ألح علي عدد من القراء والأصدقاء أن أعاود الكتابة مرة أخري عن الحمير وشئونها.. خاصة بعد عدد من المقالات عن الحمير في أعقاب أغنية سعد الصغير الشهيرة بحبك يا حمار.. وانهيتها بالدعوة لإنشاء وزارة لشئون الحمير والتي لاقت صدي كبيرا ومسارعة من الناس لترشيح أنفسهم لشغل هذه الوزارة أو علي الأقل شغل منصب نائب وزير شئون الحمير.. قاومت فكرة الكتابة عن الحمير خشية أن يفهم أحد المسألة خطأ.. ونحن في هذه الأجواء الملتهبة والمتشابكة.. ما بين معارك الرئيس القادم.. والدستور ولجنته التأسيسية.. والإخوان والعسكر والثوار والفلول وهلم جرا.. وهي المعارك التي لم يستطع أحد فيها أن يفهم فيها ومنها أي شيء.. حتي صار الناس يقتربون أكثر وأكثر كل يوم من عالم الحمير والاستحمار والحمرية الصادقة الشفافة.. وذلك علي مستويين: الاول: عدم الفهم وفقدان القدرة علي التمييز وتوقف حالة الوعي وسيطرة وطغيان طوفان اللاوعي في كل المجالات.. وفي الصراعات حامية الوطيس بين كل ومختلف القوي علي الساحة .. والثاني: طول الصبر وقوة التحمل.. وأظن أن الصبر كاد أن يمل ويتململ من طول صبر المصريين وحميرهم.. وأصبح الصبر الآن علي حافة الهاوية أو الانفجار خاصة بعدما يحدث في الصراع علي الرئاسة وبسبب الرئاسة ومرشحيها.. الاستفزاز تجاه الكتابة عن الحمير بلغ مداه بعد نشر خبر زواج أمريكية من حمار بعد قصة حب دامت عامين.. وسيطر حديث الحمار الرومانسي علي كل الحوارات.. رغم أن الساحة مليئة في التوقيت نفسه بأخبار هائلة عن شتي أنواع الحمر.. الحمار السياسي.. والحمار الرمز.. والحمار المقاتل والحمار المقدس والحمار المستحمر في كل شيء.. ** وحتي لا يفهم أحد كلامي خطأ أو يؤوله علي وجوه أخري ضعيفة أو قوية أو غير ذلك من النوايا الطيبة.. سأضرب لكم أمثلة حميرية خالصة .. ** فقد رفع ¢حزب الحمير¢ الكردستاني الستار لأول تمثال للحمير في ساحة نالي وسط محافظة السليمانية. واعتبر عمر كلول رئيس الحزب أن هذا اليوم يعادل في أهميته يوم زواجه. وقال: إن ¢ساحة نالي شهدت اليوم رفع الستار عن أول تمثال لحمار من عمل النحات الكردي المعروف ¢زيرك ميرة¢. مشيرًا إلي أن ¢إحساسي اليوم لا يوصف ويشبه إحساسي باليوم الذي تزوجت فيه¢. حسبما نقلت وكالة فرانس برس.. وأضاف كلول أن ¢حكومة إقليم كردستان والبرلمان الكردستاني والدوائر الحكومية جميعهم خذلوني في مساعدة حزب الحمير لإقامة هذا التمثال¢. مبينًا أن الفنان ميرة هو الوحيد الذي رفع رأس الحمار وسط السليمانية. وذكر أن ¢الحمار لعب دورًا بارزًا في حركة التحرر الكردية المسلحة منذ القدم. وكان هو الصديق الوحيد للمقاتل الكردي في جبال كردستان خلال النضال من أجل حقوق الأكراد .. وحضر مراسم رفع الستار عن التمثال جمهور غفير من محبي فن النحت في السليمانية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني .. الأمر لم يتوقف علي التمثال.. بل إن حزب الحمير هذا قد طلب في وقت سابق من حكومة إقليم كردستان دعمًا ماليًّا لفتح إذاعة تحمل اسم ¢النهيق¢. والمعروف أن ¢حزب الحمير¢ تأسس رسميًا في إقليم كردستان العراق عام 2005 وحصل علي رخصة رسمية من الحكومة في السنة نفسها.. وللحزب تشكيل إداري وهيكلي. مثل المكتب السياسي الذي يسمي ¢الخان¢ وهو مكان نوم الحمير وفق اللغة الكردية. بينما تسمي المكاتب الفرعية ب¢الاسطبل¢. كما تتوزع درجات ومراتب أعضاء الحزب وفق درجات معينة منها.. حمار وأتان وجحش !!! ** السياسي الكولومبي سيلفيو كاراسكولا أعلن عن تقديم هدية علي سبيل المجاملة للرئيس الأمريكي باراك أوباما عبارة عن حمار وزجاجة من الخمر الكولومبي. وذلك أثناء زيارة الرئيس الأمريكي إلي كولومبيا للمشاركة في قمة الأمريكيتين.. ولهذه الهدية دلالة سياسية إذ تتعلق بشعار الحزب الديمقراطي الذي يتنمي إليه أوباما وهو الحمار.. ** وإذا كنا نعيش مع فكاهات الحمار الرومانسي فها هي الأخبار تسوق لنا أن فتاة أمريكية أصابها الوحم عند الحمل بنهيق الحمار.. وأنها منذ حملت وهي تنهق في اليوم ما لا يقل عن ثلاثين مرة.. فقد ذكرت صحيفة ¢ديلي ميل¢ البريطانية أن المراهقة كودي هاجيل التي تبلغ من العمر 18 عامًا. وتعاني من أعراض متلازمة ¢توريت¢ الوراثية. التي تتمثل بحركات عصبية لا إرادية. منذ أربعة سنوات. لكن حديثها لم يتأثر بذلك. وأشارت الصحيفة إلي أن عائلة الفتاة أصيبت بالصدمة والذهول عندما وجدوا ابنتهم تصدر أصواتًا كالحمار ¢نهيق¢. ويتكرر هذا الأمر لأكثر من 30 مرة في اليوم. بعد أيام من حملها.. ** لو عدنا للحمار الرومانسي سنجد الأمر أكثر من مأساة إنسانية وحضارية.. وانحطاط في القيم والأخلاق إلي اقصي درجة.. في عصر العلم والتقدم والثورة التكنولوجية.. وضاعف من المأساة أن المعالجة لها لم تخرج عن الإطار الدرامي والكوميدي الساخر أو باب المزاح والتنكيت علي الرجال والتبكيت علي حال النساء.. ورغم الاتفاق علي منافاة الأمر للفطرة الإنسانية إلا أن أحدا لم يحاول الاقتراب من الحكم الشرعي أو التعرف عليه.. بما أننا في عصر وزمان مناوءة الإسلاميين والهروب من أي حل يقدمه المنهج الإسلامي.. مع أن الفقهاء العظام قدموا شروحا ودروسا وحكما وعلما وفتاوي في مثل هذا الباب.. الزني مع الحيوانات وإتيان البهائم.. جديرة بأن تدرس ويعلمها الناس.. ليعرفوا عظمة هذا الدين وحرصه علي الارتقاء بالإنسان وتحقيق هذا الرقي في كل زمان ومكان.. فقد أكد الفقهاء أن هذا الأمر من أعظم الذنوب والآثام. وقد حذر منه الشرع تحذيرا عظيما. ولا خلاف بين الفقهاء في حرمة وطء الحيوان فهو من أشد المحرمات في الدين. واعتبره بعض الفقهاء كالزني.. وقالوا إنه لا يجوز للإنسان المسلم أن يفرغ شهوته إلا في الأماكن التي أباحها الله تعالي له. وهي الزوجة. قال تعالي: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَي أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَي وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ" "المؤمنون: 5- 7". وجاء في "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء"... وأما وطأ البهيمة فللفقهاء فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أنه يؤدب. ولا حد عليه. وهذا قول مالك وأبي حنيفة والشافعي في أحد قوليه. وهو قول إسحاق. والقول الثاني: أن حكمه حكم الزاني. يجلد إن كان بكرا. ويرجم إن كان محصنا. وهذا قول الحسن. والقول الثالث: أن حكمه حكم اللوطي. نص عليه أحمد. فيخرج علي الروايتين في حده. هل هو القتل حتما أو هو كالزاني؟ والذين قالوا: ¢حده القتل¢ احتجوا بما رواه أبوداود من حديث ابن عباس عن النبي - صلي الله عليه وسلم-: من أتي بهيمة فاقتلوه. واقتلوها معه. قالوا: ولأنه وطء لا يباح بحال. فكان فيه القتل كحد اللوطي.. ** بصراحة يا جماعة والله حاجة تقرف.... وكأن المسألة كانت ناقصة ¢لعب أمريكاني جديد¢.. من تتزوج بحمار .. أو من يحب الحمار أو يلعب مع الحمار .. كان الله في عون مصر والمصريين ووقاهم الله شر ساسة أمريكا ونسوانها وحميرها.. قولوا آمين..