فتح الحكم الذي اصدرته احدي المحاكم الاستئنافية بالحبس علي الممثل عادل إمام بتهمة ازدراء الاديان باب الجدل من جديد حول الفارق بين الابداع وبين الشطط الذي يقود بصاحبه للإساءة الدينية والأخلاقية تحت ستار حرية الابداع الفني. "عقيدتي" استمعت لآراء عدد من الفنانين وعلماء الدين ورقباء المصنفات الفنية في أهمية التزام الأعمال الفنية بالقيم الدينية والأخلاقية. قالت الفنانة حنان ترك: للأسف الشديد فإن الساحة الفنية تحاول مؤخرا الزعم بأن الفني يعني تحطيم كل التابوهات المقدسة حتي لو مست الأعمال الفنية الثوابت الدينية والأخلاقية والذي تعلمنا دوما ان الفن يسمو بالروح لا أن يقدم ما يسيء للدين أو الأخلاق ولكن علي الجانب الآخر أنا أرفض مطاردة الفنان بسيف القضاء فلابد ان توجد مجموعة من القيم التي تحفظ ديننا واخلاقنا. أشارت ترك إلي أن المجتمع لو ترك الأمر إلي عواهنه لخرج إلينا من يسخر من انبيائنا ومن ادياننا ويحتقر علماءنا واسلافنا الكرام لهذا لابد من وجود منظومة قيم واخلاقيات تحكم العمل الابداعي حماية للمبدع من نفسه ومن الشطط وهذا لا يعني الانتقاص من حق المبدع في التفكير والابداع. يقول الفنان حسن يوسف: انني بداية لست مع مطاردة الفنانين بالمحاكمات ولكن علي الجانب الآخر لابد من ان يراعي الفنان بداية من الكاتب ومرورا بالفنان ووصولا إلي المخرج لابد ان يراعوا ان مجتمعاتنا متدنية بطبعها ولن تقبل ابدا المساس بمقدساتها وإذا كان النظام السابق استطاع ان يلجم الناس لفترات طويلة وكان يغض النظر عن الاساءات والسخريات التي تتعرض لها مقدساتنا الاسلامية ولابد ان نؤكد للجميع ان الاسلام لم يجرم الفن الملتزم البعيد عن الاسفاف الاخلاقي أو النيل من الدين وإذا صمت المجتمع علي ازدراء الدين الاسلامي فلماذا ثرنا جميعا علي الرسوم الكاريكاتيرية التي اساءت لنبينا عليه الصلاة والسلام ولهذا فلابد من وقفة حاسمة ضد كل من يحاول الاساءة لديننا في الداخل قبل ان نحاول الوقوف ضد من يحاولون الاساءة في الخارج. تقول إيمان أحمد الرقيبة بهيئة المصنفات الفنية ان الرقابة تبدل قصاري جهدها لتنقية الاعمال الفنية من الانفلات الأخلاقي وغيرها ولكن للأسف الشديد فإن هناك فنانين كثيرين يرفضون الانصياع لقرارات الرقباء لدرجة اننا كثيرا ما نتعرض للانتقاد والنيل منا علي لسان الممثلين والمخرجين عبر صفحات الجرايد وأنا أؤكد من خلال عقيدتي اننا لو سمحنا بخروج الأعمال الفنية التي تعرض علينا دون تدخل منا حماية للدين وللأخلاق العامة لفوجيء كثير من الممثلين بالقضايا والأحكام القضائية تطاردهم في مكان. تضيف الرقيبة ايمان احمد اننا كثيرا ما نصطدم مع الفنانين وخاصة كتاب السيناريوهات بسبب تجاوزهم خاصة في الموضوعات التي تمس الدين ولكننا نصر دوما علي التزام الكتاب بالمحاذير الرقابية التي تحث علي احترام الاديان السماوية والمقدسات الدينية ولكن الذي قد يعلمه الكثيرون ان هناك افلاما بعينها يرفضها الرقباء وتعرض علي لجنة تظلمات تضم في عضويتها كتابا وفنانين وهم من يوافقون في النهاية علي عرض تلك الاعمال. يري الدكتور عبدالفتاح الشيخ رئيس لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الاسلامية ان الوقت قد حان ليعرف العاملون بالحقل الفني ان هناك فارقا كبيرا بين الابداع الفني وبين التعرض للدين أو للشخصيات الدينية التي يجلبها الناس بالسوء أو السخرية والاسلام عرف عبر تاريخه الطويل حرية الابداع الإنساني شريطة ان يكون الابداع لصالح الإنسان وخطوة من خطوات رقيه وتطوره والدليل علي ذلك ان التاريخ الاسلامي مليء بالابداعات الانسانية في شتي المجالات وكان المبدعون يحرصون علي عدم التعرض لأي دين بسوء ونحن لدينا آلاف الابداعات الشعرية عبر التاريخ الاسلامي ولكن لم يقم شاعربا لسخرية من دين أو ازدراء شخصيات دينية لها جلالها واحترامها ومن هنا فعلي الجميع احترام مقدساتنا اثناء عملهم وهناك مليون طريقة للترفيه عن المشاهدين وكذلك لعرض القضايا المختلفة دون التعرض بسوء للمقدسات. اشار د.الشيخ إلي ان الاسلام كفل للجميع حرية الاعتقاد فإذا كان الاسلام كفل للجميع حرية الاعتقاد وحرية اعتناق الدين الذي يريده فما بالنا بحرية الابداع والتفكير ولكن الاسلام حرص فقط علي وضع الضوابط المنظمة للابداع حماية للمجتمع وحفاظا علي ترابط وتماسك نسجيه حيث حرص الاسلام علي حماية المفكرين والمبدعين من الأهواء التي قد تضر بهم وبالمجتمع الذي يعيشون فيه فحرية الابداع مكفولة في الاسلام وقد قدم التاريخ الاسلامي أعمالا فنية وابداعية متميزة يشهد له بها الحضارة الإنسانية بعكس ابداعات الحضارة الغربية التي قدمت أمورا رخيصة اعتمدت علي المخدرات والجنس.