الأطياف والألوان. وأشار إلي إمكانية تغيير وجهة نظر السلفيين في هذا الصدد وتحللهم من هذا التشدد المفرط خاصة بعد انغماسهم في الحياة السياسية وقد لاحظنا ذلك بأنفسنا كيف أنهم حضروا لمجلس الشعب في أول جلساته مرتدين الجلباب ثم قاموا بارتداء البدل وهذا تطور بالنسبة لهم كما لاحظنا أثناء انتخابات مجلسي الشعب والشوري يضعون وردة بدلا من صورة المرشحة علي اللافتات في الشوارع ثم فوجئنا بإحدي مرشحات حزب النور تجري حوارا بجريدة الأخبار وهي كاشفة وجهها دون نقاب.. كما لا أخفي أنه في أول ظهور لكبار المشايخ السلفيين علي هذه القنوات كانوا يؤكدون بمالا يدع مجالا للشك بأن النقاب فرض مثل الزكاة والصوم.. لكن بعد فترة وجيزة تغير خطابهم وراحوا يرددون أن هناك قولان في موضوع النقاب هناك من يقول بأنه فرض لا جدال في ذلك وهناك يقول بأنه فضيلة.. لذا أتوقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة تغيرا في فكرهم وأن يتحللوا من هذا التشدد ويتيحوا مساحة علي قنواتهم للمرأة. وأكد علي أن المرأة مثل الرجل تماما فهي إنسان له عقل يفكر ويبدع ولديها وجهة نظر لابد من احترامها والانصات لها.. لكن أن يقتصر النظر لها علي أنها أنثي فهذا أمر معيب ومرفوض وغير مقبول في مجال العمل فالأنثي هي زوجتي فقط وليست زميلتي في العمل. ووافقه الرأي جلال الشايب معد برامج بقناتي الناس والحافظ قائلاً: هذه القنوات بلا استثناء تشترط عدم ظهور المرأة علي شاشاتها حتي وإن كانت منتقبة كما أن بعضها يغالي في هذا الأمر ويمنع المرأة حتي في الوظائف الإدارية وخلف الكاميرا وهذا ليس لضعف إمكانيات المرأة وقدراتها العلمية إنما لانهم يرون أن المرأة فتنة ولابد من سد كل الذرائع وأبواب الشيطان حفاظا علي أبنائنا. أما الدكتور سعيد أبوالفتوح الأستاذ بجامعة الأزهر فقال: ظهور المرأة علي شاشات الفضائيات لا غبار عليه وهذا قياسا علي ظهورها في الشارع وفي محيط العمل وأمام الناس طالما أنها ملتزمة بالملبس الشرعي الذي لا يكشف ولا يصف فالذي يجب أن يظهر من المرأة هو الوجه والكفان وهذا استنادا لقول النبي صلي الله عليه وسلم عندما قال لأسماء لما دخلت عليه أن المرأة إذا بلغت المحيض فلا ينبغي أن يظهر منها إلا الوجه والكفان. لكن ما يفعله القانون علي هذه القنوات بمنع ظهور المرأة بدعوي الفتنة فهذا تشدد في الفكر مرفوض وفهم خاطئ لبعض النصوص الشرعية حين يقول الله عز وجل "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن" النور .31 فهؤلاء يفسرون هذا النص تفسيرا خاطئا ويرون أن ضرب الخمار يكون علي الوجه وكل الجسد بحيث لا يظهر من المرأة أي شيء رغم أن معظم العلماء والفقهاء يذهبون إلي أن الخمار يعني غطاء الوجه والصدر. وأشار إلي أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يستمع للمرأة ويأخذ برأيها ويروي أنه صلي الله عليه وسلم أخذ برأي السيدة أم سلمة في صلح الحديبية وكان هذا من أكثر الأمور تعقيدا ولا ننسي السيدة عائشة راوية الحديث والفقيهة المفوهة والتي كانت تعلم الرجال والنساء علي السواء وقد قال عنها النبي صلي الله عليه وسلم "خذوا ونصف دينكم عن هذه الحميراء" وهذا أكبر تكريم للمرأة اعترافا بعقلها ورجاحته.. لكن أن يظهر علينا هؤلاء السلفيون ويحرمون ظهور المرأة علي قنواتهم الفضائية فهذا تشدد في الفكر غير مقبول شكلاً وموضوعا.